السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

ارتفاع استهلاك الألمنيوم في صناعة السيارات يقود إلى انتعاش سوق المعادن

25 يناير 2014 22:41
بدأ الانتعاش يدب في أوصال سوق المعادن التي تعثرت لفترة طويلة من الوقت، وذلك بفضل توجه بعض شركات صناعة السيارات مثل «فورد»، لإنتاج موديلات جديدة مثل «أف 150» نصف نقل، كلياً من معدن الألمنيوم. وفي غضون ذلك، استثمرت «ألكوا» و«نوفليس»، أكبر شركتين لإنتاج ألواح الألمنيوم في أميركا، نحو مليار دولار لصناعة ألمونيوم خاص بصناعة السيارات. وفي شركة «نوفليس»، الواقعة على مشارف بحيرة أونتاريو، يعج المصنع الجديد بألواح الألمونيوم التي يمتد طولها لمسافة كيلومتر خرجت لتوها من الفرن، ليتم تبريدها كجزء من عملية لجعل الألمنيوم صلباً بما يكفي، خصوصاً لصناعة موديل «أف 150» الأكثر مبيعاً في أميركا في الوقت الحالي. وتعمل «نوفليس»، التابعة لشركة هندالكو الهندية للصناعات، على استثمار نحو 550 مليون دولار لتطوير مصانع لها في ألمانيا والصين، بغرض إنتاج ألمونيوم خاص بصناعة السيارات. كما تسعى ألكوا لتوسيع مصانعها الكائنة في ولايتي أيوا وتينسي، باستثمارات تقدر بنحو 575 مليون دولار. وذكرت الشركتان أن بقية الشركات ستتبع نهج «فورد»، ما يتيح لها فرصة زيادة ثرواتها، خاصة أن أسعار الألمونيوم الخام تراجعت بأكثر من الثلث منذ الذروة التي بلغتها في 2011. وربما يحف ذلك بعض المغامرة، لا سيما أن مادة الألمونيوم أخف وزناً من المعدن الأكثر شيوعاً، إلا أن سعرها يفوقه بنحو ثلاثة أضعاف. وتتطلب صناعة السيارة كلياً من الألمونيوم بدلاً من أجزاء معينة، استثمارات كبيرة في جلب معدات جديدة تستخدم في صناعة قطع الغيار وخطوط التجميع. وعلى سبيل المثال، فإن مادة الألمونيوم غير القابلة للمغنطة، لا يمكن جذبها عن طريق المغنطيسات الكبيرة، حيث يتم سحبها بدلاً من ذلك بمضخات الهواء. وعادة ما تقوم شركات صناعة السيارات بما فيها «فورد»، بإرسال المهندسين لشركات الألمونيوم لإصلاح الأعطال الطارئة. ولا تتطلب صناعة موديل «أف 150» الأكثر استهلاكاً للألمونيوم والأكثر ربحاً للشركة، وقتاً طويلاً، كما لا تنجم عنه مشاكل تتعلق بعمره الافتراضي. وتنحصر الموديلات الوحيدة المصنوعة بالكامل من الألمونيوم حتى الآن في السيارات الفاخرة مثل أودي أيه 8 وجاكوار أكس جي آر، على الرغم من أن أجزاء تشمل صمامات المحرك والعجلات، ظلت ومنذ زمن طويل تصنع من هذا المعدن. ويؤكد الخبراء أن تقليص وزن السيارة بنحو 10%، يسمح باستخدام محركات أصغر حجماً، ويساعد كذلك في تحسين كفاءة استهلاك الوقود بنسبة تصل إلى 7%. وتخطط «فورد» لخفض وزن موديل «أف 150» بنحو 311 كيلو جراماً من وزنه الإجمالي البالغ 2220 كيلو جراماً. ومن المتوقع أن يبلغ متوسط استهلاك الموديل جالوناً واحداً مقابل كل 17 ميلاً. ومن المرجح أن يوفر توسيع دائرة استخدام الألمونيوم، فرصاً كبيرة لقطاع صناعة السيارات. وتستهلك صناعة سيارة نصف نقل، نحو 400 كيلو جرام من الألمونيوم، مقابل 667 من الحديد. وفي حين يقدر حجم سوق السيارات المصنوعة من الألمونيوم في الوقت الحالي بنحو 300 مليون دولار سنوياً، من المتوقع أن تصل إلى 7,5 مليار دولار بحلول 2025، في حالة تحول بعض الشركات الأخرى للمعدن، في إشارة مبشرة للقطاع الذي أصابه التعثر جراء فائض الإنتاج وتدني الأسعار. ويعتقد لاكشمي ميتال، مدير أرسيلورميتال أكبر شركة لإنتاج الحديد في العالم، أنه في حالة انضمام شركته إلى شركة نيبون آند سوميتومو اليابانية، لشراء مصنع حديث في ألباما، يصبح من الممكن إنتاج أنواع من الحديد عالية المقاومة تنافس الألمونيوم في سوق السيارات. وقامت مؤخراً كل من الشركة الأميركية للحديد وكوب للحديد، بفتح خط إنتاج جديد مصمم خصيصاً لمنافسة الألمونيوم. وأشار العاملون في صناعة الحديد إلى مزايا كل معدن، حيث يتميز الألمونيوم بجانب ارتفاع أسعاره، بصعوبة لحامه، حيث يتم في الوقت الحالي لحم سيارات الألمونيوم باستخدام المواد اللاصقة والمسامير، ما يتطلب إجراء تغييرات كبيرة على عمليات التجميع. وتعتبر هذه العملية بالغة الصعوبة، بالمقارنة مع لحام قطع الحديد شديدة القوة مع بعضها البعض. ولا تبدو عملية التحول من معدن إلى آخر بتلك البساطة. وذكرت نوفليس، أنها تقوم ببيع الحديد المستخدم في صناعة 180 موديلاً لكل الشركات الأميركية الكبيرة العاملة في صناعة السيارات. ومن المنتظر أن تعهد الشركة لمصنع أسويجو التابع لها، بإنتاج الأبواب وغطاء المحرك لموديل أف 150، بينما تقوم شركات أخرى بصناعة العجلات والمحركات والأجزاء المتبقية. وقال توم بوني، نائب مدير نوفليس والمدير السابق لمصنع أوسويجو، إنه مستعد لإجراء أي تغييرات يحتاج إليها قطاع السيارات. ويقول: «نتوقع أنه كلما زادت الشركات من معدل إنتاجها لموديلات معينة، كلما صاحب ذلك بروز بعض المشاكل، وعلينا التجاوب وتغيير ما يمكن تغييره لملاءمة ذلك». وتنتهج شركات صناعة المعادن، الطريقة نفسها بصرف النظر عن استخدامات المعدن لإنتاج سيارة أو علب أو جهاز كمبيوتر. ومن المتوقع أن تحتوي السيارة المصنوعة كلياً من الألمونيوم، 15 نوعاً من سبائك الألمونيوم. وعادة ما تحتوي ألواح الألمونيوم المستخدمة في صناعة السيارات، المزيد من النحاس والسيلكون، لجعلها أكثر قوة ومرونة. وتحث شركات صناعة السيارات، كل الشركات العاملة في إنتاج الألمونيوم على الاستثمار، الشيء الذي تقوم به بالفعل لتأمين طلبيات أكثر في المستقبل، إضافة إلى تقسيم العقود فيما بينها لتفادي الاعتماد على مورد واحد يمكن أن يتحكم في الأسعار. كما أن الاعتماد على منتج واحد، يعرض للمخاطر في حالة تعطل عمليات الإنتاج. وترى الشركات العاملة في قطاع الألمونيوم، أن هناك ما يكفي من النشاطات التجارية التي تفي بحاجتها من الطلب، حيث تبلغ تكلفة عقد واحد لإنتاج ألمونيوم لصناعة قطعة تستخدم في السيارات العامة، أكثر من 50 مليون دولار. نقلاً عن «وول ستريت جورنال» ترجمة: حسونة الطيب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©