قطريون يوثقون تاريخ العالم بجمع الطوابع

من الخطأ أن نستخدم الطوابع للرسائل البريدية فقط، عندما يكون هناك هواة للطوابع في قطر، ويجمعونها ويوثقون تواريخها وأنواعها وقيمها المادية، ويحتفون بها بشكل يزيد قيمتها المتداولة بين الهواة، إذ يدفع الهواة الآلاف في سبيل شراء طابع نادر، حيث أن قيمته تبقى به، ويبقى مطلوباً في بورصة الطوابع، وهو ما أكده محمد العلي الذي يقول إن الهواة المحترفين أو ذوي الخبرة، والمغرمين بجمع الطوابع، يشاركون ويحضرون المعارض الداخلية والخارجية، لشراء الطوابع النادرة أو التي يبحثون عنها، وعند وجود ضالتهم، يكونون في قمة الفرح، فضلا عن إحساسهم بتحقيق إنجاز بجمع أكبر عدد من الطوابع، تكون كمادة تاريخية وتوثق مراحل أو شخصيات مهمة. أدوات لممارسة الهواية يقول العلي «يحتاج الهاوي إلى مجموعة من الأدوات لممارسة هوايته فهو يحتاج إلى الألبوم، وهو أداة تستخدم لجمع الطوابع وحفظها في هذه الألبومات، ومنعها من التلف والاهتراء، ومن الأدوات الأخرى التي يستخدمها الهاوي لالتقاط الطابع، أنواع منها البستوني وهو مناسب للهواة المبتدئين والمستدير ويستعمله التجار، والمدبب ويستعمله كثيراً الهواة المحترفون، ومقياس الشرشرة لمعرفة مقياس الشرشرة لطابع معين، وكاشف العلامة المائية وهو أداة مهمة لهواة الطوابع فوجود العلامة المائية من عدم وجودها يعني فرقاً كبيرا في القيمة لدى الهواة، فربما يكون الطابع مزيفا ولذا يحتاج الهاوي إلى هذه الأداة ليكشف ما إذا كان الطابع أصلياً أم مزيفاً». ويشير العلي إلى أن هناك معارض عالمية، تكون الطوابع متوافرة فيها بشكل كبير، موضحا أن المشاركات تكون بعدة أنواع منها موضوع التاريخ البريدي حيث تتناول تاريخ تطور البريد في الدول فيتحدث كل مشارك عن تاريخ كل رسالة والختم المستخدم عليه، وأجرة الرسالة والمنطقة المرسلة إليها الرسالة، وتاريخ إرسالها، وطريقة الإرسال. ويضيف «من الأنواع الأخرى الموضوع التقليدي وهو عرض المجموعات الكاملة لدولة معينة من نشأة البريد فيها وحتى الآن، والنوع الآخر هو عرض الموضوعات المتخصصة مثل عرض كل الطوابع التي تناولت موضوع الطيور أو المواصلات أو لعبة رياضية معينة، وهناك هواة تكون هذه طريقتهم في جمع الطوابع المتخصصة فتجد من له اهتمام بالطيور، يجمع كل الطوابع التي تتحدث عن هذا المجال وتحمل صوراً للطيور». طريق خاص من جهته، يقول بدر العتيق إنه حتى يتمكن الهاوي من جمع مجموعاته النادرة لابد له أن يسلك طريقاً خاصاً ويستخدم مصادر معينة ليستكمل مجموعاته. ويضيف «هناك مصادر متعددة للهاوي لاستكمال مجموعاته فيمكنه أن يشتري من الأندية مباشرة أو أن يقوم بالشراء من الإنترنت، أو يمكنه المشاركة في المزادات لشراء المجموعة التي تستهويه، وهناك محال تجارية لبيع التحف التذكارية تبيع أيضا طوابع بريدية نادرة يمكن الشراء منها»، لافتا إلى أنه من الطرق الأخرى الشائعة قيام الهواة بتبادل مجموعاتهم من الطوابع، وخاصة إذا كان الهاوي يملك فائضا منها فيقوم باستبدالها بمجموعة لا يملكها. ويقول محسن نور، الذي يعتبر من أشهر الهواة، إن جمع الطوابع يعتبر هواية غالية، ولا يستطيع الهاوي أن يجمع مجموعات لعدة دول، ولذا كثيرا ما يقتصر الهاوي على جمع مجموعة لدولة واحدة». ويضيف «كنت أعرف أحد الهواة البريطانيين في قطر كانت لديه مجموعات قطرية وبريطانية، وعندما تقاعد وأراد الرجوع إلى بريطانيا باع مجموعته القطرية ليستكمل مجموعته البريطانية، لأنه لا يستطيع توفير قيمة استكمال مجموعته البريطانية إلا من خلال بيعه للمجموعات الأخرى». ويـوضح نـــور أن هناك أشكالا مختلفة ومتعددة للطوابع البريدية القطرية التي يمتلكها الهواة، وهي متوافرة في نــــادي هواة الطوابع، فمنها الأشكال التقليديــــة المعروفة مثل الشكل المربع والشكـــل المستطيل، ولكن هناك إصدارات نادرة يتغير فيها الشكــل التقليدي للطابــع إلى أشكال قد تكون دائرية أو مثلثة، فمن إصدارات قطر البريدية والتي حملت الشكـل الدائري إصـــدار 2004 بمناسبة مرور 100 عــام على إنشــاء الاتحاد الدولي لكرة القدم، وهناك إصدارات تذكارية لمواكبة الأحداث المهمة. تاريخ الطوابع القطرية التاريخ البريدي لدولة قطر يعود إلى عام 1948، حيث استعملت في قطر الطوابع الهندية الموشحة باسم البحرين، ولكن بعد هذا التاريخ استعملت الطوابع الإنجليزية الموشحة بالبحرين وكانت بالعملة الهندية (الروبية)، وفي مايو 1950 تم افتتاح خدمة بريدية في مبنى المندوب البريطاني باستعمال ختم المندوب البريطاني ثم تم استعمال الختم القطري الأول على طوابع البحرين وطوابع بريطانيا الموشحة لشرق الأوسط. وفي عام 1956 تم افتتاح المكتب الثاني للبريد بمسيعيد تحت إشراف البريد البريطاني، واستخدمت طوابع الملكة إليزابيث الثانية الموشحة بالعملة، وفي عام 1960 تم افتتاح المكتب الثالث للبريد في دخان، وفي عام 1957 تم توشيح الطوابع الإنجليزية والتي تحمل صورة الملكة إليزابيث الثانية بكلمة (QATAR)، وظلت الطوابع الموشحة بالعملة فقط تستعمل بجانب الطوابع الجديدة التي تحمل اسم قطر وتم تصميم أول مجموعة قطرية لتحمل صورة الحاكم وسفينة البوم وحقل بترول والمسجد. وأول طابع طبع في العالم كان في مايو 1840 في بريطانيا، يحمل صورة الملكة فيكتوريا وهو ذو لون أسود وقيمته بنس واحد، وقد بيع في مكاتب البريد في بريطانيا، وقد أدى اختراع طابع البريد إلى حدوث ثورة حقيقية في عالم المواصلات.