الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

اليونان تتجه نحو بوابة الخروج من «منطقة اليورو»

14 أغسطس 2011 22:21
عندما يشارف المركب على الغرق ينظر قائده للتخلص من بعض حمولته تماماً، كما تنظر منطقة اليورو الآن في أزمتها للتخلص من اليونان. وعبر مؤخراً بعض الاقتصاديين الألمان صراحة عن رغبتهم في خروج اليونان من هذه المنظومة. ويعللون ذلك بمصلحة اليونان نفسها ثم مصلحة القارة. ويرى البعض أن تلحق دول أخرى في المنطقة مثل البرتغال وحتى إيطاليا، بركب اليونان. ويقول هانس ويرنر، مدير “معهد إيفو” التابع لجامعة “لودويج ماكسميلان” في ميونيخ “من الأفضل لكل من يهمه الأمر خاصة اليونان مغادرة منطقة اليورو بصورة مؤقتة”. كما أن تقديم الأموال لليونان يقلل من حماسها لإعادة بناء اقتصادها، في الوقت الذي يدفع فيه أوروبا نحو ما يسمى “اتحاد التحول” الذي ينبغي فيه على الدول القوية دعم الضعيفة. وفي غضون ذلك، أثار شعور ألمانيا الكثير من الانتقادات وردود الأفعال في اليونان وبعض دول المنطقة الأخرى خاصة المتأثرة بالأزمة. لا يوجد حكم في قانون الاتحاد الأوروبي يقضي بإبعاد أحد الأعضاء، وعلى اليونان إن رغبت في التخلي عن منطقة اليورو، فعل ذلك بمحض إرادتها. لكن لن يكن لديها الكثير من الخيارات في حالة وقف الدول الأخرى لمساعداتها. وخارج ألمانيا، يعتقد خبراء الاقتصاد أن وضع اليونان تحت الضغوطات حتى تتخلى عن منطقة اليورو، فكرة قاسية وغير صائبة. ويقود ذلك إلى فشل بنوك البلاد والتأخير عن سداد ديونها، ومن ثم تفتقر إلى العملة المضمونة التي يمكن أن تستورد بها السلع الضرورية مثل النفط والمواد الغذائية. وربما تتأثر منطقة اليورو بكاملها عندما يتخوف المستثمرين من تفكك الوحدة النقدية وكذلك الاتحاد الأوروبي نفسه. ويقول سيلفيو بيروزو الاقتصادي في “بنك اسكتلندا الملكي” في لندن “هذه مخاطرة كبيرة تمثل سابقة للدول الأخرى لتغادر المنطقة. ومن ثم تجوب في خاطر الأسواق فكرة أن عملة اليورو لم تعد مجدية”. لكن تتنامى في ألمانيا حيث الخوف من التضخم والإصرار على أن كل فرد ينبغي أن يكون مسؤولاً عن نتائج أفعاله، فكرة مغادرة اليونان لمنطقة اليورو حتى في وسط المثقفين. ويرى أوتمار إسوينج اقتصادي كبير سابق في “البنك المركزي الأوروبي” وواحد من مهندسي العملة الموحدة، أن على اليونان التخلي عن منطقة اليورو، وأن على كل دولة تخل بقانون الوحدة النقدية كما فعلت هي، حماية نفسها. ويقول “إذا لم تمتثل أي دولة للشروط المتفق عليها فليس من حقها تلقي أي مساعدات أخرى. وأن على الدولة التي لم تحصل على المزيد من الدعم تقرير ماذا تفعل”. وفي وسط الاقتصاديين الأوروبيين، يُنظر إلى فكرة انسحاب اليونان من منطقة اليورو بأنها غير مسؤولة وأقل ما يمكن أن توصف به هو الجنون. ووصف جين كلود تريشيه مدير “البنك المركزي الأوروبي” مثل هذه المقترحات بغير المعقولة. أما شارلس ويبلوز أستاذ الاقتصاد في “المعهد الجامعي” في جنيف فيقول “سيقوّض ذهاب اليونان عملة اليورو وليس هناك رابح من هذه العملية”. وتستند وجهة النظر الألمانية على افتراض أن سجل دول الشمال الأوروبي أكثر إيجابية من دول الجنوب، الشيء الذي لم يكن صحيحاً في كل الأوقات. وفي بداية العقد الماضي، خرق عجز الميزانية الألمانية الحدود المتفق عليها حيث كان اقتصادها واحد من أضعف الاقتصادات في القارة. نقلاً عن “إنترناشونال هيرالد تريبيون” ترجمة: حسونة الطيب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©