الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

برامج التأهيل تساعد على دمج المعاقين اجتماعياً

برامج التأهيل تساعد على دمج المعاقين اجتماعياً
14 أغسطس 2011 22:47
كثيرة هي الجهود المبذولة على أرض الإمارات، بغرض تقديم يد العون إلى المعاقين، وتحقيق دمجهم في المجتمع، بالشكل الذي يجعل منهم عناصر فاعلة فيه، ويمنحهم قدرة الاعتماد على الذات وإبراز ما لديهم من إمكانات وقدرات، بما ينفي الصورة النمطية عن هذه الفئة، بل تتعداها إلى تأطير عطاءاتهم للمجتمع، وتكريس صورة مميزة لأنواع هذا العطاء المختلفة. تحدثت سعاد الكومي الخبيرة في مجال التأهيل المهني، قائلة إن وجود حالة صحية خاصة لدى أبناءنا، يجب أن لا يمثل عائقاً أمام دمجهم في المجتمع والتعامل فيه كأعضاء فاعلين فيه، بل على العكس قد تمثل تلك الظروف الخاصة دافعاً لدى الكثيرين لإبراز ما لديهم من مهارات وطاقات مخزونة، تتبلور في إنجاز أشياء مفيدة لأنفسهم وللمجتمع، وهذا يتطلب من أولياء الأمور أولاً، واختصاصي التربية في المراكز المختلفة للتأهيل، يتطلب منهم مجموعة من القواعد والأطر التي تحكم علاقتهم بالأطفال المعاقين. نصائح للأسرة في ما يتعلق بالأسرة، وجهت الكومي مجموعة من النصائح، منها تقبل الطفل كما هو، الاهتمام المبكر بحالته والحرص على تقديم مختلف أنواع الرعاية ومنها الطبية يزيد من فرص التحسن، الاهتمام بالطفل وبكل ما يصدر منه من سلوكيات، إعطاؤه الفرصة للتعبير عن ذاته سواء كلامياً أو حركياً بحسب حالته الصحية، البعد تماماً عن التعليقات السلبية حتى لا تسبب مردوداً سيئاً، التعامل مع الطفل بالقدر نفسه من المساواة مع إخوته بقدر المستطاع حتى لا يعتاد على السلبية والاتكالية، أن تكون التوجيهات التربوية محددة وواضحة ومختصرة إلى أبعد الحدود حتى يتمكن من فهمها بسهولة، عدم المبادرة بتقديم المساعدة الفورية وإنما منحه الفرصة للمحاولة والخطأ من أجل كسب مزيد من المهارات. مكافأة الطفل عند السلوك السوي ولا يتم التركيز فقط على العقاب عند الخطأ، دمج الطفل مع المجتمع المحيط به من خلال إشراكه في رحلات الأسرة، وكذا زياراتها للأقارب والأهل، وهذا بالطبع يكون بالمقام الأول بقدرته الحركية وإمكانية حدوث هذا التفاعل. برامج تأهيلية وبالنسبة للاختصاصيين في مجال التأهيل، أوضحت الكومي أن هناك عديد من البرامج التأهيلية والمفاهيم العلمية التي تطبق على كل حالة بحسب ظروفها، وهذه الطرق جميعاً تتشابه في أهدافها وتوجهاتها، ويأتي على رأسها الارتقاء بالمهارات الموجودة لدى الطفل، وتدريب حواسه وتفعيل إدراكه بالمفردات المحيطة به، وأيضاً تعزيز السلوك الاجتماعي لديه من خلال عدد من الأساليب العلمية، مؤكدة أن النجاح في تحقيق الدمج للمعاقين، وإعادة تأهيلهم من خلال الأنشطة والبرامج المختلفة يصب في مصلحتهم والمجتمع في آن. وقالت الكومي بصفتها مديرة مركز النور لرعاية وتأهيل الحالات الخاصة، إن المراكز الموجودة بالدولة تساهم منذ فترة زمنية طويلة في مسيرة الاهتمام بالمعاقين على اختلاف حالاتهم، ولفتت إلى أن مركز النور في البداية كان يقدم خدماته للفئات كافة التي تحتاج للتأهيل، من صم وبكم، و مكفوفين، ومعاقين، ومن هم في حاجة إلى التربية الفكرية. ومع تزايد انتشار المراكز الخاصة بالمعاقين في الدولة، بدأ ظهور مراكز متخصصة في أنواع مختلفة من الإعاقة دون غيرها، وذهبت بعض الحالات إلى تلك المراكز، وأصبح مركز النور يقدم معنياً بالتربية الفكرية، الشلل الدماغي، التوحد، وكذلك الحالات التي قامت بزرع قوقعة في الرأس من أجل تيسير النطق. وأشارت الكومي إلى أن مراكز التأهيل تقدم برنامجاً علاجياً مختلف لكل حالة ما يساهم في توفير سبل علاجية متعددة تؤدي في النهاية إلى تحقيق الغرض من إعادة التأهيل، وعلى سبيل المثال بالنسبة لحالات الشلل الدماغي يكون هناك برنامج علاج طويل الأمد يختص بتدريبات سلوكية وتدريبات تخاطب، وغيرها من أنواع البرامج التي تتواءم مع كل مرحلة علاجية. طفل منغولي وعن التربية الفكرية، أوضحت الكومي أنها تنقسم إلى بسيطة، متوسطة، شديدة الإعاقة، ومن الفئات التي تضمها التربية الفكرية، الطفل المنغولي، وتتفاوت أيضاً درجة إعاقته بين بسيطة ومتوسطة وشديدة. إلى ذلك أوضحت الكومي أن الخدمات تقدم إلى كل الجنسيات الموجودة في المجتمع، عربية كانت أو آسيوية دون أي تمييز في نوعية الخدمات المقدمة. وبينت أن الهلال الأحمر يلعب دوراً كبيراً في كفالة كثير من الحالات المنتمية إلى أسر بسيطة الدخل، ويتولى نسبه 40 بالمئة من إجمالي المصروفات السنوية لكل حالة، وهو ما يؤكد دور منظمات المجتمع كافة وتكافلها في إعادة تأهيل ودمج أبنائنا من المعاقين. في السياق ذاته، ذكرت الكومي أن المركز يقبل الحالات من سن 3.5 إلى 18 عام. أما التي تخطت الـ 18 عاماً، يتم تخريجهم من المركز بعد أن يكونوا قد حصلوا على دورات تأهيلية للتعامل مع المجتمع حولهم سواء عن طريق الحرف أو الهوايات التي تعلموها. وهناك محاولات جارية لمحاولة دمج بعض الفئات التي تعدت 18 إلى الاندماج في أنشطة المركز مرة أخرى، خاصة للأشخاص الذين لم تتيسر لهم سبل العمل والاندماج في المجتمع. تحقيق الانسجام وبخصوص البرامج التي تقدمها مراكز التأهيل قالت الكومي، إنها تهتم بتنظيم كثير من الأنشطة والأقسام العديدة ومنها ورش نجارة، خياطة، سجاد، شمع، صابون، ومعامل كمبيوتر، وبالنسبة لمركز النور أوضحت الكومي أن كل قسم فيه يحتوي على نحو 9 طلاب، وهم يلتحقون بتلك الورش بعد بلوغهم 12 عاماً، وهناك ميزة إضافية بالنسبة لمواطني الإمارات من المعاقين الذين ينتهون من تلك الدورات، حيث تتاح لهم فرص التوظيف بعد انتهائهم من تلك الدورات، كما شددت الكومي على أهمية الترفيه في مجال التأهيل من خلال اليوم الترفيهي الذي يقام كل أسبوع وتجري فيه مسابقات متنوعة ويمارس الأولاد هواياتهم المختلفة من موسيقى وغناء، ورقص، ورياضات مختلفة، بما يخلق لديهم حالة من السعادة تجعلهم يترقبون هذا اليوم المميز من كل أسبوع. وأسبوعياً يتم عمل رحلة إلى مكان داخل الإمارات، من خلالها يتم التعرف على معالم الدولة، والاستمتاع بالعروض والفعاليات المميزة التي قد تنظم في أي مكان فيها، ولفتت إلى أنه يتم تجميع الحالات المرضية المشابهة في كل رحلة بالشكل الذي يساعد على تحقيق الانسجام وسهولة التواصل بينهم خلال الرحلة. وللترفيه أيضاً نصيب من حيث إنشاء مسرح، ونادي رياضي، وسينظم المركز حفلاً ختامياً كل عام، من خلاله تقدم كل إعاقة فقرة تمثيلية أو ترفيهية لكنها تحمل في مضمونها تعليم سلوكيات معينة لتوجيه الطلاب. وهذه الأنشطة جميعاً تتم تحت إشراف مدربين مؤهلين بأحدث البرامج العلمية والطبية في هذا المجال. من ناحيتها، تناولت مها محمود مسؤولة التأهيل بالمركز البرامج التأهيلية التي يستفيد منها الطلاب الملتحقين بالمركز، وقالت «إن أهم ما نسعى إليه خلال تلك البرامج، هو ترسيخ الاعتماد على النفس، بالنسبة للصغار، الاحتياجات الأساسية من أكل، شرب، لبس، وكذلك التعود على عمل واجباته المدرسية، وتطبيق ما تعلمه في المركز من حروف هجاء أو عمليات حسابية بسيطة، بنفسه دون مساعدة الآخرين، أما كبار السن نسعى لتأهيلهم بما يمكنهم من العيش بأنفسهم دون حاجة للأهل من خلال تعلمهم حرف معينة أو تعلم مهارات معينة يستفيدونها في حياتهم العملية». على سبيل المثال: هناك كثير من الفتيات الملتحقات بالمركز فمن يعمل أزياء مدهشة قمن بارتدائها، وكذلك تصنيع الحقائب النسائية، ومن هذه المنتجات ما يتم عرضه في المعارض المختلفة. وفي هذا السياق لفتت محمود إلى أن أكثر ما يسعد البنات هو تعليمهن أكلات معينة، ويذهبن إلى تطبيقها في المنزل واليوم التالي يقمن بإحضارها إلى المركز وهن يشعرن بالسعادة لما أنجزنه. ونقيس على ذلك كل المنتجات من صابون، شمع، وغيره مما صنعه البنات. وكذلك الأولاد الذين يشعرون بالفخر إذا ما أنجزوا أي شيء باستخدام أي من المهن التي تعلموها مثل النجارة، الدهانات. الرياضة وإدماج المعاق تقول مها محمود، إنه من المفيد لكثير من حالات الإعاقة تيسير مشاركتهم في أنشطة النوادي الرياضية، من فروسية وغيرها من دون مقابل خاصة بالنسبة للأولاد، بما يجعلهم أكثر اندماجاً مع المجتمع المحيط بهم، وهو ما ترجو حدوثه بشكل أكثر مستقبلاً عبر مبادرات مختلفة من مسؤولي النوادي الرياضية، إيماناً منهم بدورهم الإيجابي في التفاعل مع الاحتياجات المجتمعية المختلفة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©