الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الثوار الليبيون يدفنون جثث جنود القذافي ولا يعاملون بالمثل

الثوار الليبيون يدفنون جثث جنود القذافي ولا يعاملون بالمثل
14 أغسطس 2011 00:35
بين الكثبان الرملية الساحلية المطلة على مدينة مصراتة، يتم إعداد 3 جثامين لدفنها إسلامياً، وكل ما يستدل عليه هو البزات العسكرية الخضراء المخضبة بالدماء مسجاة على خلفية من الرمال البيضاء تشهد على العنف الذي عاينته اللحظات الأخيرة من حياة القتلى. وتجمع نحو 10 رجال حول الجثث دون أن تربطهم صلة بأصحابها الذين لم يكن حبيب أو قريب بين مشيعيهم. والقتلى من قوات القذافي وقد تم انتشال جثثهم من ساحات القتال حول المدينة المحاصرة، بينما المشيعون من المتطوعين للقتال ضد القذافي وهم من الملتحين الذين يلبسون الجلباب. ويؤكد المشيعون ضرورة دفن القتلى إسلامياً بغض النظر عن أي جهة انحازوا إليها في القتال. ويؤكدون أنهم يحرصون على مواراتهم الثرى رغم أن مقاتلي الثوار تقطع رؤوسهم وتلقى جثثهم على قارعة الطريق. ويتباهى المشيعون بتقديمهم واجب التشييع للقتلى رغم أنهم في حياتهم كانوا على الجانب المناوئ لهم، ويقول احدهم “هم في النهاية مسلمون، وعلينا أن نعاملهم معاملة إسلامية”. وتلف جثامين المقاتلين مع القذافي كما هو معتاد بالكفن الأبيض وربطة عند القدمين والجسم والرأس، فيما يتم وضع ما تبقى من متعلقات القتلى في حقيبة تحمل رقماً خاصاً، وعادة ما لا تعدو مجرد دينارات قليلة ورصاصة حمراء المقدمة. ويقول أحد المشيعين، إنه بعد انتهاء الحرب سيكون بإمكان أسر القتلى أن تأتي إلى حيث دفن أحباؤهم. وأخيرا تم إعداد الجثامين بانتظار الدفن، وعندها أخذ شاب يصلي تجاه القبلة. وبعد ذلك تحمل الجثامين إلى ساحة رمال تضم 12 صفاً إسمنتياً تضم أكثر من 650 من جثث مقاتلي القذافي. وبين لوح خشبي يشير إلى الرأس وآخر يشير إلى القدم يتم وضع رقم بين الإسمنت قبل ان ينشف بما يشير إلى هوية القتيل التي قد يستدل عليها من خلال ما وجد من أوراق أو هواتف أو بطاقات هوية. ويذكر أن الثوار يسيطرون منذ منتصف مايو على مدينة مصراتة التي تقع على بعد 200 كلم شرق طرابلس بعدما صدوا هجوما واسعا لقوات القذافي. وما زالت المدينة الساحلية التي كانت تضم نصف مليون نسمة قبل اندلاع الانتفاضة منتصف فبراير، تتعرض لقذائف قوات القذافي التي انسحبت لكنها تتمركز على بعد بضعة عشرات الكيلومترات منها. وينهمك المشيعون في عملية الدفن، وبينما يوارى الجثمان الثاني، رقم 422، الثرى في تابوت خشبي، تصل شاحنة أخرى تحمل 3 جثامين.
المصدر: مصراتة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©