الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مسعفون يرجئون إفطارهم في سبيل تأدية واجبهم

مسعفون يرجئون إفطارهم في سبيل تأدية واجبهم
14 أغسطس 2011 22:41
رجال الإسعاف يؤكدون أن أكثر البلاغات في شهر رمضان نتيجة حوادث السرعة والإنهاك الحراري، وتم تدريب فنيي الطب الطارئ لمدة أربع سنوات على مراحل مختلفة من أجل التصرف بكل دقة أثناء إسعاف الأرواح التي تعرضت لحوادث، خاصة حوادث الحرائق والتدهور والاصطدام، ورجال الإسعاف يتوقعون الخروج إلى الشارع تحت أي ظروف، وفي أسرع وقت إغاثة للمصابين، وتتميز المركبات بالمقدرة على توفير الرعاية الكاملة للمرضى والمصابين بحالات مرضية طارئة. لا تختلف الحياة في شهر رمضان لدى فئات كثيرة من الصائمين، ولكن هناك فئات يختلف رمضان لديهم عن الجميع لأنهم من الفئات التي يجب أن تكون مستعدة للخروج تحت الشمس والبقاء لساعات طويلة لمعالجة الحوادث والحرائق، ومنهم الشرطة ورجال الدفاع المدني ورجال الإسعاف، ومؤسسة دبي لخدمات الإسعاف تخدم العديد من الجهات من خلال خدمات المراكز، ومنها جهات حكومية، كما تقدم الخدمات للمستشفيات الحكومية في الإمارات وفي إمارة دبي، إلى جانب الوجود في حضور الفعاليات كالمهرجانات والمعرض والأندية الرياضية. يقول خليفة بن دراي، المدير التنفيذي للمؤسسة، إن مراكز الإسعاف قدمت خدماتها لما يزيد على ثلاث وأربعين ألف حالة خلال النصف الأول من هذا العام، وأن رجال الإسعاف يتوقعون الخروج إلى الشارع تحت أي ظروف، كما سجلت المؤسسة نجاحا في خفض زمن وصول مركباتها الخدمية لإسعاف ونقل المصابين إلى أقل من ثماني دقائق، مشيراً إلى أن مركبات المؤسسة تتميز بالمقدرة على توفير الرعاية الكاملة للمرضى والمصابين بحالات مرضية طارئة، مثل حالات الجلطات القلبية وجلطات المخ، وحالات الغرق وضيق التنفس، إلى جانب ميزتها في توفير الإسعافات اللازمة لضيق التنفس الناتج عن الحوادث. وللتعرف إلى حياة المسعف في شهر رمضان، يقول أحدهم وهو فارس البردان، فني طب طارئ، أن ما يميز العمل في شهر رمضان، هو الشعور بالإرهاق والإنهاك لأن رجال الإسعاف يخرجون إلى الشارع في أي وقت وربما كان وقت الظهيرة، مشيراً إلى أن أكثر الحالات التي يبلغ عنها الحرائق والتعرض للإنهاك الحراري بالنسبة للعمال الذين يعملون من الصبح وحتى الظهيرة. وبالنسبة للبلاغات الأخرى فهي تكثر وقت خروج الموظفين من العمل والدقائق التي تسبق الإفطار. ويوضح البردان أنهم يهرعون إلى مكان الحادث بناء على بلاغات بالتنسيق مع شرطة دبي والدفاع المدني، وفي أغلب الأوقات ربما يصلون مع رجال الدفاع المدني إن كانت هناك حرائق، ولا تغادر مركبات الإسعاف المكان قبل أن يغادر الجميع، حيث تصل مركبات عدة للإسعاف، منها التي تغادر لحمل المصابين إلى المستشفيات، ومنها التي يجب أن تبقى لأجل رجال الأمن من الشرطة والدفاع المدني تحسبا لأي طارئ. ويذكر أن المسعف يعمل في شهر رمضان وقتا أطول، لأن عمله مرتبط بأرواح عليه أن يعطيها الأولوية قبل أي شيء آخر. ويضيف «تم تدريب فنيي الطب الطارئ لمدة أربع سنوات، وعلى مراحل مختلفة من أجل التصرف بكل دقة أثناء إسعاف الأرواح التي تعرضت لحوادث، خاصة حوادث الحرائق والتدهور والاصطدام، كما يمكن للمسعف من فئة الطب الطارئ أن يضطر لإجراء خياطة لبعض الأوردة لأجل وقف النزيف بشكل مؤقت أثناء نقله إلى أقسام الحوادث». من جهتها، تقول أسماء رحيم، المشرف الفني، إن رجل الإسعاف أو المسعف يعمل 24 ساعة متواصلة. وتشير إلى أن للإسعاف أربع فئات وكل فئة تعمل لمدة 8 ساعات، وفي حال تجاوز أي مسعف عدد ساعات العمل فإن الإدارة تعمل على تعويضه بمنحه إجازة، لافتة إلى أن أكثر الحالات التي يتم إسعافها في شهر رمضان نتيجة العمل ظهراً، حيث يصاب العامل بالإنهاك وفقد السوائل. وبالنسبة للحوادث تقول رحيم إن أكثر الشوارع التي تشهد حوادث في شهر رمضان هو شارع الإمارات، خاصة وقت العودة من العمل إلى المنزل، حيث يتوجه الكثيرون وهم بالمئات من إمارة دبي إلى إمارة الشارقة وعجمان وبقية الإمارات الأخرى عبر دبي وشارع الإمارات، وأكثر الحوادث وقوعا تأتي قبل الإفطار بساعة وأقل من ساعة، حيث يحاول البعض الإسراع لأجل أن يصل قبل آذان المغرب. وتضيف «من أبشع الحوادث التي وقعت خلال هذا الشهر أن مركبة وقفت عكس الاتجاه، حيث قرر قائد المركبة أن يوقفها بتلك الهيئة في انتظار أحدهم، فإذا بحافلة تصطدم بهم لتخلف الركاب في حالة خطيرة وحرجة». وعن حياتها الخاصة وكيف تقضي أسرتها رمضان وهي بعيدة عنهم، تقول إنها تجاوزت تلك المرحلة منذ زمن طويل، خاصة أنها كانت توقن أن كل لحظة من حياتها بعيدا عن أسرتها هي لحظات خاصة لأجل مصاب ربما تساهم في إنقاذه. وتضيف أن أسرة الإسعاف متكاتفة ومتآزرة، حيث يفطر الجميع مع بعضهم، وترسل لها والدتها بالإفطار الذي يكفيها ويكفي الجميع، على الرغم من أن المؤسسة توفر الإفطار والسحور لكل أفراد وموظفي مراكز الإسعاف. ترسل جميلة الزعابي بصفتها مديرة للإشراف الفني، والتي تعد الأم لموظفي الإسعاف، فطورا لأبنائها من دون تفرقة بينهم، أما زوجها وأبناؤها فهم على ثقة بقيمة الواجب الإنساني الذي تقوم به، وقد حلت ابنتها التي تبلغ من العمر خمسة عشر عاما مكانها في المسؤولية تجاه والدها وإخوتها، كما يقف البقية كلهم لأجل مساعدتها في حال غياب الأم أسماء. أما زيد المعمري، فني طب طارئ، فيقول إن المسعف ربما يؤذن عليه الأذان وهو لا يزال يواصل صيامه، لأن البلاغات ربما تأتي قبل أذان المغرب بساعة أو نصف ساعة وربما قبل ساعتين، وعندما يخرج الفريق فإنهم لا يفكرون في حمل ما يفطرون عليه، فتلك اللحظات التي يقضيها خارج المركز ثمينة ومن حق المصاب، ولذلك لا يمكن أن يتوقف ليحمل لبناً أو تمراً، لأنه لن يتوقف عند الأذان عن إسعاف حالات خطيرة أو متوسطة كي يتناول التمرات وهو في مكان الحادث. ويضيف المعمري أنه لا يزال يذكر استدعاءهم في رمضان الماضي لحادث وقع في شارع الإمارات، وكان الوقت قرب المغرب ولم يفطر أي مسعف إلا بعد مرور 45 دقيقة من الأذان عند خروجهم من الطوارئ في المستشفي، ولكنهم يفكرون في المصابين الذين لن يفطروا مع ذويهم، بسبب أن الموت غيبهم أو بقوا في أقسام العناية الفائقة بسبب الحوادث من صدم أو تدهور أو دهس، ومن الحوادث التي يتذكرها ليس فقط في رمضان وإنما طوال الوقت، حادث الأم التي صدمت نخلة وكانت تصطحب أطفالها، وحين كان رجال الإسعاف يهمون بإخراجها كانت تطلب إخراج أطفالها إذ أنها فارقت الحياة وبقي المعمري لمدة طويلة مصاباً بحالة من الحزن أثرت على حياته. بالنسبة لأسرته، يذكر المعمري أن كل إنسان يرغب في الإفطار مع زوجته وأطفاله ووالديه ولكن رجل الإسعاف مثل الجندي والشرطي والطبيب، لا يملك وقته لأن هناك أرواحاً معرضة للخطر في أي وقت، ولذلك عليه ألا يشعر بالسوء إن كان في العمل وأسرته تفطر من دونه، ولكن ذلك لا يمنعه من أن يفكر في أسرته، ويرغب في الوجود معهم، ومن أجل ذلك قرر زيد أن تكون إجازته السنوية في شهر رمضان تعويضاً للأسرة، وكي يعيش تلك اللحظات التي طالما حلم بها وهو يتناول الفطور بعيداً عنهم.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©