"السميع"

القاهرة - أحمد مراد: الله تعالى يسمع دبيب النملة على الصخرة في الليل والنهار، ويسمع حمد الحامدين، ودعاء الداعين، وشكر الشاكرين، ولهذا وصف نفسه بانه سميع عليم وسميع بصير وتقول د إلهام محمد شاهين -استاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر بالقاهرة-: الله السميع معناه انه سبحانه وتعالى متصف بالسمع لجميع الموجودات والمخلوقات، يسمع الجهر من القول ويسمع السر واخفى دون حاسة ودون آلة كبني البشر، وفي هذا يقول تعالى: ''ليس كمثله شيء وهو السميع البصير'' ويقول ايضا -جل شأنه-: ''أم يحسبون انا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون'' والسميع هو الذي لا يعزب عن ادراكه مسموع وإن خفى، فالله تعالى سميع يدرك دبيب النملة ويسمع حمد الحامدين فيجازيهم ويسمع دعاء الداعين فيستجيب لهم، وهو تعالى -جل شأنه- يسمع بغير اذن كما يفعل بغير جارحة، ويتكلم بغير لسان وسمعه منزه عن ان يتطرق اليه الحدثان، وقد وصف الله تعالى بآيات كثيرة في القرآن الكريم بانه سميع الدعاء وانه سميع قريب وانه يسمع ويرى وقد وردت صفة السمع مقترنة بصفة البصر فقال الله تعالى: ''والله يقضي بالحق والذين يدعون من دونه لا يقضون بشيء إن الله هو السميع البصير'' كما وردت صفة السمع مقترنة بصفة العلم فقال -عز وجل-: ''قل اتعبدون من دون الله ما لا يملك لكم ضرا ولا نفعا والله هو السميع العليم'' وتضيف د الهام: وحظ العبد من اسم الله السميع هو ان يعلم ان الله معه يسمعه ويراه فيحفظ لسانه لقوله تعالى: ''ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد'' ويحفظ نفسه عما يجول بها من مساوئ لان الله تعالى يعلم السر واخفى وألا ينطق العبد إلا بما هو خير لان الله لم يأمر ان يتلفظ المرء إلا بما هو خير لذا امرنا بالحمد وخص نفسه بسماعه من العباد المؤمنين فنحن نقول في صلاتنا ''سمع الله لمن حمده'' ومن ثم ينبغي لمن قالها او سمعها ان يقول ''ربنا ولك الحمد'' ويزيد عليها ما يشاء من الحمد والثناء على الله عز وجل وهو يجيب الدعاء ويثيب على الثناء، يسمع دبيب النملة السوداء على الصخرة الملساء في الليلة الظلماء''، '' قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي الى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير'' فالله تعالى سمع قول المرأة من فوق سبع سموات ولم تسمعه عائشة المجاورة لها الملتصقة بالجدار ولذا قالت رضي الله عنها حينها: ''الحمدلله الذي وسع سمعه الاصوات'' وعلى كل عبد ان يعلم ويدرك ان الله سميع له فيحفظ لسانه وان يعلم انه لم يخلق له السمع إلا ليسمع كلام الله تعالى في كتابه الكريم ويتخذ منه الهداية الى طريق الله فلا يستعمل سمعه إلا فيه•