حلقة نقاشية ومحاضرة تستعرضان دور الحركة الثقافية في المجتمع

تواصلت أمس الأول الثلاثاء في صالة ''جاليري وان'' بقصر الإمارات في أبوظبي فعاليات برنامج ''حوار الفنون'' الذي تقيمه شركة التطوير والاستثمار السياحي في أبوظبي بالتعاون مع الأكاديمية الملكية البريطانية للفنون في لندن· وضمت فعاليات البرنامج حلقة نقاشية بعنوان ''تكوين الثقافة العامة، الفنانون والمؤسسات وجمهور الفن''، ومحاضرة بعنوان ''أكاديميو الأكاديمية الملكية ومعرض الصيف'' للفنان همفري اوشن، وشارك في الحلقة النقاشية مبارك حمد المهيري مدير عام هيئة أبوظبي للسياحة وزكي نسيبة نائب رئيس هيئة أبوظبي للثقافة والتراث والدكتور تشارلز سومرز سميث الرئيس التنفيذي وأمين الأكاديمية الملكية للفنون في لندن والفنان البريطاني همفري اوشن من الأكاديمية الملكية· تناولت حلقة النقاش التي أدارها زكي نسيبة الاتجاهات المعاصرة ودور المؤسسات الثقافية في تشكيل الحالة الإبداعية والرعاية الثقافية في المجتمع وبحثت في العلاقة بين العناصر المختلفة المكونة لعالم الفن الحي· استهل مبارك المهيري الحوار بالحديث عن التحديات التي واجهت هيئة أبوظبي للسياحة في محاولة ترسيخ مؤسسة ثقافية فقال: كان همنا الحقيقي منذ البداية أن نجعل أبوظبي عاصمة للثقافة في المنطقة بالرغم من أن هذه الرحلة تبدو طويلة وشاقة، لكن حكام الدولة وأبوظبي ينظرون بأفق واسع وبطموح يصل إلى مديات شاسعة وإلى ما يقرب من 20 سنة مستقبلية كي نحقق ما نبتغي تحقيقه· وأضاف المهيري: أقمنا معارض محلية ودولية ولكننا نعترف بالقصور في بناء البنية التحتية إلا أن هذا لا يمنع من أن نقول إن لدينا فنانين موهوبين سيكونون عماد هذه البنية وقاعدتها الأصيلة والراسخة· ونوه إلى أن ''شركات التأمين - في البداية - لم تفهم ما نريد عمله، لذا واجهتنا تحديات نعتقد بأنها بسيطة، ولأننا لا نمتلك متاحف فإن المهمة الأولى هي تشييد هذه المتاحف التي ستكون شراكة بيننا وبين الخبرات العالمية''· وأضاف: وكما أشار تشارلز سميث أمس في محاضرته الى ان أحد نجاحات الأكاديمية الملكية هي رعايتها من قبل الدولة البريطانية، ونحن نؤكد أن رعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ليس لها حدود، حيث نجد الدعم الكامل من دولتنا التي تدفعنا قدماً لبناء علاقات طويلة، ولهذا وقعنا اتفاقيات كثيرة تخدم بناء قاعدة سليمة وقوية لتطوير الفن في الدولة· وأجاب المهيري عن تساؤل حول استيراد الحضارة الغربية وأهمية بناء حضارة محلية وما دور الهيئة في ذلك قائلاً: إن متحفي اللوفر وجوجنهايم ليسا غربيين، صحيح أن هناك شركاء من الغرب، إلا أننا يجب ألا نفهم الأمر بسياق مختلف، انهما متحفان سيعبران عما هو موجود في أبوظبي من إنجاز ثقافي وإبداع فني· وأضاف: اننا لا نستورد متاحف بل نستورد خبراتها، لذا فإننا لن نجد ثقافة مستوردة بقدر ما نجد ثقافة أبنائنا فيها، والدليل على ذلك أن المعنيين في جوجنهايم سيأتون في 7 و8 و9 من مارس المقبل للتحاور مع الفنانين الإماراتيين· وأكد المهيري أن إقامة متحف ''تعابير إماراتية'' الذي يضم أعمال الفنانين الإماراتيين فقط، خير دليل على أن هيئة أبوظبي للسياحة وضعت خطواتها على الطريق الصحيح، إذ أن هذا المعرض المقام حالياً في ''جاليري وان'' في قصر الإمارات يعتبر أنموذجاً لأعمال ضخمة مستقبلية تعمد إلى إقامتها· من جانبه قال سميث: إنه من الرائع جداً أن نرى المشاريع الفنية في أبوظبي من أجل إنشاء مجتمع ثقافي في وقت قصير نسبياً من أجل تأسيس حركة ثقافية مهمة، حيث تأتي كبرى الثقافات العالمية الى ابوظبي، لذا أجد أن مشاركة الجمهور بالثقافة المعاصرة وفي تنظيمها يعتبر إنجازاً، ومن المهم في هذا التوجه تأسيس ثقافة نشطة مع الرعاة وأصحاب رؤوس الأموال في العالم وإدماجهم بالفن· وسبق حلقة البحث أن ألقى الرسام البريطاني همفري اوشن محاضرة تحدث فيها عن معرض الصيف في بريطانيا كحدث سنوي لعب دوراً أساسياً في تاريخ الأكاديمية الملكية منذ تأسيسها عام ،1768 وحافظ على أهميته كمعرض للفن المعاصر متفتح على التجارب الإبداعية، كما تحدث عن تجربته كونه منسقاً لمعرض صيف ،2008 واستخدم همفري شاشة كبيرة وسط قاعة المحاضرة عرض من خلالها أعمال الرسامين والنحاتين المشتركين في المعرض الصيفي في الأكاديمية التي بلغ عددها 2000 قطعة اختيرت من بين 10 آلاف عمل قدمت الى المعرض وتم فحصها من قبل 10 أكاديميين متخصصين· كما استعرض اوشن أغلب صالات المعرض الصيفي موضحاً فضاءات العرض ومفصلاً ما تحتويها من أعمال·