الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دار الكتب الوطنية.. نهر من المعرفة يتذوق عسله 5 ملايين قارئ

دار الكتب الوطنية.. نهر من المعرفة يتذوق عسله 5 ملايين قارئ
12 أغسطس 2013 17:49
تشغل دار الكتب الوطنية التابعة لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، مساحة مميزة على الخريطة الثقافية، وتعد مع فروعها واحدة من أهم المكتبات العامة في دولة الإمارات، فإلى جانب كونها الأقدم فهي تعد الأوسع انتشاراً، حيث تتواجد فروعها في أنحاء الإمارة المختلفة ووسط الأحياء السكنية، أو في المراكز التجارية الكبرى، حيث يتوافر للأهالي بمختلف أعمارهم واهتماماتهم سهولة الوصول إلى مصادر المعرفة بأشكالها المختلفة، أو قواعد المعلومات المتاحة للباحثين، وهي خطة بعيدة المدى وضعتها الهيئة لتنفيذ هدفها في جعل الثقافة والمعرفة أولوية كل فرد في المجتمع. أبوظبي (الاتحاد) - حول أهمية المكتبات وتواجدها، يقول جمعة القبيسي المدير التنفيذي لقطاع المكتبة الوطنية في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة كما هو معروف عن المكتبات العامة أنها جامعات شعبية، لما تقوم به من دور هام في توفير مصادر متنوعة للمعلومات والمعارف لجميع أعضاء المجتمع، فإننا في دار الكتب الوطنية عملنا على تنفيذ خطة طموح للوصول إلى كافة شرائح المجتمع من خلال شبكة مكتبات متكاملة تغطي الأماكن السكنية الرئيسية في إمارة أبوظبي”. وأضاف “إن تنفيذ هذه الخطة سيمكننا من تحقيق أهداف الهيئة الثقافية المتمثلة في أن تكون القراءة ممارسة يومية عند الجميع، فوجود المكتبات وسط الأحياء السكنية والمجمعات التجارية وعبر برامجها التفاعلية المفتوحة، تعمل على إكساب عادات ثقافية تثري الحياة وتساعد على تنمية الذات والمهارات بشكل شخصي، وهي منظومة متكاملة نعمل على ترسية ركائزها من خلال مشاريع ومبادرات مختلفة تشجع التنوع الثقافي والحوار الفكري. حفظ التراث وجاءت فكرة إنشاء دار الكتب الوطنية في فترة مبكرة من تأسيس الدولة، لتقوم بمهمة جمع وحفظ التراث الفكري الوطني، فقد صدر عام 1981 القانون رقم (7) لإنشاء مجموعة من المؤسسات الثقافية ضمن ما عرف وقتئذٍ بمجمع المؤسسات الثقافية والوثـائق، والذي تغير اسمه إلى المجمع الثقافي في عام 1984 بمقتضى القانون رقم (6) وفي عام 2005 صدر قرار بإحلال هيئة أبوظبي للثقافة والتراث محل المجمع الثقافي بمقتضى القانون رقم (28) لسنة 2005، ومع دمج هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة في مطلع عام 2012، استمر عمل دار الكتب الوطنية بعد ثلاثة عقود تبلورت فيها مهمة الدار كمؤسسة فاعلة في إثراء المشهد الثقافي المحلي، واتسع دورها ليشمل دعم مشاريع الترجمة والتأليف وتقدير المبدعين. الدوريات والمخطوطات وبدأت الدار في تقديم خدماتها للجمهور اعتباراً من أبريل 1984 وتطورت مجموعاتها لتصل إلى قرابة أربعة ملايين مجلد تشمل الكتب والدوريات والمخطوطات والمواد الإلكترونية. اليوم تنتشر أفرع دار الكتب الوطنية في عدة مواقع من إمارة أبوظبي، وكل موقع يقدم خدمات مكتبية شاملة بدءاً من نظام العضوية الذي يُمكن مرتادي المكتبة من استعارة المواد المسموح بإعارتها طبقاً لنظام خاص يسمح بإعارة ثلاثة كتب عربية أو كتابين من اللغات الأخرى في المرة الواحدة، ولمدة 15 يوماً يمكن تجديدها. كما تمكن المكتبة روادها من استخدام مجموعة من قواعد البيانات للحصول على معلومات وبيانات وإحصائيات في مختلف المواضيع، فمثلا توفر قاعدة بيانات Ebsco الوصول إلى أكثر من 3500 دورية بنصها الكامل إلى جانب آلاف من مقالات الدوريات وأعمال المؤتمرات وحلقات البحث. كما يمكن للمهتمين بالتراث العربي المخطوط البحث في أكثر من 4000 مخطوط نادر بين أصلي ومصور، وبعضها يقدر عمره بأكثر من 700 سنة، حيث يتيح قسم المخطوطات في المكتبة الاطلاع على هذه الكنوز المفهرسة ويجري حالياً إدخال الفهرسة الإلكترونية للمخطوطات وربطها بالنظام الإلكتروني للمكتبة (السمفوني). قلب أبوظبي يقع المقر الرئيسي لدار الكتب الوطنية في العاصمة الإماراتية أبوظبي، وتتوسط المكتبة مجموعة من المدارس والجامعات في منطقة معسكر آل نهيان السكنية. وتحتوي هذه المكتبة على مجموعة من المراجع الحديثة باللغتين العربية والإنجليزية وعدد من اللغات العالمية، إضافة إلى مجموعات من الكتب التي تغطي كافة مناحي المعرفة الإنسانية والدوريات العامة والمتخصصة، ويبلغ عدد العناوين المتوافرة فيها 22 ألف عنوان تقريباً. وتقدم المكتبة خدمات الإعارة والتصوير والإرشاد المرجعي المرتبط بكيفية استخدام الفهارس الآلية وطريقة استخدام المراجع والمصادر الخاصة بموضوع معين، إضافة إلى توفير أجهزة الخدمة الذاتية التي تتيح للزائر القيام بعمليات الاستعارة والبحث دون الاستعانة بأمين المكتبة. وفي منطقة البطين السكنية الهادئة تقع مكتبة الأطفال، وهي مكتبة متخصصة ومقسمة إلى قسمين، الأول للأطفال من سن 5 إلى 10 سنوات، والثاني من سن 10 إلى 15 سنة، وكل قسم يخصص زاوية لقصص الأطفال وأقسام خاصة للمواد العلمية والمراجع إلى جانب غرف منفصلة لمختلف النشاطات التعليمية والقراءة. تعمل المكتبة على ربط العملية التعليمية بالتنمية الثقافية، ورفد الأطفال والناشئة بمختلف المعارف التي تساعد في تكوين شخصيتهم وتشجع الإبداع لديهم، وتصقل مواهبهم وذلك عبر التواصل مع المدارس لتنسيق الأنشطة المختلفة مثل فعاليات القراءة، والأنشطة التراثية والبيئة وغيرها من دورات وورش عمل. الحدائق بالتعاون مع بلدية مدينة أبوظبي، تقوم دار الكتب الوطنية بتجهيز عدد من المكتبات في الحدائق العامة، وهي بادرة للاستفادة من الأماكن الترفيهية بالقرب من الأحياء السكنية للوصول إلى جميع أفراد المجتمع، وميزة هذه المكتبات أنها تقدم المعرفة والعلم في إطار الحدائق المنسقة، وتستثمر جهود الجهتين لتقديم خدمات تعليمية وتثقيفية وترفيهية في نفس الوقت للعامة. وتعد مكتبة متنزه خليفة الواقعة على الطريق الشرقي في أبوظبي والتي ستفتتح قريباً من المكتبات الهامة في العاصمة، فهي تضم مجموعات مختارة من المؤلفات التي تغطي فروع المعرفة الإنسانية المختلفة باللغتين العربية والإنجليزية ويصل مجموع العناوين فيها إلى حوالي 30 ألف عنوان، كما تضم المكتبة مجموعة المؤلفات عن الإمارات والخليج العربي التي تقدر بحوالي 21 ألف عنوان باللغتين العربية والإنجليزية، بينها مجموعة منوّعة من الوثائق الخاصة بالدولة، والدوريات الصادرة في دول الخليج العربي والصادرة عن الجامعات ومراكز البحوث، والرسائل الجامعية التي تتناول موضوعاً يتعلق بالمنطقة. وتضم مجموعة من الكتب النادرة، كما تضم أهم المكتبات الخاصة التي تقتنيها الدار، والتي تضم عدداً كبيراً من الكتب معظمها من الطبعات النادرة والقيمة، وتحتوي على عدد من عناوين الصحف والمجلات القديمة وعدد من المخطوطات الأصلية وبعض المصورات النادرة. وفي حديقة الباهية قامت دار الكتب الوطنية بافتتاح مكتبة تضم 17 ألف عنوان بين كتب عربية وإنجليزية ودوريات ومواد سمعية وبصرية، إلى جانب الكتب والدوريات الإلكترونية. وخصصت المكتبة جزءاً كبيراً منها لكتب الأطفال والناشئين، كما أن هناك جناحاً مخصصاً لإصدارات هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة. المراكز التجارية في خطة للوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من المجتمع، قامت دار الكتب الوطنية بافتتاح أفرع لها في المراكز التجارية الكبرى في الإمارة، وهي خطوة تجعل من السهل الوصول إلى المعرفة حتى في أوقات الترويح عن النفس والتبضع. فقد أسست الدار مكتبة في مركز مزيد التجاري في مدينة محمد بن زايد بأبوظبي، وهي مكتبة كبيرة تضم أكثر من 24100 عنوان من مختلف مجالات المعرفة عدا الكتب الطبية، وغالبيتها باللغة العربية. أما قسم الأطفال فهو يضم 1948 عنواناً، وقد تمّت إضافته نظراً للكثافة السكانية العالية في هذه المنطقة، ووجود عدد كبير من مدارس التعليم الأساسي وتقوم المكتبة بتنظيم أنشطة موجهة للأطفال بشكل دوري مثل إقامة الألعاب التعليمية، وعروض مسرح الدمى، والعروض السينمائية ورواية القصة، كما تقدم برامج للوالدين لتنمية المهارات القرائية لأطفالهما. وفي مدينة العين، اختارت الهيئة إقامة مكتبتها في مركز العين التجاري (العين مول) الذي يقع في وسط المدينة وبالقرب من الأحياء السكنية. وتضم هذه المكتبة 40 ألف عنوان، تتبع تصنيف الكونجرس في الفهرسة، وتغطي كافة مناحي المعرفة، باللغتين العربية والإنجليزية، وكتب الأطفال إضافة إلى المواد السمعبصرية، وتوفر خدمات الإعارة والإنترنت، ونافذة لبيع الكتب، وخلوات للدراسة الفردية، وقاعة كبيرة لتنظيم الأنشطة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©