الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

من قصص العرب

14 أكتوبر 2006 23:54
ماذا فعلت بزاهدٍ متعبد! الدارمي يروِّج لبضاعةً كاسدةً بالشعر قُلْ لِلْمَليحةِ في الخِمارِ الأسْوَدِ ماذا فعلتِ بزاهدٍ مُتَـعَبِّدِ قد كان شَمَّرَ للصلاةِ ثيابَـهُ حتى خَطرْتِ له ببابِ المَسْجِدِ رُدّي عليهِ صلاتَهُ وصيامَهُ لا تَقْتُليـهِ بِحَقِّ دينِ مُحَمَّـدِ ما من أحد لم يترنم طرباً وهو يسمع هذا الشعر يسيل عذوبة من فم المطرب العراقي ناظم الغزالي، ففيه وصف هائل لما يمكن أن يفعله المحب بالحبيب ولقوة الحب وسطوته· لكن هذه الأبيات الشعرية الجميلة لا تعدو أن تكون صناعة جيدة لشاعر متمكن أراد أن ينقذ رجلاً من الخسارة، وأن يعينه في بيع بضاعته ليس إلا! يروي الأصمعي أن رجلاً عراقياً قدم بعدْلٍ من خُمُر (جمع خمار) من العراق إلى المدينة، فباعها كلها إلا السّودْ· فأصابه الحزن والغم وشكا حاله إلى التجار الذين أشاروا عليه بالذهاب إلى الشاعر مسكين الدارمي (ربيعة بن عامر وكان شاعراً شريفاً من سادات قومه) ليجد له حلاً لمشكلته هذه· فذهب العراقي إلى الدارمي وشكا له حاله· وكان الدارمي قد تنسَّكَ وترك الشعر ولزم المسجد، فقال: ما تجعل لي على أن أحتال لك بحيلة حتى تبيعها كلها على حكمك؟ قال: ما شئت· فعمد الدارمي إلى ثياب نُسْكِهِ، فألقاها عنه، وعاد إلى مثل شأنه الأول، وقال هذه الأبيات الشعرية ودفع بها إلى صديق له من المغنين، فغناها· وشاع هذا الغناء في المدينة، وقالوا: قد رجع الدارمي، وتعشق صاحبة الخمار الأسود، فلم تبق مليحة بالمدينة إلا اشترت خماراً أسود، وباع التاجر جميع ما كان معه، فجعل إخوان الدارمي من النُسّاك يلقون الدارمي فيقولون: ماذا صنعتْ؟ فيقول: ستعلمون نبأه بعد حين، فلما نَفِدَ ما كان مع العراقي رجع الدارمي إلى نُسْكِهِ ولبس ثيابه·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©