السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الاكتشاف المبكر يساعد على دمج «المتوحدين» في المجتمع

الاكتشاف المبكر يساعد على دمج «المتوحدين» في المجتمع
23 يناير 2012
قالت عائشة المنصوري مديرة مركز أبوظبي للتوحد التابع لمؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة، إن التوحد مرض يصيب الجهاز التطوري للطفل، ويظهر خلال السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل ويلازمه مدى الحياة، ويؤثر على النمو الطبيعي للمخ فيما يتعلق بالحياة الاجتماعية ومهارات التواصل مع المجتمع الذي يعيش فيه، وهذا يتطلب فريق علاجي متكامل، وخطط بعينها يتم تنفيذها من خلال مؤسسات وهيئات متخصصة تعرف جيداً كيفية التعاطي مع هذا المرض الذي تعتبر أسباب الإصابة به مجهولة إلى حد كبير حتى الآن. أوضحت عائشة المنصوري مديرة مركز أبوظبي للتوحد التابع لمؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة، أن انجح البرامج العلاجية هي التي تتم مع الاكتشاف المبكر ووضع البرنامج التعليمي والتأهيلي للمصابين به، مشيرة إلى أنه مع توافر أعضاء الفريق العلاجي والتأهيلي لمصابي التوحد، ينبغي أن يتم توزيع الأدوار بحيث ينفذ كل منهم الدور المطلوب منه، لأن هناك فريقا متعدد التخصصات يعمل مع الطالب و يتكون الفريق من (المدرس والاخصائي النفسي والاخصائي الاجتماعي ورئيس التعليم و التدريب ومدرسين الانشطة الرياضية و الفن و الموسيقى، وولي الأمر و كل من له صلة بالتعامل مع الطالب في تنفيذ الخطة التعليمية الخاصة به. تواصل مستمر إلى ذلك أكدت المنصوري ضرورة وجود سمات محددة في المرشدين والمعلمين المختصين بالتعامل مع المتوحدين بوصفهم أهم عناصر الفريق العلاجي، ومن تلك السمات، أن يكون متخصصاً في التربية الخاصة وفي مجال اضطراب التوحد وعلى دارية كاملة بكيفية التواصل و التفاعل مع أطفال التوحد ولدية القدرة على الصبر والتحمل وانه يستطيع تكوين علاقة قوية مع الأطفال ولديه المعرفة في استخدام البرامج المعتمدة في مجال التوحد، ويجب عليه أن يطور نفسه ذاتياً من خلال الاطلاع و القراءة على الكتب المختصة و حضور والمشاركة في البرامج التدريبية والمؤتمرات الخاصة بالتوحد، حتى يكون على تواصل مستمر بأحدث الأساليب العلاجية والخطط المتبعة في التعامل مع المتوحدين إلى أن يتم دمجهم في المجتمع بشكل كامل. وفيما يتعلق بمركز أبوظبي للتوحد، والكيفية التي تتيح للمرضى المصابين بالتوحد الاستفادة من الخدمات التي يقدمها المركز، بما يعود بشكل إيجابي على كل من الطالب وأسرته والمجتمع، ذكرت المنصوري أن المركز يقدم سبع خدمات معتمدة للاطفال المصابين باضطراب التوحد، وهي: خدمة التقييم والتشخيص، خدمة التدخل المبكر، خدمة التعليم، خدمة التدريب و التأهيل، خدمة الرعاية الصحية و النفسية و الاجتماعية، خدمة الدمج و خدمة التوظيف. هنا أشارت المنصوري إلى نقطة بالغة الأهمية بالنسبة لأولياء الأمور، تتمثل في أنه كل ما كان تقديم الخدمات في سن مبكر استفاد الطلاب بشكل كبير من الخطط العلاجية المختلفة، وصارت لديهم القدرة على الاعتماد على انفسهم بشكل أكبر مقارنة بالذين تقدموا في أعمار متأخرة للمركز، كما تقل عندهم السلوكيات المرفوضة من قبل الأسرة والمجتمع، وهذا يسهل عملية الاندماج في المجتمع بنسبة كبيرة. وعن الخبرات والفوائد التي تكتسبها الأسرة من التوجه إلى مركز أبوظبي للتوحد، أكدت المنصوري على أن الأسرة تحصل علي معلومات علمية وفيرة مرتبطة باضطراب التوحد وكيفية التعامل مع أبنائهم، وكذلك يحصل أولياء الأمور على التدريب المناسب لهم في التعامل مع اضطراب التوحد. برامج متخصصة تابعت المنصوري تناولها للتوحد ومشكلاته قائلة، إن اختلاف البرامج العلاجية المخصصة تختلف بجسب كل فئة عمرية أو شريحة مرضية وهي برامج عالمية معتمدة وموحدة، ومنها برنامج تيتش، برنامج لوفا، برنامج بيكس، برنامج تحليل السلوك. وجميع هذه البرامج تستخدم لوضع البرنامج الخاص لكل طالب بناء على نقاط القوة و الضعف عند الطفل المصاب بالتوحد، باعتباره المحور الرئيسي في كل العمليات والخطط العلاجية المرتبطة بهذا النوع من الاضطراب. وانتقلت المنصوري إلى استعراض سبل دمج المتوحدين في المجتمع، مبينة أن وسائل دمج أطفال التوحد في المجتمع متعددة وكثيرة، ولكن الخطوة الاولى هي تعريف ونشر كل ما يتعلق بإعاقة التوحد في المجتمع بشكل عام وفي المجتمع المدرسي بشكل خاص لأننا نعمل علي دمج الطالب دمجاً اجتماعياً حسب الفئة العمرية للطالب في المدارس الحكومية والعمل على تشجيع الطلاب على تقبل الطالب وفهم حالته والاعراض والسلوكيات المرتبطة باضطراب التوحد، ومن أشهر أساليب الدمج المتبعة داخل المدارس، الرحلات الترفيهية ولتعليمية بما تيسره من فرص دمج للمصابين بالتوحد مع أقرانهم العاديين، وتعويد الأطفال العاديين على التعامل مع مصابي التوحد بشكل سليم. كما أوضحت المنصوري أن طبيعة الفعاليات وورش العمل التي يتم تنظيمها في مجال التوحد، تعد بطريقة مناسبة للاطفال المصابين لاضطراب التوحد، بحيث يتم إشراكهم مع أقرانهم من الطبيعيين سواء كانت أنشطة رياضية كالسباحة والجري أو فنية كالرسم أو الموسيقى، وبالنسبة لورش العمل يتم تنظيمها بناء على حاجة المجتمع من الورش العلمية أو حتى تقديم ورش تطبيقية بالتفاعل مع الطلاب انفسهم. طبيعة التوحد وقدمت المنصوري مجموعة من النصائح للمجتمع في طرق التعامل مع المتوحدين، حددتها فيما يلي: أولا فهم طبيعة التوحد و كذلك السلوكيات والأعراض التي يتسم بها أطفال التوحد، والتقرب منهم بطريقة طبيعة، محاولة التواصل معهم من خلال التفاعل في الأنشطة، والانتباه لحركات أجسادهم واستخدام استراتيجيات علمية في التعامل معهم في المجتمع. وحول ما ينبغي عمله من جانب الوالدين والأهل داخل المنزل للتعامل مع المتوحدين والمساهمة في تنمية قدراتهم، لفتت إلى أهمية تنظيم بيئة البيت خاصة غرفة الطالب وتشجيع الاخوة والاهل في مشاركة الطالب في الانشطة المتعلقة بالاسرة والعمل على تطبيق نفس البرامج المطبقة في المركز ومشاركته في انشطة مسائية تزيد من قدرته على الاندماج. وفيما يتعلق بالكيفية التي يمكن من خلالها للوالدين أن يعرفا أن ابنهما مصاب بالتوحد، بينت المنصوري أن الأعراض تبدأ في البروز من سن 18 شهر حتى 3 سنوات، حيث تلاحظ الأسرة أن الطفل لم يعد يكرر الكلمات التي تعلمها أو المهارات التي اكتسبها قبل 18 شهرا ويكون الطفل كثير البكاء والصراخ لأنه لا يستطيع التعبير عن حاجاته حتى لو كانت مشبعة وأيضًا يكون غير اجتماعي منعزل عن الأسرة ويتوتر ويخاف من أشياء طبيعية. هنا يجب أخذ الطفل إلي اختصاصي أطفال لتحديد إصابته بالتوحد أو غيره من الأمراض التي قد تؤدي إلى تلك الأعراض.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©