الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أنامل غيث عبد القادر تتحدى الإعاقة وتبدع بخيوط النسيج

أنامل غيث عبد القادر تتحدى الإعاقة وتبدع بخيوط النسيج
23 يناير 2012
يمتلك ذوو الإعاقة قدرات عقلية وجسدية مميزة تمنحهم القدرة على إنجاز الكثير من الأعمال والإبداع فيها، ولكن ذلك يتوقف على حسن توجيه تلك القدرات إلى ما يتناسب معها من ألوان من العمل المفيد لذوي الإعاقة والمجتمع المحيط في آن. ينطبق هذا المفهوم على حالة غيث عبد القادر، الذي تم اكتشاف مهارته في استخدام النول وتنميتها ليفرز لنا منسوجات جميلة تعكس ما وصل إليه من إتقان في الصنع وحس فني جميل بعالم الألوان في تنسيق الخيوط المستخدمة في عمليات النسيج. عن حالة عبد القادر ذي الستة عشر عاماً يقول عصام سيد أخصائي التأهيل بمركز تنمية قدرات ذوي الاحتياجات الخاصة، إنه وعبر ورش العمل المتعددة التي ينظمها المركز، لفت غيث عبد القادر انتباه المشرفين إلى اهتمامه بالاشغال الفنية، وهو ما كان واضحاً حين كان يتصدى لعملية النسج باستخدام النول، حيث أظهر براعة غير عادية في تناسق الألوان وكأنه سبق له وأن درس الألوان وكيفية التوفيق بينهل لتعطي أشكالاً جمالية، غير أن ذلك لم يحدث، لأنه فعل ذلك بحكم الموهبة الفطرية التي تجلت من خلال استخدامه لآلة النول. ولفت عبد القادر إلى أن غيث قد تميز ببصمة فنية خاصة أعطته هويته الشخصية، فهو لا يشبه من حوله من أقرانه وكانت السمة الأساسية في اسلوب عمله الصبر والدقة المتناهية التي تشعرك وهو يعمل أنه يؤدي عمله باحتراف وليس مجرد هواية يسعى إلى تنميتها. وهذه السمات من صبر ودقة وقدرة على تنسيق الألوان، وهي الصفات التي تجمعت لدى الطالب جعلت من عبد القادر متميزاً في النسج على النول واظهار ابداعاته فيه. اليدان والساقان وعن بداية عبد القادر مع النول، قال سيد إنه في بداية تصدي عبد القادر للحياكة على النول عانى قليلا من مشاكل في كيفية ضبط اليدين مع الساقين، وعمل التوافق الحركي بينهما عندما بدأ العمل، ولكن مع استمرار التوجيه والتدريب اتقن هذه المهارة، حيث بدأ باول قطعه نسجيه من اختياره وهي عبارة عن علم الامارات ومن ثم توالى تدريب عبد القادر على بعض المهارات الاخرى للحياكة على النول مثل النسيج الوبري وظهر ذلك في قطعة نسجية عبارة عن شعار مركز تنمية القدرات، وهو المركز الذي نمى فيه هذه الموهبة وعن المستوى الذي وصل إليه عبد القادر حالياً، أكد سيد أنه صار يعشق العمل والحياكة على النول دون الشعور بالملل بل انه يشعر بالمتعة اثناء الحياكة ويكون في قمة سعادته عندما ينهي قطعة نسجيه، ويرى علامات الإعجاب على كل من يطالعها. من واقع التجربة ومن واقع خبرته في التعامل مع المعاقين أكد سيد على أنه يرى الشخص المعاق، إنساناً سوياً عاطفيا ووجدانيا حاله حال الأسوياء الآخرين ما لم تكن إعاقته شديدة جداً. ولهذا فهو يحتاج فقط اعترافاً ورعاية معقولة من ذويه ومجتمعه والى إتاحة فرصة بسيطة لإثبات وجوده فبالتعليم يستطيع المعاق إثبات قدراته وقابليته العقلية والإدراكية الكاملة التي يمتلكها والتي يمكن أن يتفوق فيها في كثير من الأحيان على أقرانه الأسوياء. وفي ذات السياق قال السيد إن تنوع أنشطة التأهيل المهنى للمعاقين من حياكة، طباعة، تشكيل بالصلصال، تريكو، نول، رسم وكلها تعزز من ثقة المعاق بنفسه، وإحساسه بذاته، وأن له دورا في المجتمع. وقال إن النول من اهم الوسائل التي تساعد على تنمية قدرات ومواهب ذوي الاعاقات الذهنية فهو يساعد على الجلوس لفترة زمنية طويلة، كما انه يساعد بنسبة كبيرة على تأذر العين مع اليد، وبصورة غير مباشرة فهو وسيلة مهمة من وسائل العلاج الوظيفي، فهو يقوم بتمرين وشد الساقين والذراعين ويمرن بصورة كبيرة اليدين والاطراف (الاصابع). احترام الآخرين من جانبه أشار حسام صابر إبراهيم المشرف التربوي بالمركز إلى أن الشخص المعاق هو إنسان أولا ولديه إعاقة ثانيا والإنسان يجب ادماجه في المجتمع عن طريق حياة اجتماعية وحياة مهنية، والحياة المهنية ضرورية كذلك لكل إنسان فله الحق في العمل لما يعود عليه من تحقيق فوائد عديدة منها المشاركة في عمل منظم، فهو اجتماعيا يكتسب احترام الآخرين، ونفسيا يكتسب احترام ذاته، واقتصاديا يكتسب تحقيق دخل ثابت لمواجهة الحياة، أى يكتسب عائدا ماديا. وأوضح صابر أنه من الطبيعي أن يمر الفرد المعاق عقلياً بخبرات متكررة من الفشل بسبب ضعف قدراته العقلية فهو لا يستطيع القيام بالأعمال التي يقوم بها أخوته العاديون في مثل سنه ويعتمد على الآخرين في تصريف شؤونه.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©