الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

"مؤتمر التعليم" يبحث تطوير المنظومة التربوية وإعداد الطلاب للمستقبل

"مؤتمر التعليم" يبحث تطوير المنظومة التربوية وإعداد الطلاب للمستقبل
21 نوفمبر 2018 02:21

إبراهيم سليم (أبوظبي)

أكد سعادة الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، أن دولة الإمارات العربية المتحدة تولي اهتماماً كبيراً بالتعليم؛ وذلك من منطلق إيمانها بأنه الأساس الذي تقوم عليه نهضتُها؛ وهي تعملُ على تعزيز دور التعليم من أجل إعداد كوادرَ بشريةٍ مؤهَّلة وقادرة على التعامل مع أحدث تكنولوجيات العصر. وأشار سعادته إلى أن مسيرة التطوير المستمرة للتعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة تشهد المزيد من المبادرات، وفي هذا الإطار، جاءت منصـة «مدرسـة» التي أطلقـها مؤخـراً، صاحـب السمـو الشيـخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وتهدف هذه المبادرة غير المسبوقة، إلى النهوض بالتعليم في الدول العربية بشكل عام.
جاء ذلك في كلمته الافتتاحية لأعمال المؤتمر السنوي التاسع للتعليم حول «تعليم متطور لعالم متغير: استراتيجية التعليم لدولة الإمارات العربية المتحدة»، الذي انطلق أمس، وتستمر فعالياته اليوم، وذلك في قاعة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بمقر المركز في أبوظبي. حضر افتتاح المؤتمر معالي حسين بن إبراهيم الحمادي، وزير التربية والتعليم، بدولة الإمارات العربية المتحدة، والعديد من قيادات التربية والتعليم في الدولة، ونخبة من صنَّاع القرار والعديد من أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى الدولة، والخبراء والعاملون في مجالات التعليم من داخل الدولة وخارجها، إضافة إلى لفيف من الباحثين والأكاديميين والكتَّاب والصحفيين ورجال الإعلام.
وشدد سعادته في كلمته على أن هدف تعزيز رأس المال البشري الوطني وتنمية القدرات المعرفية للإنسان الإماراتي في المجالات كافة، ولاسيما في العملية التعليمية والتربوية، هو الوصول إلى مجتمع المعرفة؛ لذا يحرص مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية على مواكبة العمل على تحقيق هذا الهدف الثمين. وإيماناً من مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، بأهمية متابعة ما تطرحه قيادتنا الرشيدة من رؤى واستراتيجيات، ورغبة منه في تنفيذها على أرض الواقع، كانت أجندة فعاليات هذا المؤتمر التي تتضمن حزمةً من القضايا الحيوية.
وأكد معالي حسين الحمادي وزير التربية والتعليم في كلمته الرئيسة للمؤتمر أن الإمارات تحرص على أن تكون منظومة التعليم مواكبة للتغيرات المتسارعة التي ترتبط بالثورة الصناعية الرابعة وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وذلك من خلال العمل على تشجيع الابتكار التكنولوجي، باعتباره العامل الرئيسي في التعامل مع هذه التغيرات. وأضاف معاليه أن الابتكار والتكنولوجيا يقدمان حلولاً مبدعة تسهم في تطوير منظومة التعليم، وذلك من خلال إدارة برامج تدريبية رقمية تستند إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي، مؤكداً ضرورة أن يواكب المعلمون هذه التطورات واكتساب المعارف الجديدة، فالتعلم واكتساب المعرفة لم يعودا حكراً على الطلبة فقط، وإنما أصبحا واجباً على جميع أطراف العملية التعليمية أيضاً، معرباً عن شكره لمركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية لتنظيمه لهذا المؤتمر المهم، متمنياً أن يخرج هذا المؤتمر بتصورات تسهم في تطوير منظومة التعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة.

وأوضح معاليه أن الوزارة تسعى إلى تقديم نموذج عصري للمدرسة الإماراتية بالتعاون مع الباحثين والشركات الناشئة للمساهمة بإيجابية في نشر المعرفة، ومن أجل بناء منظومة تعليمية مرنة وشمولية ومستدامة. وشدد الحمادي على أهمية الدور الذي يجب أن يقوم به المجتمع، باعتباره شريكاً استراتيجياً في تطوير منظومة التعليم، من أجل الوصول إلى تعليم أفضل. وأشار إلى أن تطوير المنظومة التعليمية يعني بالضرورة تطوير كل مراحل التعليم، بحيث يكون لدينا نظام تعليمي عصري قادر على تنمية مهارات الطلاب وبناء أجيال المستقبل التي تمتلك المهارات والقدرات التي تمكنهم من وظائف المستقبل.

الابتكار هو الثابت الوحيد
وتتواءم دولة الإمارات العربية المتحدة مع نماذج الحوكمة العالمية التي ترسم ملامحها أبعاد الثورة الصناعية الرابعة والتغييرات المتسارعة الناتجة عنها. وهذه التغييرات هي ديناميكية في طبيعتها وسرعة حدوثها، حيث إنها نتاج تفاعل قوى وعوامل ومؤثرات عديدة، الأمر الذي يُحتم بقاء الحاجة للابتكار، وإحداث ثورة ابتكارية كثابت وحيد. وهذا يتطلب تحولاً جذرياً في الطرق التي نبتكر بها لتكون أكثر ابتكاراً وهو ما يسمى الابتكار في الابتكار والقدرة على التعامل مع التقلبات والتعقيدات والغموض وعدم الاستقرار الذي يشوب الاقتصاد المستقبلي والمجتمع ككل.

التكنولوجيا والتحول الجذري
وقال معاليه: إن الابتكار التكنولوجي المُطّرِد والمتسارع يتطلب إحداث تغيير جذري في تعليمنا لاسيّما وهو يغير طرق ووسائل إعداد المواد والموارد التعليمية وطرق إتاحتها بسهولة للمستخدم ويؤثر في آلية إشراك المعلمين والمتعلمين في مختلف مراحل العملية التعليمية. وذلك يُحتِّم إحداث تحول جذري في أدوار مختلف الأطراف المعنية بالعملية التعليمية. وأياً كان التغيير أو التحول الجذري المستحدث فلابد أن يصاحبه إحداث تغيير نوعي مكافئ في أدوار المعلمين يُحفز استحداث برامج تعليمية (نظامية أو غير نظامية) تمزج بين المواد والوسائل التعليمية الرقمية المتاحة للاستخدام على الإنترنت والوسائل التعليمية التقليدية.

منظومة تعلم مستدامة
وقال معالي الوزير: في إطار هذه التغيرات، توجهنا في وزارة التربية والتعليم لبناء المدرسة الإماراتية التي ستفتح أبوابها أمام الباحثين والمختبرات الوطنية والجامعات والشركات الناشئة ورواد المشاريع الناشئة وأي مؤسسة معنية بإنتاج أو تطبيق أو نشر المعرفة وقادرة على المساهمة في تحسين عملية التعلم لطلابنا ومعلمينا وأولياء الأمور. نريد أن نبني اقتصاداً يوفر العديد من خيارات التعلم التي تلبي جميع القدرات والمستويات والاهتمامات والاحتياجات ولا يحدها الزمان أو المكان في تحقيق ذلك ولا يقتصر على نظام تعلم واحد بل منظومة تعلُّم مرنة وشمولية ومستدامة.

إشراك المجتمع من أجل تعلم أفضل
ودعا معاليه المجتمع إلى اقتناص فرص التعلم والتعليم الابتكاري والاستفادة منها، وأن يكون شريكاً في العمل على تحسينها، حيث إننا نتعامل مع المجتمع بالفعل كشريك استراتيجي له دور رئيس في تحقيق وتسريع الوصول لتعلم أفضل، ولا تقتصر المشاركة المجتمعية على إبداء الرأي في مسار المنظومة التعليمية بل تشمل المساهمة الفعلية والفاعلة في وضع ومراجعة المناهج التعليمية والمشاركة في عملية التعليم والاستخدام الأمثل لمصادر التعلم المتاحة لإثراء التجربة التعليمية داخل وخارج أسوار المدرسة.

أفراد مبدعون ومجتمع سعيد
وقال معاليه: إننا نؤمن بأن الفرد المبدع هو شخص أكثر سعادة وإيجابية، ويساهم بفعالية في بناء مجتمع ينعم بالسعادة. وقد ارتبط المجتمع دائماً بالابتكار في مجال ريادة الأعمال الاجتماعية التي اكتسبت زخماً هائلاً في العقدين الماضيين، غير أن النمو المرتبط بهذا النوع من الابتكارات بطيء نسبياً ولا ينسجم مع التغييرات المتسارعة في عالمنا، كما أن الابتكار في هذا المجال يركز على النماذج الاقتصادية التقليدية للعرض والطلب.


ترأس الجلسة الأولى للمؤتمر، الدكتور عارف الحمادي نائب الرئيس التنفيذي لجامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، تحت عنوان «الاتجاهات العالمية لتطوير التعليم للتكيّف مع المستقبل»، وتحدث في هذه الجلسة الدكتور عمران ذو القرنان، الأستاذ بكلية الهندسة، الجامعة الأميركية في الشارقة، حيث أشار إلى أن المنهاج الرقمي الدراسي أتاح فرصاً واسعة لتكنولوجيا المعلومات؛ لإحداث تطوير جذري في عمليات تطوير المناهج متعدّدة المستويات، وذلك من خلال طرق متنوعة، مؤكداً أنه أصبح بالإمكان استغلال الاتجاهات التكنولوجية الحالية؛ مثل: الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة والتمويل الجماعي وقاعدة البيانات التسلسلية وإنترنت الأشياء، في تعزيز وتحسين عمليات تطوير المناهج الدراسية على مختلف المستويات.

تعليم اليوم ووظائف المستقبل
كما تناولت فاطمة غانم المري، المدير التنفيذي لتطوير برامج تعليم الطلبة الإماراتيين، بهيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي في ورقتها أمام هذه الجلسة، العلاقة بين التعليم المتطور وبين تعزيز مهارات الحياة للقرن الحادي والعشرين، مشيرة إلى أن الإمارات تضع تطوير العنصر البشري على رأس أولوياتها، ما ظهر واضحاً في نهج واضح للآباء المؤسسين منذ إعلان قيام الاتحاد في تعزيز تنمية الإنسان، باعتبارها الأساس للتنمية المستدامة، ولفتت إلى أنه وفقاً للتقرير الصادر عن منتدى القمة العالمية للتعليم عام 2016، حول مستقبل الوظائف، فإن 65% من الأطفال الذين يتلقّون تعليمهم في المرحلة التأسيسية، سوف ينخرطون في وظائف جديدة لم تُعرف بعد، والمهارات التي نعلّمها لطلبتنا اليوم، هي التي ستضمن الإعداد الأمثل لهم ليكونوا جاهزين للمستقبل.
وقدمت الدكتورة هبة الدغيدي، قائم بأعمال عميد كلية الدراسات العليا للتربية، الجامعة الأميركية بالقاهرة، ورقة بحثية تحت عنوان «نهج STREAM التعليمي لبناء عقول المستقبل»، أشارت فيها إلى أنه مع دخول عصر الثورة الصناعية الرابعة، تبرز الحاجة إلى تسخير النظم التعليمية على الصعيد العالمي، من أجل إعداد أجيال ومواطني المستقبل.

استراتيجية التعليم ومتطلبات العصر
تناولت الجلسة الثانية، «استراتيجية التعليم بالإمارات ومتطلبات الثورة الصناعية الرابعة»، وترأسها مروان الصوالح، وكيل وزارة التربية والتعليم للشؤون الأكاديمية للتعليم العام، وتحدث خلالها الدكتور تيسير صبحي يامين، المدير العام للمركز الدولي للتربية الابتكارية، بجمهورية ألمانيا الاتحادية، وقدم ورقة تحت عنوان: «التعليم والابتكار: دور التعليم في تعزيز قيم الإبداع والابتكار» ناقش خلالها جملة قضايا وشروط ترتبط بالتربية الابتكارية؛ وتحدد أسسها ومقوماتها وشروطها ومتطلباتها. فيما أكدت ورقة الدكتور ميشيل باسكير، أستاذ مشارك، بكلية الهندسة، الجامعة الأميركية في الشارقة «التعليم وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي»، أن الذكاء الاصطناعي أحرز خلال العقدين الماضيين، تقدماً ملحوظاً في حقل التعليم، إذ إن نظم التعليم الذكية تربط الطلبة مع المدرسين التفاعليين الآليين في سبيل توفير تعليم متخصص في العلوم والرياضيات واللغات والتخصصات الأخرى. وفي ختام الجلسة ناقشت الدكتورة نسرين حمد، مستشار وزير التربية والتعليم بمكتب معالي وزير التربية والتعليم، بدولة الإمارات، في ورقتها التي جاءت تحت عنوان: «مخرجات التعليم ووظائف المستقبل: رؤية الإمارات»، طبيعة التحديات التي ستواجه الطلبة في ظل الحداثة المتسارعة، والتعقيد الناجم عن عدم القدرة على وضع تصور لوظائف المستقبل.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©