السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حكاية المرأة والرجل في لا مزيد من الدموع

حكاية المرأة والرجل في لا مزيد من الدموع
15 أكتوبر 2006 23:49
دمشق ـ عمّار أبو عابد: ثلاثة أشخاص في سيارة، تصدم طفلاً، وتلحق به الأذى· من هذه الواقعة المؤلمة والصادمة تنفتح عدسة الكاميرا لتسلط الضوء على مأزق الأشخاص الثلاثة، وتفاصيل حياتهم الشخصية· إنهم في مأزق! لذا فإن انهياراتهم تبدو سريعة وصادقة لنكتشف حقيقتهم وواقع المشكلات التي يعيشونها كرجال ونساء· حيث نكتشف المشكلات التي يعانونها في العلاقات الزوجية، ونوعية الاغتراب الذي يعيشونه في زمن يتغير بسرعة، ويغير مفاهيم كثيرة كانت سائدة· في مسلسل ''لا مزيد من الدموع'' نطل على مشكلات معاصرة في العلاقات الزوجية بين الرجل والمرأة، ونكتشف ظواهر سلبية عديدة، حيث يتبدل كل من الرجل والمرأة في زمن التغيرات السريعة، ويغير كثيرون منهم اتجاهاتهم نتيجة الانكسارات، التي يتعرضون لها على الصعيد الشخصي والحياتي، أو بسبب البحث عن حلول لوقائع صعبة تمر بهم، ويحاولون تجاوزها بأقل قدر من الهموم والآلام، حيث يبحث المسلسل في حقيقة العلاقة بين المرأة والرجل في إطار الحياة الزوجية، وتحت مظلة التغيرات العاصفة التي تجتاح المجتمعات في زمن العولمة· المصرية منى حندوقة أعدت العمل عن قصة لإيمان العوالي، وتقول: إن المشكلات التي يعانيها المجتمع العربي متشابهة، ونحن في هذا العمل نركز على ثلاثة خطوط: الأول يطرح قضية الإنجاب والتمهل فيه، والذي يؤدي إلى عوارض مؤذية للمرأة قد تؤدي بها إلى العقم، أما الخط الثاني فهو يتعلق بماضي المرأة والرجل السابق لزواجهما، حيث نطرح السؤال التقليدي المتكرر، وهو هل يحق للمرأة محاسبة الرجل على ماض وعلاقات لم تكن موجودة فيها· وكذلك الرجل، هل يحق له أن يحاسب المرأة عن زمن لم يكن موجوداً في حياتها أثناءه· أما الخط الثالث للعمل فيتناول (بيع) الفتاة، تحت إطار ما يسمى تزويجها في بلد غير بلدها· وكم كثيرة الزيجات التي تم بيع فتيات في مقتبل العمر لعجائز أثرياء في بلاد الغربة، بسبب العوز أو الطمع المادي· قضايا متشابكة المخرج الأردني محمد العوالي يؤكد أن المسلسل يهتم بالانكسارات الاجتماعية وبالقضايا المتشابكة والمتداخلة في حياة الزوجين والأسرة، وقد قدمت جميعها بقالب درامي وحبكة متكاملة في أسلوب جديد للطرح وبشكل فني متطور وغني· ويرى العوالي أن جديده في هذا العمل هو التركيز على تلك العلاقة الأزلية بين الحماة والكنة، مع تسليط الضوء على الماضي الشخصي للزوج والزوجة، وكيفية رؤيته من قبل الزوجين والمجتمع، فضلاً عن ظاهرة لجوء الأسر الفقيرة إلى تزويج بناتها لبعض الأثرياء العرب وتغريبهن بعيداً عن مجتمعاتهن· ويشارك في (لا مزيد من الدموع) مجموعة من الفنانات والفنانين السوريين منهم: طلحت حمدي، فاديا خطاب، وفاء موصلي، مرح جبر، وائل رمضان، فيلدا سمور، ليليا الأطرش، يارا صبري، جلال شموط، روعة ياسين، رافي وهبة، ديمة الجندي، زهير رمضان، عبد الهادي الصباغ· وتجسد الفنانة وفاء موصلي شخصية (أم أحمد) الأرملة الكادحة التي تعمل في أحد المصانع، وتكد بكل ما تستطيع كي تعيل أسرتها، رغم كل الضغوط النفسية والمادية التي تتعرض لها· أما الفنانة مرح جبر فتلعب دور الفتاة الفقيرة والبسيطة التي تكافح لتخرج من الحياة البائسة وحالة الفقر التي تحاصرها من كل جانب، وكذلك فإن ديمة الجندي تلعب دور فتاة تعيش حياة قاسية تحت سطوة زوجة أب متسلطة، فتلجأ إلى صديقتها وتعيش معها، ثم تتعرف إلى شاب تبادله الحب ويتزوجان· وتعتبر ديمة أن هذا الدور يختلف عن أدوارها السابقة، وتأمل أن يترك انطباعاً خاصاً لدى المشاهدين، وأن تحقق من خلاله بصمة مهمة· لا تكرهوني الفنانة القديرة فاديا خطاب تعرب عن سعادتها للمشاركة في هذا العمل، لأن هذه المشاركة تجمع بين كاتبة مصرية ومخرج أردني وفنانين سوريين، وتقول: أجسد في هذا المسلسل شخصية (أم حسن)، وهي امرأة قوية وقاسية ونرجسية، وتضع مصلحتها فوق كل شيء، مما جعلها تحظى بكراهية الآخرين، حتى أن ابنها يشكو من سوء معاملتها· وتعرب فاديا عن خشيتها من موقف الجمهور السلبي تجاه هذه الشخصية القاسية، وتقول: أتمنى ألا يكرهني الجمهور في هذه الشخصية، فهي مجرد دور أقوم بأدائه· أما الفنانة ليليا الأطرش، فتؤدي دور (نورا) التي تحلم بالنجاح الدراسي وبدخول كلية الطب لتعمل في مهنة رفيعة، وتقول عن دورها: إن هذه الفتاة تجد خلاصها في التعليم، كي تتمكن من تحمل مسؤولية أسرتها، والتخفيف من أعباء الحياة عليها، لكن هذه الشخصية الطموحة تواجه عقبات مفاجئة وتتحطم أحلامها على أرض الواقع الصعب· وتقوم الفنانة روعة ياسين بدور ميسون المرأة المتزوجة من ياسر المواطن السعودي، وتقول: إن ياسر يعامل ميسون معاملة سيئة نتيجة اختلاف البيئة والعادات، وعندما تستنجد بوالدتها، لا تفعل لها شيئاً، بل تزيد من التعقيدات وتراكم الضغوط التي تتعرض لها· وتصف روعة دورها بأنه ليس جديداً بالنسبة لها، إلا أنه سهل وغير معقد، وفيه جوانب إنسانية تستوقف النظر· أما الفنان عاصم حواط فيؤدي شخصية حسن الرجل الضعيف الشخصية الذي يرضخ دائماً لكلام زوجته نورا (ليليا الأطرش)، والتي تتحكم به، وتأخذ القرارات عوضاً عنه، لذلك يظل في خلاف دائم مع أمه، لا سيما أنه غير قادر على تحمل المسؤولية واتخاذ قراراته بنفسه· يقول عاصم إن هذه الشخصية جديدة بالنسبة له، ويضيف:هذه أول مرة أجسد فيها شخصية شاب ضعيف الشخصية والإرادة، وأنا سعيد بها، لأنني أحب التنويع في أداء الشخصيات· ويبدو الفنان طلحت حمدي لاعباً كبيراً في هذا العمل كعادته، إذ إن شخصيته تتشابك مع عدد من الشخصيات والأحداث في هذا العمل·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©