السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عبيد المزروعي يقرض الشعر ويبرع في الأعمال المصرفية

عبيد المزروعي يقرض الشعر ويبرع في الأعمال المصرفية
14 أغسطس 2011 22:42
ولد عبيد حميد المزروعي رئيس تحرير جريدة الفجر، في منزل كان يحرص على جمع العلماء وإكرامهم، عام 1935 ميلادية الموافق 23 سبتمبر في يوم الاثنين، وكانت الولادة في منزل عائلته بإمارة عجمان. ويذكر عبيد أن من بين العلماء الذين كانوا يترددون إلى منزل العائلة الشيخ عبدالكريم البكري خريج المدرسة التيمية، وقد أسسوا مدرسة الفتح برعاية الرجل الفاضل محمد سالم بن خميس السويدي تاجر اللؤلؤ، والذي عرف بإسهاماته الكثيرة لتأسيس العلم في الإمارة، وفي إعالة من لا يملك الموارد. في حصن عجمان وهو مقر السلطة والحكم ومقر الأسرة الحاكمة، كان حمد المحارب أحد العلماء من سلطنة عمان، يعلمهم قواعد اللغة العربية وأصولها، وكانت أهم شخصية تعلم معها حميد المزروعي هو صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي عضو المجلس الأعلى حاكم إمارة عجمان، والذي يكبر المزروعي بحوالي ست سنوات، وإبراهيم بن نصار أحد رجال نجد الذين استقروا في الإمارات، وكان رجل أعمال حكيماً وكريماً. وتتلمذ عبيد على يد المطوع الشيخ محمد المطوع وأيضاً على يد حميد بن محمد الذي كان قاضياً في إمارة رأس الخيمة، وهو زوج خالة عبيد في ذات الوقت، كان ذاك الاحتكاك اليومي والقرب من العلماء والحكماء سبباً في تكوين قاعدة الانطلاق في مجال الشعر، وقد سبق له أن كتب القصائد منذ طفولته، وكان لعمته عائشة بنت حميد المزروعي أثر في نشأته الأدبية أيضاً، لأنها كانت سيدة تتقن العلوم والدين والحساب، وقد كان الشيخ البكري يصفها قائلا إنها امرأة تساوي رجالاً لرجاحة عقلها. ويذكر عبيد الجد والجدة قائلا إن بيتهما كان منبعاً للخير، وكان للجد مسجد وهو الإمام فيه وكان ذلك مدخلاً آخر للعلم الشرعي، ورغم أنه كان في طفولته يجهل وزن وقيمة العلم لكنه كان يستمتع بذلك، ومن الأمور التي كانت تسعده أن يجتمع مع العلماء ثلاث مرات في الأسبوع للتدارس وكان ذلك له تأثير كبير عليه، وعندما بلغ الرابعة عشرة من عمره سافر مع والده إلى المملكة العربية السعودية، واستقرا في الدمام حيث توظف عند الأمير عبدالمحسن بن جلوي أمير المنطقة الشرقية، وهو شقيق أمير الأحساء، وكان العمل في الشركة العربية للزيوت. سجل عبيد كموظف في الشركة وهو في بداية السادسة عشرة وبقي فيها موظفا لمدة عشر سنوات، وقد أدى ذلك لتشكيل قاعدة ثقافية قوية ومتنوعة، حيث كان موظفو الشركة من مختلف الجنسيات، وقد نضج فكريا وكون مدلولات سياسية وشوقاً جاداً نحو التوجهات السياسية. كانت الدمام لا تزال من دون طرق أو كهرباء ولكن الجاذب إليها هو فرص العمل لدى الشركة برواتب جيدة، ولكن ذلك لم يجعل عبيد يعتمد على كونه يملك الخبرة في العمل، بل اندفع لدراسة اللغة الإنجليزية وكان يعمل في ذات الوقت ممثلاً لشخصية مرموقة، هو جابر الدوسري الذي عمل ممثلاً لشركته وكون معارف في الرياض وجدة بالإضافة إلى الأحساء والدمام. عمل مصرفي تخصص عبيد بعد ذلك في شؤون البترول والمؤسسات ذات العلاقة المباشرة بمتطلبات الشركة، وعندما بلغ الخامسة والعشرين من عمره توجه إلى دولة قطر ليعمل في شركة نفط قطر المحدودة وكان مدير النقليات، وأسس نادياً يلتقي من خلاله الشباب والرجال من دول الخليج الذين يعملون في قطر، وسمي نادي قطر وعمل على إصدار صحيفة حائط وكان ذلك في بداية الستينيات، كما كانت لعبيد نشاطات مسرحية. وكان يراسل مجلة «الأحد» في بيروت عام 1958، وقد أسس صحيفة «الفجر» وهو في الدمام بالسعودية ولكنها لم تستمر بسبب عدم توافر الدعم، ولكن خلال عمله في شركة نفط قطر تم نقله إلى فرع الشركة في جزيرة داس في أبوظبي، ومن خلال تلك الجزيرة تعرف على الهوامل والمناصير على سبيل المثال لا الحصر، وكان مسؤولاً عن إدارة المخازن في داس وهي مسؤولية كبيرة. وقام عبيد بزيارة إلى إمارة عجمان حيث الأهل والخلان، والتقى سالم عبيد المحمود الذي كان يعمل صرافاً في بنك في الشارقة، وكان زميله حين كانا في قطر، فطلب منه أن يأتي ليتوظف في البنك، وكان عرضا مغريا مشجعا خاصة أن عبيد كان قد تزوج وهو في العشرين من عمره خلال زيارته للإمارات عندما كان يعمل في الخارج، فقد آثر أن ينتقل من الجزيرة للاستقرار مع أسرته. ووجد عبيد أن العمل مختلف تماما عما احترفه طوال السنوات الكثيرة الماضية، ولكنه تعلم المهام خلال ستة أشهر وتعرف من خلال عمله على عبدالله محمد صالح الذي كان يعمل في البنك البريطاني، كما تعرف على عبدالله العويس والد سلطان العويس الأديب والشاعر الراحل رحمة الله عليه، وكان العويس يفكر في تأسيس بنك في دبي، وقد أسس بنك دبي الوطني، الذي دمج مع مصرف آخر وسمي بنك الإمارات دبي الوطني، وبعد وفاة عبدالله تولى ابنه سلطان مهمة إدارة المؤسسة المصرفية. ومن خلال عمله المصرفي، تعرف على وجهاء من إمارة أبوظبي ومنهم سعيد العتيبة وخلف العتيبة ومانع العتيبة، وقد اقترح عليهم تأسيس بنك وكان هو أحد مؤسسي بنك أبوظبي التجاري الحالي، والذي كان سابقاً عند تأسيسه تحت اسم بنك الإمارات، وكان ثاني بنك بعد بنك أبوظبي الوطني. مرحلة الاستقرار استقر عبيد في أبوظبي، حيث يتحدر منها أجداده، ومنهم من جاؤوا من ليوا وبعضهم استقر في الشارقة والبعض في الخان اللية، ورغم كل تلك الأعمال لم يبتعد عن الشعر والكتابة والرغبة في أن تكون له صلة بالإعلام، وقد فكر في تأسيس مكتب إعلانات، ثم وصل إلى قرار بتأسيس جريدة أسبوعية هي الفجر 1975، ولأن المطابع لم تكن متوافرة فقد كانت المواد ترسل إلى الكويت. وقرر عبيد أن يقترض من أجل بناء وتأسيس مطبعة الفجر، وكانت لديه خلفية سياسية وروح قومية منذ كان في الدمام، وثابر ولم يتوقف عن قرض الشعر والكتابة، وهو ممن يحب السفر إلى دول العالم مع الأسرة، ويهتم بزيارة المتاحف والمناطق السياحية والأثرية وليس من أجل التسوق. ومن الذكريات التي لا ينساها عبيد تلك التي حدثت عندما كان في المملكة العربية السعودية، فقد ذهب إلى منطقة بين القيصومة والنعيرية حيث كان لديهم عقد إدارة مطابخ مع أحمد الجابر وقد لاحظ شدة طيبة البدو وأصالتهم، وكان يرافقه راشد الحمراني أحد مواطني عجمان ورفيقه في المهمة. وكان يذهب معه إلى تلك المناطق في بعض الأحيان، من أجل الفرجة والمتعة في المنطقة البرية ومن أجل القنص، وفي إحدى المرات وأثناء الليل هجم عليهما ثمانية ذئاب، فما كان منهما إلا أن عادا إلى المركبة وأغلقا على نفسيهما حتى أشرقت شمس اليوم الثاني، حيث اضطرت الذئاب إلى العودة إلى كهوفها.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©