على «جزيرة السعديات» تتربع تحف معمارية فريدة تبدو كأنها عائمة على البحر، وتحت قبة وزنها 7 آلاف طن، تجتمع حضارات العالم وتروي 12 فصلاً مثيراً عن حكاية الإنسان على مرّ الأزمان، فتستكشف حلقات الوصل بين الأمم تجسدها 600 قطعة فنية من عصورِ ما قبل التاريخ، مروراً برحلة عبر الحضارات المتعاقبة، وصولاً إلى إبداعاتِ فنانين معاصرين في «متحف اللوفر–أبوظبي».
منذ أيام حظيت بزيارة اللوفر؛ تأمّلت بانبهار لوحاتٍ وقطعاً فنية تحكي الحكاية والرواية بشهود تحت سقف واحد، فشرد ذهني في السؤال البديهي: «أنا... من أنا»، فينطق كل ما في المتحف من تفاصيل بلسان حالي: «أنا إنسان، والإنسانية هي الشيء الوحيد الذي يجمعنا»، وكذلك أجاب ياسر حارب: «أنا بداية جديدة، أنا فكرة مختلفة، يتراكم التاريخ ويقترب هنا، حيث لا فرق بين الألوان إلا في الجمال، ولا بين الأعراق إلا في الاعتدال، نحن الواصلون بين من كانوا ومن سيأتون...»
يدير المتحف «دائرة السياحة والثقافة»، في شراكة عصرية مع متحف اللوفر بباريس، وهو واحدٌ من ثلاثة متاحف رئيسة عالمية ووطنية تتجاور في المكان نفسه، «متحف اللوفر» و«متحف الشيخ زايد» و«متحف جوجنهايم»، لتكتمل عناقيد الحضارة بقاعدة ثقافية ملهمة.
![]() |
|
|
|
![]() |
اللوفر أبوظبي ليس كأي متحفِ، إنه حلقة وصلٍ وجسر حضاري عابر للزمان والمكان والإنسان والبنيان، يؤكد أن الرابط المشترك بين الماضي والحاضر والأعراق والأجناس هي «الإنسانية»، وما اللوفر إلا جزءٌ من جدارية حضارية شديدة الخصوصية، تؤطر لنهضة ثقافية نوعية تشهدها عاصمة النور العربية أبوظبي، حيث عناق الحضارات.