الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

على طول الأيام مواجهة بين عالم الجمال والمال

على طول الأيام مواجهة بين عالم الجمال والمال
15 أكتوبر 2006 01:56
دمشق ـ عمّار أبو عابد: على الرغم من عالم الإجرام والعنف والتزوير وزنزانات السجون وعمليات الهروب، فإن حاتم علي يحول مسلسله الجديد (على طول الأيام) إلى قصيدة حب رومانسية تتغنى بحب الشام، وبالهواء النظيف الذي يستنشقه المحبّون فيها· هنا تجري أحداث غامضة على خلفية تناقضات صارخة ومثيرة، لتجمع عدداً من العائلات والأشخاص في صراع شرس ومحتدم بين المال والمبادئ، وبين الجشع والأخلاق· هناك أسرة تتفكك وتتحطم، وابن يخون والده ليسرقه ويتآمر عليه، بدافع الجشع والاستحواذ على المال! وكما في كل قصة في الحياة فإن هناك من يشجعون على الشر، ويوظفون أنفسهم لخدمة رجاله، وهناك خيرون يقاومون القبح، وهؤلاء جميعاً يعيشون صراعاً مستمراً قد لا يحسم دائماً في عالم اليوم لصالح الخير· هذه هي الفكرة التي يطرحها مسلسل (على طول الأيام) الذي كتبه فادي قوشقجي· يقول فادي إن العمل يحفل بشخصيات متفردة كثيرة تصور العديد من العلاقات الإنسانية الحميمة التي تضعنا مباشرة في مواجهة التناقضات الصارخة التي تفرض على هذه الشخصيات الانغماس في صراع مفروض طوعاً أو كرها، إنه الصراع بين عالم الحب الجميل وما ينطوي عليه من القيم الإنسانية السامية من جهة، وعالم المال والتجارة الذي يجعل من المال الوثن المعبود قبل كل شيء· ينشأ الحب ابتداءً، ثم ما يلبث أن يذوب ويتلاشى أمام عالم المال والتجارة الذي يجذب أحد البطلين الرئيسيين في القصة، فيجعل من قصة الحب الجميلة أزمة حادة طويلة المعاناة· وعلى هذا المحور تدور أحداث المسلسل· أما المحور الثاني فيتمثل في صراع درامي لافت بين أب وأسرته من جهة، وبينه وبين أحد أبنائه من جهة أخرى، حيث نرى كيف يتمرد الأبناء على القيم الأسرية ويتحدونها، وكيف يخون الابن أباه، لنصل إلى نهايات مؤلمة تكشف زيف العلاقات المحمولة على الأنانية وحب الذات والثروة والتعالي· ويضيف فادي: حول محوري العمل الرئيسين سنصادف نماذج اجتماعية حقيقية من الأثرياء أصحاب الشركات والمشاريع، إلى المثقفين وخريجي الجامعات، وسنجد طباعاً مختلفة من الطيبين المرحين إلى المتعجرفين والقساة، كما سنرى شخصيات قوية وأخرى هشة أو سطحية أو فارغة، لكنها جميعها تخوض الصراع المفروض على طريقتها· قصة حب على الرغم من أن المسلسل يحفل بحوادث إجرامية، إلا أن المخرج المميز حاتم علي، ارتكز على فكرته الأساسية ليحوّله إلى قصيدة حب، وهو يقول: تتركز فكرة العمل حول حب الشام والتعلق بها، ويتم التعبير عن هذا الحب بالدعوة للكفاح ضد شريحة طفيلية تحاول حرمان دمشق من الهواء النظيف، كما يشكل الحب محوراً أساسياً فيه، حيث يقوم الصراع بين عالم الحب والقيم الإنسانية والوطنية الراقية من جهة، وبين عالم المال والأعمال الذي يعبّر عن الانغماس الكامل في عبودية الثروة من جهة ثانية· ويضيف حاتم: إن العمل يستند إلى قصة حب تبدو في بدايات الأحداث خلابة وشديدة الجمال والشاعرية، لكن تلك القصة تصطدم مع تصاعد الأحداث بعالم المال والأعمال الذي يجذب بإغراءاته أحد طرفي هذه العلاقة الإنسانية، ويجد بطلا قصة الحب نفسيهما منخرطين داخل هذا الصراع المرير، وضمن شبكة من علاقات تحيط بهما، ويظهر وجه آخر في الصراع الدرامي بين أب وأسرته من جهة وبين أحد أبنائه من جهة أخرى، حيث تصبح هذه الأسرة مثالاً صارخاً على عالم البذخ والمال والفساد، والابن هو شاب متمرد على قيم الأسرة، ويؤدي الصراع خلال تصاعده إلى نوع من الاستقطاب والاصطفاف بين جميع أبطال المسلسل، حيث يقفون في خندقين متواجهين، ويكون لبطلي قصة الحب شأن كبير في الصراع بينهما، ويؤكد المخرج أن الحقيقة الأساسية في العمل هي حب الشام وبردى والتعايش الخلاق بينهما على طول الأيام· يقوم الفنان أيمن زيدان بدور رئيسي في العمل، فهو يجسد شخصية سهيل خال شخصية العمل المحورية لمى (سلاف فواخرجي)، وهو إنسان ديناميكي يتمسك بالقيم، ويحمل أفكاراً متطورة، لا سيما أنه مدرس للرياضيات، وهو من قام بتربية (لمى) التي تعيش في كنفه منذ أن فقدت والدها· وتتألق النجمة سلاف فواخرجي بدور لمى، وهي فتاة بسيطة تمر بظروف وضغوطات عائلية لا سيما من قبل عمها المستبد والمسيطر على أفراد الأسرة، وهو رجل قاسٍ ومتسلط، ويتحكم بالأسرة بعد وفاة والد لمى في حادث سير، وهي لا تزال في السابعة من عمرها، وتظهر لمى في العمل في هيئة طالبة جامعية في سنة التخرج من قسم اللغة الفرنسية، وترتبط بعلاقة حب مع شاب مميز بكل معنى الكلمة، فهل تكتمل قصة حبها في خضم أحداث العمل، أم لا؟· شخصية جديدة النجم الشاب (تيم حسن) يجسد دور (نبيل)، ويقول عن هذه الشخصية: إنها جديدة بالنسبة لي، ولكنها قريبة مني جداً في مواقفها الإنسانية النبيلة، كما أنها شخصية شفافة ورومانسية، وفيها الكثير من المصداقية، لكن هذه الشخصية تفترق عني، عندما تتعرض لانعطافة خطيرة، إذ إن مسار الأحداث يغير اتجاهها، فتغيب الرومانسية والشفافية، وينحرف نبيل ويسعى لتحقيق (جشعه) في سعيه وراء المال بأي وسيلة· أما الفنان جلال شموط فيقوم بدور الطبيب سامر الذي يسعى جاهداً لممارسة مهنته بطريقة إنسانية حضارية، لأنه يعشق مهنته ويتفانى في سبيلها، ولذلك يتابع الندوات والتطورات العلمية ليكون على اطلاع دائم بكل جديد في عالم الطب، كما أنه ومدفوعاً بحبه للخير والناس يفتح عيادة في حي شعبي فقير ويصطدم مع والده، ووصل الأمر حد القطيعة لينام في عيادته· يلعب الفنان خالد تاجا شخصية مركبة شريرة، وتوازيه في ذلك الفنانة أنطوانيت نجيب، فكلاهما يتمتع بالقسوة وحب المظاهر الكاذبة، وهما يقفان معاً وراء معظم المصائب في الأحداث الجارية، وعلى النقيض من ذلك تنحاز شخصيتا الفنانة سمر سامي والفنانة عزة البحرة إلى جانب الخير والطيبة، فسمر تجسد شخصية وردة والدة أيمن الطالب عند الأستاذ سهيل، وهي أرملة تتعرف إلى الأستاذ المتفاني والذي يعطف على ولدها الفقير ويساعده، وتنشأ بينهما قصة حب صادق· أما عزة فتقول: أقوم بأداء شخصية ''سناء''، وهي شخصية ليست جديدة علي لأنها تمثل دور الأم البسيطة والحنونة، والتي تحرص على سعادة أسرتها، وتقوم علاقتها مع زوجها على الحب والمودة والاحترام·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©