الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مواطن من رأس الخيمة ينقل الخبرة اليابانية لزراعة اللؤلؤ

15 أكتوبر 2006 00:29
رأس الخيمة ـ صبحي بحيري: ظلت فكرة استزراع وإنتاج اللؤلؤ من مياه الخليج تراود المواطن عبدالله راشد السويدي لسنوات·· وبذل من الجهد والمال الكثير حتى تحقق حلمه وبات صاحب أول مشروع لاستزراع وإنتاج اللؤلؤ في الشرق الأوسط·· ورغم أنه دارس للعلوم السياسية إلا أن اهتمامه بهذا المجال جعله يبذل من المال والجهد الكثير حتى تحقق له ما أراد· وقبل سنوات سافر عبدالله إلى اليابان وهناك التقى أحد أهم خبراء زراعة وتجارة اللؤلؤ في العالم·· وفي عام 2002 بات عبادلله شريكاً لهذا الخبير الياباني من خلال مشروع كبير في خور الرمس في رأس الخيمة وبالفعل تحول الحلم إلى حقيقة خلال الشهور الماضية وتم استزراع 100 ألف محار أنتجت بالفعل أجود أنواع اللؤلؤ الذي اشتهرت به منطقة الخليج العربي على مدى سنوات· لقد تحقق الحلم الذي راود عبدالله كثيراً وبات صاحب أول شركة لإنتاج اللؤلؤ في منطقة الشرق الأوسط بعد أن أسس مع شريكه ديجي إيمورا شركة ذات مسؤولية محدودة يملك السويدي 51% من رأس مالها ويملك إيمورا 49% وأشهرت الشركة تحت اسم شركة الإمارات واليابان لزراعة وتجارة اللؤلؤ (لؤلؤ)· داخل المشروع الرائد بخور الرمس برأس الخيمة التقت ''الاتحاد'' بالمدير التنفيذي أحمد عبدالله راشد السويدي والمدير العام المؤسس ديجي إيمورا الذي انتقل مع أسرته للعيش في رأس الخيمة· واصطحبنا أصحاب المشروع في قارب إلى مكان المزرعة الذي يبعد حوالي 100 متر عن الشاطئ وعلى الطبيعة بدأ السويدي يشرح فكرة المشروع وخطط تطويره في المستقبل، وقال أعلم جيداً أن منطقتنا كانت مزدهرة بإنتاج وتجارة اللؤلؤ على مدى عشرات السنين كان جدي واحداً من هؤلاء الذين توقفوا عن الغوص قبل حوالي ستين عاماً ومع ظهور النفط تراجعت هذه المهنة وتواكب مع ذلك زراعة اللؤلؤ في اليابان التي أصبحت منتجاً حصرياً لهذه السلعة النادرة· يقول السويدي قرأت الكثير عن الغوص وكيفية استخراج اللؤلؤ بطريقة يدوية وكميات المحار الموجود في قاع الخليج قريباً من الشواطئ الضحلة التي لا يزيد عمق المياه فيها عن 20 متراً·· كان همي الأول كيف أعيد لهذه المهنة اعتبارها، وفي إحدى زياراتي لليابان التقيت ديجي ايمورا وتحدثت معه عن فكرة المشروع، وزارنا هنا في رأس الخيمة وبدأت الأبحاث التي أعطت نتائج مبهرة حيث اكتشفنا أن معدل الإنتاج في حالة الاستزراع يتراوح بين 75% و80% وأن دورة الانتاج لا تزيد عن ثلاثة أشهر نتيجة لإمكانية الاستزراع على مدى أيام العام حيث درجة الحرارة المناسبة في مياه الخليج على عكس اليابان التي لا يمكن زراعة اللؤلؤ فيها خلال فصل الشتاء نتيجة لبرودة المياه· المهم من بداية عام 2002 التقت رغبة عائلتي وعائلة إيمورا على إجراء دراسة حول إمكانية زراعة محار اللؤلؤ وانتاجه وتم تجميع عينات من المحار من شواطئ الدولة وأخذها إلى اليابان لإجراء دراسات مختبرية عليها حيث كانت نتيجة الدراسة مشجعة جداً وأكدت أن الحيوان قادر على إنتاج نوعية ممتازة من اللؤلؤ المستزرع وأن القدرات الطبيعية للحيوان أفضل بكثير من المحار المتواجد حالياً في اليابان وقمنا بطرح الفكرة على حكومة رأس الخيمة ووزارة الزراعة والثروة السمكية وحصلنا على دعم وتشجيع لإجراء الدراسات وبالفعل أسسنا شركة الإمارات واليابان لزراعة وتجارة اللؤلؤ وبدأنا باستزراع 25 ألف محار وكانت النتائج جيدة جدا بعدها تم توسيع المشروع حث تم استزراع 100 ألف محار على أن تزيد مستقبلاً إلى 300 ألف وحصلنا على دعم الحكومة اليابانية بعد أن قام تسوجتموتو السفير الياباني بزيارة المزرعة في أغسطس الماضي· يقول السويدي إن الدراسات التي أجريناها على مدى السنوات الماضية تؤكد إمكانية زراعة 25 مليون محار في شواطئ الدولة وعندها سوف تصبح الإمارات أهم منتج ومصدر للؤلؤ على مستوى العالم الأمر الثاني أن المشروع ينجح عند الزراعة في الخيران والخلجان وهي كثيرة على شواطئنا والحمد لله والآن أستطيع القول إننا يمكننا تحقيق الفكرة في أماكن أخرى بعد أن أصبحنا نملك الخبرة الكافية في هذا المجال· في جولتنا في المزرعة التقط السويدي عينة عشوائية مكونة من 5 محارات وقام بفتحها وخرجت منها 5 لآلئ كاملة الاستدارة يبلغ قطر الواحدة منها 8 ميللي متر ووزنها حوالي جرام وصاح ديجي إيمورا هذا هو اللؤلؤ الذي تتسابق على شرائه شركات المجوهرات في العالم، وقال خطتنا المستقبلية زراعة 1,5 مليون محاور وهذا يحتاج إلى استثمارات تترواح بين 50 مليوناً و60 مليون درهم تقريبا، ويمكننا حصد الإنتاج مرتين في العام أي أننا نتحدث عن مشروع ضخم يمكنه أن يضع الإمارات على قائمة الدول المصدرة· وأسأله ماهي المعدات التي تستخدمها لاستزراع اللؤلؤ؟ قال شبك جديد وصناديق لحفظ المحار وأدوات ومعدات داخل المختبر استوردناها من اليابان ومستقبلاً هناك خطة لتصنيع الشبك داخل الإمارات وكذلك الحبال المستخدمة في تثبيت الصناديق في المياه على بعد أمتار من سطح البحر· ويضيف لا يتوقف الأمر على استخراج اللؤلؤ فقط من المحار لكن هناك خطة الاستفادة من كل شيء حيث يستخدم المحار بعد استنفاده في صناعة الموبيليا·· وينتج المحار لحماً طريا سوف يكون هناك مطعم عالمي قريب من المزرعة لتقديم هذه اللحوم النادرة أما باقي محتويات المحار بعد استخراج اللؤلؤ فيمكن استخدامه كعلف للحيوان· وقال إيمورا ظلت عملية الاستزراع في اليابان لسنوات طويلة تعطي مردوداً اقتصادياً جيداً، والآن في ظل تلوث مياه البحر نتيجة لزيادة نسبة الأملاح والأكاسيد وغيرها من ملوثات البيئة أصبحت عملية الاستزراع غير مجدية وتستطيع الإمارات على مدار السنوات القادمة أن تكون المنتج الرئيسي في العالم من خلال زراعة 25 مليون لؤلؤ على الشواطئ· وأضاف إيمورا إن الخبراء اليابانيين الذين زاروا المشروع في الرمس خلال الفترة الماضية قالوا إنه يشبه المشروعات التي كانت تقام في اليابان قبل 50 عاماً· مصطفى حصايد الذي يشرف بشكل يومي على عمليات تنظيف ورعاية السلال مع 15 عاملاً متخصصين في هذا المجال قال هدفنا الرئيسي هو حماية البيئة من الموقع والتخلص من أي نفايات وإبعاد اية ملوثات عن المزرعة· يقول حصايد إن المحار يتغذى على أحياء بحرية دقيقة وبالتالي لا نستخدم أي مواد تحفيزية أو أعلاف كما يحدث مثلاً في مزارع تربية الأسماك وبالتالي فإن مزرعة اللؤلؤ تحافظ على البيئة·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©