الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الصين والهند تفوزان بعضوية نادي عمالقة التكنولوجيا

الصين والهند تفوزان بعضوية نادي عمالقة التكنولوجيا
15 أكتوبر 2006 00:16
إعداد - محمد عبدالرحيم: بلغ مؤشر داو جونز الصناعي مستوى مرتفعاً الأسبوع الماضي لم يشهده منذ عام ،2000 إلا أنه من المؤكد أن صناعة التكنولوجيا شهدت تغيراً دراماتيكياً منذ انفجار فقاعة الإنترنت· واتضحت طبيعة هذا التحول في تقرير جديد عن حالة الصناعة أفرجت عنه منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي (OECD) النادي الخاص بالدول الغنية· إذ كشفت القائمة الخاصة بالمنظمة لأكبر 250 شركة للتكنولوجيا في العالم قياساً على إيراداتها عن تحولين رئيسيين شهدتهما الصناعة في الفترة الماضية، أولهما أن هذه القائمة أصبحت تنطوي على عدد أقل من الشركات المصنعة وشركات الأجهزة والمعدات عما كان عليه الحال قبل خمس سنوات مضت وعن المزيد من شركات برامج المعلومات والخدمات· وثانيهما أن الشركات الآسيوية أصبحت وبشكل متزايد تحتل مكانة نظيراتها الأميركيات في القائمة· وكما ورد في مجلة الايكونوميست اللندنية مؤخراً فالشركات من الصين وهونج كونج والهند ظهرت لأول مرة في قائمة تصنيف هذا العام، كما أن أعداد الشركات من تايوان قد تضاعفت في القائمة الى أكثر من ثلاثة أمثالها (انظر الجدول أدناه)· وفي حقيقة الأمر فإن الصين لم تمثل بأرقامها الحقيقية في الجدول إذ أن العديد من شركات هونج كونج وتايوان درجت على أداء معظم أعمالها التجارية في داخل الأراضي الأم تماماً كما أن معظم كبريات شركات التكنولوجيا الغربية لديها عمليات كبيرة الحجم في الصين· وبالطبع فإن الصين أصبحت تعتبر الآن الدولة المصدرة الأكبر في العالم للسلع التكنولوجية (برغم أن معظم الأعمال تمارسها شركات أجنبية) ومحلياً فإن الصين سادس أكبر مشتر في العالم للخدمات والسلع التكنولوجية المتقدمة كما بات من المرجح أن تحتل المرتبة الثالثة بحلول عام 2010 خلف أميركا واليابان مباشرة· وفي نفس الأثناء فقد ازدادت إيراداتها من الخدمات وبرامج المعلومات بحوالى 50 في المائة في الفترة ما بين عامي 2000 و ،2005 لذا لم يكن من المستغرب أبداً أن نشهد عمالقة إنتاج برامج المعلومات في الهند أيضاً - مثل شركة تاتا لخدمات الاستشارات وشركة وايبرو وشركة انفوسيز وهي تحتل مكاناً لها في القائمة· والآن فقد بات من الواضح أن الصين والهند تتطلع معاً لكي تحتلا موقعاً متقدماً بين عمالقة التكنولوجيا في المستقبل على الرغم من أنهما تشهدان نوعاً من التباين والاختلاف في مسيرة كل منهما في التطور التكنولوجي· وفي الوقت الذي تؤم فيه الدولتان تعداداً سكانياً متقارباً فإن الصين تنفق مقداراً يزيد بمرتين ونصف مما تنفقه الهند على التكنولوجيا· بل إن الصين أصبحت السوق الأكبر في العالم لهواتف الموبايل وثاني أكبر سوق في العالم لأجهزة الكمبيوتر الشخصي· وبالإضافة لذلك ففي نهاية عام 2005 أصبح في الصين حوالى 110 ملايين مستخدم للإنترنت مقارنة بعدد 51 مليون مستخدم في الهند· أما اليوم فهنالك 430 مليون مستخدم لهاتف الموبايل في الصين مقارنة بعدد 120 مليون مستخدم في الهند، إلا أن كلا الدولتين يستخدم التكنولوجيا بسرعات متفاوتة وبطرق مختلفة أيضاً· إذ أن الريادة الصينية في هذا المجال تعود بشكل جزئي الى التنسيق الواضح بين مختلف الهيئات الحكومية إذ أن الاقتصاديات المركزية يصبح بإمكانها توجيه الموارد داخل المشاريع والإشراف على تنمية وتطوير كامل الصناعات بشكل أكبر مما هو متاح للديمقراطية والبيروقراطية التي تمضي ببطء وتعثر في دولة الهند· وفيما يختص بهاتف الموبايل فقد عمدت الصين الى إنشاء مشغل حكومي ثان بهدف منافسة الشركات الراسخة في الدولة بينما ظل المشغلون في الهند عالقين لسنوات طويلة في معارك قانونية بشأن الهيكل التنظيمي العقيم· وقد حاولت الصين أيضاً تطوير المعايير والمقاييس الفنية الخاصة بها بحيث تتمكن من تجنب دفع رسوم للشركات الأجنبية لقاء استخدامها الحقوق الفكرية الخاصة بهذه الشركات·وهنالك فرق آخر يتمثل في أن قوة التصنيع الصيني باتت تعني أن التكنولوجيا المتقدمة أصبحت متوفرة محلياً بتكلفة وأسعار منخفضة في الوقت الذي يتعين على الهند استيراد معظم هذه السلع التكنولوجية· لذا فإن الهند ظلت تركز أكثر على برامج المعلومات والخدمات والتي يمكن إيصالها عبر الشبكات بدون أن تعاني من التدخل البيروقراطي مثلما يحدث في شأن السلع المادية كالمعدات والأجهزة· إلا أن الشركات في كل من الصين والهند على حد سواء بدأت الآن في ترسيخ موطئ قدميها في وسط وشرق أوروبا واعتبارها كمنصبة منخفضة التكلفة قبل القفز باتجاه دول الاتحاد الأوروبي· أما أكثر النتائج التي خرج بها التقرير إثارة للدهشة تكمن في أنه وعلى الرغم من أن الإيرادات والإنفاق على البحث والتطوير قد ازدادت بحوالى 20 في المائة مقارنة بما كانت عليه في عام 2000 في جميع الشركات الـ 250 الأكبر في العالم في مجال التكنولوجيا إلا أن مستوى الاستخدام والتوظيف للعمالة ظل الى انخفاض، فهل يعني ذلك أن المزيد من الأتمتة أصبحت تضع الأفراد حتى في أكثر الصناعات تقدماً خارج دائرة الوظائف؟ لربما لم يحدث ذلك، فبدلاً من اعتبار أن الكثافة البشرية في صناعة التكنولوجيا قد انخفضت نجد أن العكس قد حدث حيث إن الشركات استمرت وبشكل متزايد في تعهيد عملياتها الى شركات متخصصة وأصغر حجماً معظمها في الصين والهند وتايوان وكذلك في الدول الغربية، وهي شركات لا تظهر بالطبع في قائمة الدول الـ 250 الكبرى في مجال وصف التكنولوجيا· وكنتيجة لذلك فإن أفضل وصف لبروز آسيا في الساحة التكنولوجية أنه بمثابة ''لحام'' للمنطقة في السلسلة الحديدية للتكنولوجيا العالمية وبشكل يحقق أيضاً الفوائد والمكاسب للشركات في مناطق أخرى من العالم·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©