الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

واشنطن: الاستيطان في القدس لا يساعد السلام

واشنطن: الاستيطان في القدس لا يساعد السلام
10 نوفمبر 2010 00:20
صرح الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس بأن توسيع الاستيطان في القدس الشرقية المحتلة لا يساعد على جهود إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط. لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تجاهل إدانات دولية وعربية لمخطط بناء نحو 1300 وحدة سكنية جديدة في مستوطنتي “هار حوما” وراموت” هناك، قائلاً إن حكومته لا تقبل إملاء أي موقف عليها وتحظى بدعم الولايات المتحدة وأصدقائها الآخرين في ذلك. وحمل الرئيس الفلسطيني محمود عباس إسرائيل أمس الثلاثاء مسؤولية مأزق العملية السلمية نتيجة تعنتها ورفضها وقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية. وقال لصحفيين عقب اجتماعه في رام الله مع مسؤول بارز في الشيوعي الصيني إن وقف الاستيطان ليس شرطا فلسطينيا، إنما مطلب دولي نصت عليه كل الاتفاقيات الموقعة، كما أكد المجتمع الدولي عدم شرعية الاستيطان وضرورة إزالته. في غضون ذلك ذكرت منظمة “السلام الآن” الإسرائيلية المناهضة للاستيطان اليهودي في الأراضي الفلسطينية ووسائل إعلام إسرائيلية أمس أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي أعادت إطلاق مشروع توسيع مستوطنة “أرئيل” قُرب سلفيت شمالي الضفة الغربية المحتلة. وأوضحت أن مقاولاً إسرائيلياً حصل مؤخراً على ترخيص جديد لبناء حي جديد يضم 800 مسكن هناك، بعدما انتهت صلاحية ترخيصه السابق، وأن ذلك سيؤدى إلى تطويق المدينة الفلسطينية بالمساكن الاستيطانية. واستولى مستوطنون يهود تحت حماية قوة عسكرية إسرائيلية على قطعة أرض قُرب طوباس في وادي الأردن شمالي الضفة الغربية ونصبوا سياجاً من الأسلاك الشائكة حولها، تمهيداً لإقامة بؤرة استيطانية جديدة عليها. وقال أوباما لصحفيين في جاكرتا “هذا النوع من الأنشطة- توسيع المستوطنات) لم يكن له أبداً دور مساعد عندما يتعلق الأمر بمفاوضات سلام”. وأضاف “أشعر بالقلق لعدم رؤية كل جانب يبذل أقصى الجهود لتحقيق اختراق يمكن أن يؤدي في النهاية إلى خلق إطار تعيش فيه إسرائيل في سلام، إلى جانب دولة فلسطينية ذات سيادة”. وعبرت الولايات المتحدة عن “خيبة أملها العميقة” إزاء أنباء خطط البناء الجديدة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيليب كراولي “نشعر بخيبة أمل شديدة من الإعلان عن التخطيط لبناء وحدات سكنية جديدة في مناطق حساسة من القدس الشرقية. إنها نتيجة معاكسة لجهودنا من أجل استئناف المفاوضات المباشرة بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي”. وأضاف أن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ستطرح الموضوع خلال اجتماع مع نتنياهو في نيويورك غداً الخميس. وذكر أن الولايات المتحدة تسعى لفهم خلفية إعلان المخطط، قائلاً “ربما كان الأمر أن أحداً ما في إسرائيل قد أفشى ذلك كي يحرج رئيس الوزراء (نتنياهو) ويقوض العملية”. وتابع “أن هذه المرحلة تظهر من جديد لماذا نعتبر استئناف الإسرائيليين والفلسطينيين التفاوض أمراً حيوياً”. كما أعربت روسيا عن قلقها الشديد من المخطط. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان صحفي “إن هذا المشروع أثار قلقاً شديداً في موسكو. نرى من الضروري أن يمتنع الجانب الإسرائيلي عن أعمال البناء المعلن عنها للسماح باستئناف المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين”. عبرت فرنسا عن أسفها الشديد لقرار التوسع الاستيطاني، وطلبت من الحكومة الإسرائيلية التراجع عنه. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو لصحفيين في باريس “إن فرنسا تطالب بإلحاح من السلطات الإسرائيلية العودة عن هذا القرار” وأضاف “يجب عدم تفويت الفرصة التي أتيحت في الثاني من سبتمبر مع استئناف المفاوضات المباشرة بهدف قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة تعيش في سلام بجوار إسرائيل”. وطلبت المنسقة العليا لسياسة الاتحاد الأوروبي الخارجية والأمنية كاثرين اشتون من السلطات الإسرائيلية التراجع عن قرارها بناء مساكن يهودية جديدة في القدس الشرقية المحتلة. وقالت في بيان صحفي “إن هذه الخطة تتعارض مع الجهود المبذولة من المجتمع الدولي لاستئناف المفاوضات المباشرة ويتعين إلغاؤها”. وأضافت “المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي وتشكل عقبة أمام السلام وتهدد بجعل حل الدولتين مستحيلاً”. وأعربت اشتون عن القلق العميق من قرار الحكومة الإسرائيلية، وذكرت بأن الاتحاد الأوروبي لن يقر بأي تعديل لحدود الرابع من يونيو عام 1967، بما في ذلك في القدس باستثناء “ما يتفق عليه الطرفان”. وأضافت “إذا كان سيحل سلام حقيقي فسيكون من خلال حل مسائل الوضع النهائي بالتفاوض، بما فيها وضع القدس كعاصمة للدولتين”. تابعت “نواصل دعوة الطرفين إلى إيجاد ظروف ملائمة لاستئناف المفاوضات المباشرة”. وقال أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى “إن هذه الممارسات الاستفزازية تأتي تزامناً مع زيارة نتنياهو إلى الولايات المتحدة في إشارة واضحة إلى أن حكومته تستهدف الجهود المبذولة لإحياء الحركة نحو تسوية سلمية يكون جوهرها إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية”. وأضاف أن استمرارها سيؤكد أهمية التوجه إلى مجلس الأمن الدولي لعرض القضية برمتها واتخاذ ما يلزم إزاء تلك الإجراءات غير المشروعة. وأكد أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية عبد الرحمن بن حمد العطية أن التصرفات الإسرائيلية بعدوانية واستفزازية تشكل إعاقة لجهود تحقيق السلام في المنطقة. وقال في تصريح صحفي “إن هذا السلوك الإسرائيلي المتمثل في مواصلة الاستيطان في القدس الشرقية وغيرها من الأراضي الفلسطينية المحتلة لا يعدو كونه نتيجة لمواصلة إسرائيل استعراض القوة العسكرية من خلال سياساتها العدوانية وابتلاعها الأراضي الفلسطينية وإنكارها للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني”. وقال أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو في بيان صحفي”إن الاستيطان لا يمس فقط بالحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني، بل يمثل أيضا خرقا صارخا للقانون الدولي واتفاقية جنيف الرابعة”. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي “إن مثل هذه القرارات تؤثر سلباً وبشكل عميق ليس فقط على فرص استئناف المفاوضات ولكنها تلقي بشكوك كبيرة على جدية الجانب الإسرائيلي في الالتزام بمفاوضات حقيقية ذات صدقية. وذكرت الأمم المتحدة في بيان صحفي أن أمينها العام بان كي مون استنكر المخطط الاستيطاني الجديد خلال لقائه نتنياهو في نيو يورك مساء أمس الأول. وقالت “رأى الأمين العام انه من الضروري الخروج من المأزق الدبلوماسي واستئناف المفاوضات والتوصل إلى نتائج”. وأضاف أن بان “أعرب عن قلقه من استئناف البناء ومن الإعلان الأخير حول بناء وحدات سكنية جديدة في القدس الشرقية. كما أعرب أيضاً عن الأمل في أن تأخذ حكومة إسرائيل إجراءات في المستقبل لتسهيل حركة انتقال السكان والبضائع من وإلى قطاع غزة”. وأعلن نتنياهو إن إسرائيل لن تنصاع للضغوط الخارجية داعياً الفلسطينيين إلى التخلي عن شرط وقف الاستيطان ووضع مرجعية لعملية السلام، لاستئناف المفاوضات. وقال في كلمة ألقاها أمام مؤتمر زعماء يهود أميركا الشمالية في نيو أورليانز جنوبي الولايات المتحدة “لماذا تتهرب السلطة الفلسطينية من السلام؟ ربما يعتقد الفلسطينيون أن بإمكانهم تجنب المفاوضات وأن العالم سيملي على إسرائيل المطالب الفلسطينية”. وأضاف “اعتقد بقوة أن ذلك لن يحصل لأننا لن نسمح بأن تملي علينا مواقفنا ولأنني أثق أيضاً في أصدقاء إسرائيل، وفي طليعتهم الولايات المتحدة، الذين لن يدعوا ذلك يحصل”. وكرر القول “إن المسؤولين الفلسطينيين الراغبين في السلام بصدق يجب أن يتوقفوا عن وضع شروط مسبقة وأن يبدؤوا مفاوضات السلام”. وأضاف أن إسرائيل مستعدة للاعتراف بفلسطين كدولة للشعب الفلسطيني، لكنها تطالب بالاعتراف بها كدولة للشعب اليهودي.
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©