الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

اللغة العربية بين العائق والتحدي للمسرحيين في مهرجان دبي لمسرح الشباب

اللغة العربية بين العائق والتحدي للمسرحيين في مهرجان دبي لمسرح الشباب
12 أغسطس 2013 10:19
أكد ياسر القرقاوي، مدير مهرجان دبي لمسرح الشباب، ما تناقله مؤخراً مسرحيون إماراتيون، ويتعلق بأن إدارة المهرجان قد منحت الأفضلية في التنافس على جائزة الدورة السابعة للمهرجان التي تنطلق فعالياتها في ندوة الثقافة والعلوم بدبي مساء التاسع عشر من الشهر المقبل، للمسرحيات التي انبنى الحوار فيها على اللغة العربية الفصيحة. وقال القرقاوي في تصريحات إلى «الاتحاد» «إن هذا التوجه الجديد لدى الإدارة يأتي استجابة لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، التي تدعو إلى دعم اللغة العربية الفصيحة في المجالات كافة، خاصة لدى الأجيال الشابة»، موضحا أن لجنة اختيار العروض المشاركة في المنافسة على جوائز المهرجان سوف تبدأ عملها في المشاهدة والتقصي بدءا من منتصف هذا الشهر على أن يبدأ عملها الرسمي مطلع الشهر المقبل. وتضم اللجنة: المخرج حسن رجب رئيسا، وعضوية كل من الفنانين: إبراهيم سالم وعبد الله صالح، والمسرحي السوداني المخضرم يحيى الحاج. التحرر من شرط اللغة «الاتحاد» رصدت بعض ردود الفعل التي أثارها قرار الجهة المنظمة للمهرجان في تفضيل اللغة العربية الفصحى عند اختيار الفائزين في الدورة المقبلة من المهرجان، حيث يقول الفنان عبدالله صالح «من جهتي أدعو إلى التحرر من هذا الشرط أو أن يُترك الخيار بشأنها لمَنْ هو قادر على استخدام اللغة العربية ذلك الاستخدام الأسلم على خشبة المسرح». واتكاء على خبراته في العمل في الورش المسرحية مع الشباب، أوضح عبد الله صالح أن «استخدام اللغة العربية الفصيحة هي المشكلة الأبرز من بين مشكلات أخرى تواجه المسرحيين الشباب. لنعترف بأنهم غير مؤَسسين بما يكفي ليتمكنوا من أداء عمل مسرحي على الخشبة بلغة سليمة لنصف ساعة أو أكثر، هذا أمر غير ممكن وغير وارد في ضوء ما لديهم من إمكانات على صعيد تقنيات الممثل». تخوف وأضاف عبد الله صالح «هم متخوفون الآن، وأنا أيضا متخوّف من هذا القرار ومن الأثر الذي سيتركه على المستوى الفني للأعمال المسرحية المشارِكة. لا يعني هذا أنني ضد توجّه هيئة دبي للثقافة والفنون، بل على العكس تماماً ومن منطلق احترامي لهذا التوجّه فإنني أدعو إلى ما هو من وجهة نظري أكثر فائدة للحركة المسرحية، وهو أن نبدأ بالتأسيس، أي أن نهيّئ ظرفا سليما للمسرحيين الشباب، خاصة المخرجين والممثلين، بحيث يكتسب كل واحد منهم تعلُّم النطق السليم للحرف العربي وإتقان مخارج الحروف وكذلك المعرفة بقواعد اللغة العربية وفقا لمنهج مبسط يسهل على الذاكرة الاحتفاظ به». البحث عن الفكرة أما إبراهيم سالم فعلّق على القرار بالقول «دعني أقل أولاً، أنه ومن واقع خبرة الاحتكاك بالمسرحيين الشباب أن ما ينقصهم هو البحث أو الدافع على البحث. الفكرة موجودة على قارعة الطريق، وأسهل خطوة في التأليف هو أن تجد الفكرة، لكن يبقى العمق في الطرح هو الأكثر أهمية. بناء على ذلك، فاللغة العربية الفصيحة تمنح المخرج والممثل فرصة التعبير عن أفكارهم بلغة ذات جماليات عالية». وأضاف «لا أضيف شيئاً لو قلت بأننا في التدريبات المسرحية مثلما على الخشبة نعاني ندرة الفهم العميق للغة التي تقود إلى فهم الشخصية، وبالتالي تجعل إمكانية التعبير عنها أرفع مستوى، باختصار، إذا كان الممثل غير قادر على فهم الحوار فهما جيدا فعليه أن يطوّر من إمكاناته اللغوية، ذلك أن اللغة ليست مجرد مخارج للحروف فقط بل هي أيضاً محفزة للخيال عند المخرج والممثل، إذ يمكن لهذه اللغة وعبر استخدام واعٍ لإمكاناتها أن تحدد الشكل الذي سيظهر عليه العرض على الخشبة». الشرط الفني وفيما يتصل بقرار الهيئة، قال إبراهيم سالم «على مستوى الشرط الفني لا خلاف على الفكرة في ما بيننا كأعضاء في اللجنة، إذ أننا نتحدث هنا عن شأن عام من الشؤون العامة، أما على صعيد المسرح فعلينا أن نواجه الأمر بجرأة ونتوجّه بأسئلتنا إلى أنفسنا أولاً: هل سيهرب الجمهور من عرض مسرحي ينطق باللغة العربية الفصيحة؟ برأيي، ستكون الإجابة لا إذا كان هناك تعامل صادق مع الذات في ما يتصل بهذا الأمر، فإذا توفر في العرض البحث الصادق في أسرار اللغة وتفاصيل المكان ومفردات العرض المسرحي الأخرى كافة فلن يهرب الجمهور، بل إن ما ينفره هو المبالغة في الأخطاء سواء على مستوى اللغة أو التعامل مع الحالة المسرحية التي تحمل العرض المسرحي ككل». وقال «هنا، سأكشف عن أمر: ماذا تفعل عندما يقول لك ممثل شاب بأنه لم يستطع إكمال قراءة كتاب مسرحيات شكسبير المترجمة إلى العربية؟ بماذا سوف تردّ عليه؟ من هذا المنطلق أنا مع فرض توجّه وسلوك ثقافيين على نحو ديكتاتوري على الممثل الشاب بحيث يتربى على مجموعة من القيم المسرحية منذ البدء، ومنها اللغة التي تسمح له أن يدخل إلى مقولة المسرحية، وأن يفكك تفاصيل الشخصية، فيتعامل كل من الممثل والمخرج بجدية أكثر مع المسرح حتى إذا تمكن من الانتقال من مسرح الشباب إلى مسرح المحترفين يكون قد استند على مخزون معرفي يجعله يتقدم إلى الأمام ولا يعود إلى الوراء لأنه سيأخذ معه التجربة المسرحية برمتها إلى هناك، وسيضيع ما أنجزت أجيال سابقة». وسعت «الاتحاد» إلى الوصول إلى عدد من الممثلين والمخرجين من بين الذين لمعوا خلال الدورات السابقة للمهرجان بهدف الوقوف على آرائهم، أيضا، في هذا الصدد، عبر الاتصال الهاتفي غير أنه لم تتوفق من بينهم سوى في الاتصال بالمخرج سعود عبد الرحيم الذي يخوض الآن تدريبات مع الممثلين لإنجاز عمل يشارك فيه في الدورة المقبلة للمهرجان من خلال مسرح عجمان الوطني، ويحمل العنوان: «صباح مساء» من تأليف المخرج والمؤلف الفلسطيني غنام غنام. اللغة والجمهور بداية، أوضح سعود عبد الرحيم أن أغلب ما تمّ إنتاجه من مسرح إماراتي إلى الآن يتعلق بالتراث المحلي وأزمنته المتلاحقة، لذلك فإن استخدام العامية من دون اللغة الفصيحة كان له مبرراته العديدة وكذلك جمهوره. أما في اللحظة التي نعيش فيها الآن فإنني، بشكل شخصي، أستبعد أن يقبل جمهور عربي أو حتى خليجي على أعمال إماراتية تُعرض في الإمارات، وذلك بسبب الصعوبة في فهم اللهجة المحلية من قبل الجمهور العربي، خاصة الأجيال الجديدة منه. هذا الأمر يخلق فجوة واسعة بين العرض والجمهور، تعمل اللغة العربية الفصيحة على تجسيره ما أمكن». وقال سعود عبد الرحيم الذي يخوض في هذه الدورة من المهرجان تجربته الإخراجية الأولى، هو الذي عمل ممثلاً سابقاً مع عدد من المخرجين الإماراتيين البارزين من أمثال: حسن رجب وإبراهيم سالم ومرعي الحليان وسالم بليوحة وسواهم «بهذا المعنى، فإنني مع اعتماد لغة عربية فصيحة تكون سبباً في تواصل أعمق بين الجمهور والمسرح وليس مع الغموض الذي يأتي إلى العرض من اللهجة فيفقد المسرح مبرر وجوده إذ يفقد أداة تواصله الأساسية مع الناس. أيضاً لا تنسى أننا في دبي هنا، هذه المدينة التي يقطنها ساكنون من مائتي جنسية، ولديهم بابل من اللغات، فإذا أردنا أن نؤسس مسرحاً هنا فالأحرى بهذا المسرح أن يكون مسرحاً إماراتياً ناطقاً بالعربية». تأكيد وعودة إلى ياسر القرقاوي، مدير مهرجان دبي لمسرح الشباب، الذي قال «مهما كانت الذرائع والأسباب، فلا أعتقد بأن هناك أحداً ينسى تأكيد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، بأن رؤيته لعام 2021 تهدف إلى جعل الدولة مركزاً للامتياز في اللغة العربية، كونها هي أداة رئيسية لتعزيز هويتنا الوطنية لدى أجيالنا المقبلة، لأنها تعبر عن قيمنا وثقافتنا وتميزنا التاريخي، وأؤيد توجيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بأنه لا يجيد اللهجة العامية من لا يجيد اللغة الفصيحة، فهي لغة الجمال، وهي أقوى تأثيرا وإتقانا في الفنون». وأضاف «إذا تحدثنا عن المشاركة في المهرجانات المسرحية المختلفة، فيختلف الكثيرون على نوعية العروض التي يتوجب بأن تشارك في المهرجانات شكلا ومضمونا، واللغة العربية الفصحى هي دائما إحدى تلك الاختلافات في العروض المسرحية، ونحن في مهرجان دبي لمسرح الشباب قمنا في العام الماضي بمخاطبة الفرق المسرحية المشاركة لتشجيعها لتقديم أعمالهم الفنية باللغة العربية الفصيحة، وقد تجاوب البعض وفي حين تحفظت بعض الفرق الأخرى». وأضاف «وعليه أود التوضيح، بأننا الجهة المنظمة لهذا المهرجان وجدنا ضعفاً في النصوص المسرحية المشاركة، وضعف الكتابة كما نعلم يدل على خيوط عدة، أهمها اللغة وثانيها الثقافة، ولتقوية المشاركات والمشاركين فكان يتوجب علينا التدخل المباشر في تركيبة النصوص المكتوبة لنؤسس لجميع عناصر العرض المسرحي أفضل قاعدة للجماليات المختلفة للفنون المسرحية».
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©