الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خيمة السيات متنفس الجدات في رمضان

خيمة السيات متنفس الجدات في رمضان
15 أكتوبر 2006 01:52
رأس الخيمة - نجلاء أبوالقاسم: تعتبر خيمة السيات الرمضانية التي تحرص جمعية نهضة المرأة برأس الخيمة على إقامتها كل سنة في شهر رمضان المبارك من أبرز الأماكن التراثية التي يلجأ اليها الجميع لاسيما الجدات والأمهات وذلك لأنها تمثل الماضي الجميل بذكرياته العطرة والبسيطة حتى باتت هذه الخيمة ملجأ كل صغير وكبير حيث تجتمع الأمهات والجدات يتذكرن ليالي رمضان في الفريج وكيف كانت الحياة في ذلك الزمان بسيطة وسهلة وكيف كان الخير القليل يعم الجميع· وتشمل خيمة السيات كافة الأكلات الشعبية كالخنفروش والخبز الشعبي بأنواعه واللقيمات والبسطات التي تحوي الملابس والعطور، وتجد لها إقبالا كبيرا من الجميع لشراء هذه الاكلات الاصيلة· رمضان بين الماضي والحاضر وتقول الجدة أم جمعة خيمة السيات الرمضانية هي الوسيلة الوحيدة التي أستطيع من خلالها ان اجتمع مع صديقاتي حيث ان الايام والشوارع والطرق وبعد المسافات فرقت ما بيننا لذلك أنتظر رمضان لأقر عيني برؤية قريناتي اللواتي عشت معهن أروع لحظات حياتي، فعندما أتذكر رمضان الأمس وأرى رمضان اليوم تزداد في نفس الرغبة للعودة الى الماضي وأتذكر عندما كان نساء الفريج يجتمعن بعد صلاة التراويح في بيت من البيوت ونغرس (البرزة) وكل واحدة منا تأتي بأكلها ومن ثم نتسامر وضحك بل كنا نلعب كالأطفال، لكن اليوم الحال ليس كالأحوال السابقة فالزيارات واللقاءات أصبحت نادرة لأن الوسائل الحديثة غيرت مجرى الحياة كثيرا، فنساء اليوم موظفات لديهن أعمال ومشاغل تحجبهم عن هذه العادات المؤنسة· وتوافقها في الرأي أم ناصر فتقول: هذه الخيمة بالنسبة لنا كالكوفي شوب بالنسبة لشابات اليوم، فنجتمع لنحيي تلك الليالي الرمضانية الرائعة·· وتأخذها العبرة ويترقرق صوتها وتدمع عينها متأملة لبرهة ذكريات رمضان في الفريج، وتكمل حديثها قائلة: لا أستطيع ان انسى تجمعاتنا بعد صلاة التراويح بعدها كنا نؤدي عاداتنا اليومية وهي زيارة كل بيت فنجلس في البيت الأول قليلا ونأكل الفوالة ثم نذهب الى بيت آخر وهكذا الى آخر الليل واحيانا كنا نتفق على بيت لنجتمع فيه اذا كانت احدانا مريضة، ولكن رمضان اليوم اصبح لدى الكثير عبارة عن صنف أو صنفان من الأكل الشعبي يليه الجلوس امام التلفزيون فالفرد منا احيانا لا يرى جيرانه لمدة يومين أو أكثر ولكن صحوننا التي توزع قبل الافطار هي التي تنعم برفقة الأحبة والجيران فالكثيرون يعتقدون ان تبادل الطعام قبل الافطار هي حلقة الوصل بينهم، وتضيف قائلة إن الزيارات الرمضانية تشعرني بالسعادة لدرجة اني اشعر بأني في العيد· وتؤكد الجدة سلمى على ان الوسيلة الأولى التي تجمعها بصديقاتها هي الجمعيات ونحمد الله على ذلك، وتضيف: هنا أستطيع أن أحيي ذكرياتي الجميلة في رمضان وكيف كنا كتلة واحدة انا وصديقاتي، فرمضان الأمس كانت له نكهة ولذة وهذا بالطبع ليس في طعامه فقط بل كذلك بصحبة اصدقائنا وجاراتنا، فكلما تذكرنا تجمعاتنا والخراريف التي كانت أم جاسم يرحمها الله تحكيها لنا أتمنى ان ترجع الايام الى الوراء لأتزود منها اكثر فقد كنا نجلس جميعا ننصت لقصصها الجميلة والممتعة كأننا اطفال ننتظر احجبة المساء· هريس ولقيمات وتحكي الجدة أم جمعة عن اكثر الاكلات الشعبية شيوعا في رمضان فتقول: لقد كانت موائدنا الرمضانية لا تخلو من الهريس واللقيمات كما كنا نخبز يوميا خبز الرقاق لصنع الفريد وأنواع الخبز الاخرى لمائدة الفوالة كخبر الجباب والمحلا· اما الجدة أم سلمى فتقول: مائدتي لم تكن تخلو من الساجو والهريس والفريد واللقيمات والعصيدة· وتتميز الجدة أم ناصر عن قريناتها بأن مائدتها لم تكن تخلو من العرسيه بالاضافة الى الهريس والفريد والعصيدة· تقول الجدة ام جمعة: على الرغم من ان هناك أكلات استمرت لليوم على موائد رمضان الا ان العصيدة والعرسيه أصبحت نادرا ما تطهى وذلك لظهور الامراض كالسكري والكلسترول، ناهيكم عن ان الاكلات الشعبية لا تخلو من البهارات والبزار كنكهة اساسية تميز الأكل الشعبي عن غيره ولكن الصحة اليوم لا تساعد· وتتفق الجدة أم ناصر مع رأي أم جمعة قائلة: كما ان الخبيصة والعصيدة قلّت على موائد رمضان والسبب في ذلك الامراض التي ظهرت الآن ولكن هناك اكلات شعبية مازالت حتى الآن وتعمل بكثرة كالساجو، بل وتم ادخال اضافات عليها من قبل شابات هذا العصر مثل المكسرات وجوز الهند· الحفاظ على الموروث وتؤكد أم جمعة على أهمية الحفاظ على الموروث الشعبي من خلال تعليم بنات اليوم اللواتي هن نساء المستقبل تلك الاكلات الشعبية، فالموروث الشعبي مثل النبتة التي اذا ارتوت نمت ورسخت جذورها واذا عمل عكس ذلك ماتت ووهنت جذورها، فالأمم تتباهى بما لديها من تراث والأكل الشعبي في عصر البيتزا أو الباشميل اصبح شيئا غريبا تفتح له الافواه عندما نشاهده اليوم على موائدنا لذلك لابد ان نجعل تلك الاكلات عادة دائمة في كل بيت وان كانت في مواسم معينة· أما أم ناصر فتقول انا احرص دائما على تعليم بناتي كيفية طبخ الاكلات التراثية فأجمعهن حولي في المطبخ واملي على كل واحدة طريقة أكلة معينة لتقوم بطهيها وهذا الامر يحصل عندما يتجمعن في منزلي، والمفرح انه دائما بل يوميا يتصلن بي لاعطيهن طريقة عمل اكلة شعبية معينة، فحب الاكل الشعبي ينبع من الأم وبالتالي اذا لاحظت البنات حرص والدتهن على احياء ذلك الموروث الشعبي حرصن هن كذلك على احيائه، وتضيف قائلة: هناك مركز تنمية وكذلك مراكز صيفية تعنى بتعليم البنات كيفية عمل الأكلات الشعبية، وانا لا ألوم شابات اليوم اذا لم يطبخن مثل تلك الاصناف على موائدهن لأن عملها ليس بالأمر السهل ولأنهن لم يتعودن على اعدادها نظرا لانشغالهن بوظائفهن ومدارسهن· للألعاب الشعبية أهمية كبرى تلعب الألعاب الشعبية دورا كبيرا في احياء ليالي رمضان وتقول ام ناصر حول ذلك ان الالعاب الشعبية في رمضان الأمس مكانة كبيرة في نفوسنا فقد كنا نحن النسوة نجتمع بعد صلاة التراويح لنتسامر ونضحك وبل ونلعب، فقد كنا نلعب احيانا ونتلعثم في الحديث استحياءً ونلعب لعبة الدسيس حيث كنا نختبأ وواحدة منا تقوم بالبحث عن المجموعة، فالالعاب لم تكن محتكرة على الصغار، كما كنا نلعب الصوير و ليفيده وهي عبارة عن مجموعة من المحار ونلعب بها بطريقة معينة وكذلك كنا نلعب الحله اما الجدة أم جمعة فقد كانت تحب لعبة حبيل الزيبل و الجبه و الكفه وهي عبارة عن مشادات باليد لمعرفة الاقوى بين النساء والتي تستطيع ان تطحن اكبر قدر من الحب· سحروه سحروه وهو الاسم الذي يطلق على المسحراتي الذي ينادي للسحور، فتقول ام جمعة كان ابو احمد هو الشخص الوحيد الذي رأته عيني يقوم بإيقاظ أهل الفريج للسحور فقد كان يحمل طبلة ويدق عليها والمضحك انه كان يعلم اسم كل نسوة الفريج فيناديني قائلا اصحي يا أم جمعة واكلي ابوعيالج وعيالج واحيانا اخرى كان ينادي جارتي قومي اسحري يا نايمة قومي اسحري يا عاشوه·· وفي احيان اخرى يقول احصا يا نايم وحد الدايم·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©