الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

البيئة المدرسية الجاذبة أهم عوامل التكيف والتوافق الدراسي

البيئة المدرسية الجاذبة أهم عوامل التكيف والتوافق الدراسي
30 أغسطس 2014 20:09
اليوم يعود الطلاب بمختلف مراحلهم الدراسية إلى مقاعد الدراسة لبدء عام دراسي جديد. ولا أظن أن هناك في عالم الكبار من ينسى انطباعات وانفعالات اليوم المدرسي الأول. ومن الأمور اللافتة أن تؤكد كثير من الدراسات التربوية أهمية الأيام الأولى للطفل الذي يلتحق بالمدرسة لأول مرة، أو للذين ينتقلون إلى مراحل دراسية تالية. وربطت دراسات عديدة بين المناخ المدرسي وأساليب التعامل مع الصغار الجدد، وبين التوافق الدراسي، ومن ثم مستوى التحصيل المدرسي الذي يشكل نوعية المخرجات التعليمية في النهاية. من الطبيعي أن تتكون لدى الأطفال في اليوم الأول صورة وانطباعات أولية عن البيئة المدرسية يحملها معه طيلة العام، وتؤثر في علاقته بالمدرسة وتحصيله الدراسي. فالمسؤولية المدرسة الأولية تتمثل في غرس الإحساس بالراحة والأمان في نفسية الأطفال منذ اللحظة الأولى، التي يتواجد فيها الطفل على مقعد الدراسة بعيداً لعدد معين من الوقت عن الأسرة للمرة الأولى، وتسعى أن تكون علاقة وطيدة من الألفة والراحة والطمأنينة والود بين الطفل ومدرسته، كما تعمل على تيسير توافق الطفل مع عناصر مجتمعه الجديد من طلاب ومعلمين وإداريين، ومن ثم تحقيق التكيف المنشود مع الجو المدرسي. إعداد مبكر الاختصاصية التربوية خولة المرزوقي، تؤكد أن التهيئة والاستعداد النفسي للطالب مسؤولية مشتركة بين الأسرة والمدرسة فكلاهما له دور كبير وإيجابي في عملية التحول والانتقال. وتلعب الأسرة دورا هاما في تهيئة أبنائها لبدء العام الدراسي الجديد سواء كانوا جدداً أو قدامى، ومساعدتهم على تكوين اتجاهات نفسية إيجابية نحو المدرسة أو المرحلة الدراسية الجديدة التي التحق بها، وذلك من خلال التشجيع والحديث الإيجابي عن المدرسة ومناقشة أي تغيرات في الوضع سواء الانتقال من صف إلى آخر أو من مرحلة إلى أخرى أو من مدرسة إلى أخرى، من دون أن نشعرهم بالخوف أو التوتر، ومن الأهمية أيضاً إعداد الطفل للاعتماد على نفسه وتعليمه وتعويده على خلع حذائه وملابسه وارتدائها بمفرده، وتجهيز أدواته والحفاظ عليها وتسميتها بأسمائها، ومعرفة أماكنها واستعمالاتها. كما يجب تدريبه على مهارات الاختلاط بالأطفال والتعامل معهم ويسهل ذلك بتوفير فرص عديدة للاختلاط بالأقران ممن هم في سنه من أبناء الجيران أو الأقارب أو الأصدقاء، كما يجب تحذيره من العبث وهو في الحافلة المدرسية، وتجنب المخاطر، وعدم تلقى حلويات أو هدايا ممن لا يعرفهم، أو الاستجابة لهم أو الخروج معهم دون علم معلمة الصف أو إدارة المدرسة، مع مراعاة عدم تخويفه بشدة حتى لا يصيبه الفزع والخوف». البيئة المدرسية كذلك ترى رقية الحمادي «معلمة» أن دور المدرسة يبدأ منذ اللحظة الأولى التي يتواجد فيها الطفل في المدرسة، وذلك من خلال الاستقبال الجيد بالترحيب والتعارف فيما بينهم وبين مدرسيهم وممارسة الأنشطة الترفيهية والأناشيد الترحيبية والعروض المسلية الهادفة المحببة بالمدرسة، وتزيين المدارس والصفوف بشتى أنواع الزينة والألوان الجميلة والجذابة، بحيث يضفي على الجو العام داخل المدارس مشاعر الفرح والبهجة، والسماح لأولياء الأمور مرافقة أبنائهم في اليوم الأول وخصوصا الجدد منهم، وأيضا من خلال إعطاء صورة مبسطة وواضحة للطلاب عن المرحلة الجديدة أو الصف الجديد ومتطلبات هذا المرحلة مع تجنب خلق أي توتر وخوف بالنسبة إلى ما هو جديد. وتضيف الحمادي: «إذا كان يلتحق بالمدرسة للمرة الأولى، أما إن كان قد انتقل إلى صف أو مرحلة لاحقة فيجب متابعة اهتمامه وإشعاره بمدى الاستمتاع بالمرحلة الجديدة، والعمل على بناء جسور الثقة بين الابن ومدرسته وزملائه ومعلميه، وتعويده النظام واحترام الوقت والعمل منذ اليوم الأول من الدراسة، ومراجعة سلوكياته ومواقفه المتوقعة خلال اليوم الدراسي، والتأكد من استيعابه المفاهيم البسيطة للحماية الذاتية، وبناء جسور الحوار والصراحة بينه وبين معلمته وأسرته. البداية الصحيحة من جانبها، ترى لمياء الصيقل «موظفة»، ضرورة أن تمهد الأم للطفل الذي يلتحق بالروضة أو المدرسة للمرة الأولى بالزيارات التمهيدية قبل بدء الدوام الرسمي، وفي اليوم الول يفضل أن تصطحب الأم الطفل إلى الروضة أو المدرسة، لأنه سيكتشف أنه أمام شخصيات غريبة، وأطفال لم يراهم من قبل، وأحيانا يجد أطفالاً يبكون، فيشعر بالخوف والرهبة عندما تتركه أمه وتعود إلى البيت وتتركه، فقد تصيبه صدمة تجعله يتخوف من الروضة أو المدرسة لأيام عدة. وبعض الأبناء يعانون من الخوف والتوتر والقلق الذي يمنعهم من التأقلم مع الوضع الجديد، ويخلق مجموعة من الأعراض والمشكلات السلوكية التي لم تكن موجودة لديه، وذلك لنقص عملية التهيئة النفسية لكل ما هو غير مألوف، ومن ثم فإننا ننصح الآباء والأمهات والمعلمين إلى ضرورة مساعدة الأبناء على البداية الصحيحة والإيجابية والهادئة والبعيدة عن الضغوط والتوترات باتباع بعض الأساليب والطرق التي يمكن من خلالها تهيئة الأبناء الطلبة بالتحدث إليهم بود عن بداية العام الدراسي، ومناقشة أي تغيرات في الوضع سواء الانتقال من صف إلى آخر أو من مرحلة إلى أخرى أو من مدرسة إلى أخرى، من دون أن نشعرهم بالخوف أو التوتر، والعمل على خلق شعور إيجابي وموضوعي». اهتمامات مشتركة ويضيف زياد ياسين، «مدرس» ويقول: «من المفيد للغاية أن نجعل الابن يشعر بأن الجميع يشاركون اهتماماته، وأن الأسرة بكاملها معنية به، وأن تجعله يستمتع بهذه الأوقات التي يقضيها في شراء حاجياته المدرسية، والعمل على خلق أحاديث إيجابية عن العودة إلى المدرسة وأهميتها وفوائدها بين أفراد الأسرة. كما يفضل أن يبدأ المعلمون استقبال الطلبة بشيء من الترحيب والابتسامة لخلق الألفة والعلاقة الطيبة مع الطلبة وأولياء الأمور، ويفضل أن يبدأ المعلمون بإعطاء صورة مبسطة وواضحة للطلبة عن المرحلة الجديدة أو الصف الجديد ومتطلبات هذا المرحلة مع تجنب خلق أي توتر وخوف بالنسبة إلى ما هو جديد، وأن يعمل المعلمون والمربون على تعزيز النظرة الإيجابية والصحيحة في نفوس الطلبة لبلوغ أهدافهم من خلال العلم والتعلم. كما يحاول المعلمون التخفيف من المشاعر السلبية في حال وجدت عند الطلبة مع بداية العام الدراسي، وذلك عبر علاقات إنسانية قوية وحميدة وأخلاقية تشعر الطرفين بالاحترام المتبادل». البيئة المدرسية الجاذبة يؤكد فتحي قنصوة، مدرس اللغة العربية بالمدرسة الدولية بالعين أهمية البيئة المدرسية والعمل على تهيئة الجو أو البيئة الصفية للطفل قبل حضوره بأيام، والعمل على توفير بيئة جاذبة من النظافة والنظام وإعداد الفصول بصورة جمالية مريحة، من ألوان وديكورات حتى يشعر الطفل بأنه دخل مكاناً يحبه، ومن الممكن أيضاً توفير بعض الألعاب والهدايا والمحفزات. فضلاً عن اختيار معلمات الصف الأول وفق مواصفات وقدرات خاصة، حتى يستطعن كسب ود الطفل، وتسهيل تكيفه مع البيئة المدرسية والعمل على إشعاره بالاطمئنان والراحة النفسية. وألا تنسى المعلمة أن الطفل قد جاء من بيئة هو مركز الاهتمام فيها، وعليها أن تشعره بأنه سيلاقي نفس الاهتمام ومن المناسب أن تقوم الأم بتقديم الطفل للمعلمة، وتمتدح سلوكه أمامها فيشعر بالثقة والأمان. ومن الممكن أن تبقى الأم بعضاً من الوقت، أو طيلة ساعات الأيام الدراسية الأولى لتكون قريبة منه، وحتى تتأكد أنه تكيف مع أقرانه، وتعود على البيئة الجديدة، بشكل متدرج، وأن تسعى إلى مساعدة المعلمة والإدارة المدرسية فيما يتعلق بفهم سلوكيات الطفل وطبيعته وميوله، ولا سيما خلال فترة التغذية وألا يمنع من مشاركته غيره من الأطفال عند تناول الطعام بهدوء وحنان حتى يألف المحيط الذي يوجد فيه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©