السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الملتقى وسيلة للاحتفاء بالتعدد الثقافي والاحترام الإنساني

الملتقى وسيلة للاحتفاء بالتعدد الثقافي والاحترام الإنساني
20 نوفمبر 2018 01:47

أبو ظبي (الاتحاد)

استعرضت الجلسة الرابعة دور المجتمعات الدينية، حيث أكد المشاركون أن 85% من سكان العالم يتبعون ديناً أو عقيدة، والذي يبرز تأثير رجال الدين على المجتمعات على مستوياتهم الدولية أو الإقليمية، ودورهم في نشر المبادرات ضمن دور العبادة والفعاليات الدينية للتعريف بضرورة حماية الأطفال من أشكال الاستغلال المختلفة.
من ناحيتها، قالت الدكتورة كبزيفينو ارام، مدير شانتي أشرم: «يزيد الفقر والعجز من مستوى المعاناة ضد الأطفال، لذلك لابد من أن يتم إنشاء مساحات جديدة لسماع رأي الأطفال، وإطلاق المبادرات التي من شأنها المساهمة في رؤية الرخاء والتقدم للجميع، عبر التركيز على الفئات الأكثر ضعفاً من بيننا».
وأضاف: «إننا نقف على مفترق طرق، بما يتعلق بتطور التكنولوجيا والفوارق التي من الممكن التعلق بها، حيث علينا أن ندعم ونزود قدرتنا على التطور التقني بشرط أن لا يؤثر ذلك على المخاطر المحتملة لأطفالنا»، لافتة إلى أهمية العمل على تعزيز الجوانب الإيجابية من التقنيات عموماً.
وأشارت إلى أن الملتقى يعد وسيلة للاحتفاء بالتعدد الثقافي والاحترام الإنساني، الداعمة لوجوه السلام كافة، والتي تعمل على مواجهة التحديات وتجاوزها.
من جهته، استعرض غارث بليك، رئيس لجنة الكنيسة الكندية الأنجليكانية، تجربة الكنيسة في تطبيق الجوانب الفاعلة لمنع الاستغلال الجنسي للأطفال عبر تبني وتعزيز الأمور المرتبطة بالنصوص والأخلاقيات العامة، واختيار الأشخاص المناسبين للتواصل مع الأطفال، بهدف تعزيز ثقافة السلامة.
وأشار إلى أن اللجنة عملت مع 40 كنيسة لنشر الإرشادات المتعلقة باستغلال الأطفال في العالم الافتراضي، عبر منشورات تم نشرها أيضاً عبر هذه الوسائل، نظراً أن من المهم مكافحة ومحاربة المحتوى المسيء عبر نشر المحتوى الجيد الذي يدعو إلى الحفاظ على الأطفال من الضياع والشتات.
من ناحيته، قال هيديهيتو أوكوشي، رئيس الكهنة في معبد كينجي: «علينا أن نحدد أسباب المعاناة، وهذا هو الأمر الأكثر أهمية، ومن خلال الدخول في العالم المملوء بالمعاناة، وجدنا أن بعض المجتمعات تتضمن العنف ضمن بنيتها العامة، حيث توجد أسباب أدت إلى جعل الأفراد يقومون بأفعال غير منصفة وعادلة ضد الآخرين، وهو ما كان متجذراً في ثقافتهم».
وأضاف: «نتيجة لذلك علينا أن نتحمل مسؤولية ثقافة القيم، وبما أننا أصحاب مسؤولية فنحن نستطيع التغيير، حيث يتحمل رجال الدين مسؤولية نشر القيم والأخلاقيات والسلوكيات العامة، وبتوحيد الجهود والعمل المشترك، والتركيز على الجوانب التي تتفق فيها الأديان، فإننا سنصل إلى الحلول للتحديات».
وأشار إلى أن أحد الحلول يتمثل في إدراج رأي الأطفال ودمجه في الأنشطة المجتمعية، مما سيجعل الأطفال قادرين على الشعور بالثقة، حيث إن احترام اختلاف شخصياتهم، والسماح لهم بتقييم ما يشاهدونه، سيجعلهم يشعرون بالثقة التي تقلل من احتمال تعرضهم لأن يكونوا ضحايا مستقبلاً.
وبين أننا بحاجة إلى بالغين يدعمون الأطفال وعائلاتهم وأصدقاءهم وأقرباءهم، يثقون ويؤمنون بقدراتهم على العمل والنجاح في المجالات كافة التي يلتحقون بها، فالتحصين النفسي والمعنوي بمثابة الدرع الحصينة التي تحمي الأطفال من المستغلين.
من جهتها، أكدت ماريا الهطالي، واعظة في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، أن الملتقى يساهم في تحقيق أمن المجتمعات وحماية طفولتها، عبر رسالة مهمة مفادها بأن الديانات تحمل رسالة الأمن والسلام للمجتمعات وليس في إرهابها أو تدميرها، ويمثل عقد الملتقى رسالة أمن وأمان من دولة الإمارات، التي حققت عاصمتها المركز الأول في تنافسية الأمان حول العالم، وتبذل قيادتها الرشيدة الجهود كافة الممكنة لتحقيق ذلك.
دور الأسرة
وأضافت: «أجد للأسرة الدور الكبير في النهوض بأبنائها والمساهمة في حماية أطفالها من أي شكل من أشكال الاستغلال، حيث يجب أن يكون الأب والأم بمثابة المرجع الأساسي لأسرار الطفل، وأن يجد الطفل دائماً ضالته في والدته، التي ينبغي أن تدرك خطورة الموقف من نظرة الخوف أو الألم التي ترتسم على ابنها».
وأشارت إلى أن جميع الكتب السماوية أوردت حكايات عن حياة الأنبياء والرسل، الذين حرصوا على اتباع أسلوب الاحتواء والحنان والعاطفة، إضافة إلى التوجيه والتعليم ضمن محيطهم الأسري، فهي الطريقة المثلى للتقرب والوصول إلى عقل وقلب الطفل، خاصة في أصعب اللحظات التي يمر بها.
وبينت أن عطايا القلب والمشاعر والحنان للأم، هي أثمن من أي عطايا أخرى، لأن الإشباع العاطفي له أثر بالغ في السلوك المستقيم، لأن الفراغ العاطفي يجعل من الأطفال باحثين عن العاطفة في مجال آخر، مما يجعلهم عرضة أكبر للاستغلال العاطفي والجسدي من قبل البالغين في المواقع الإلكترونية.
وشددت الهطالي على ضرورة قيام الأسر بإغراق الأبناء بالاهتمام والحنان المتواصلين، حيث تمثل الأسرة الأساس في حماية أطفالهم من التعرض للابتزاز، موضحة أن الحمل على رجال الدين في توجيه الأسر نحو ذلك، لما لهم من قدرة كبيرة على التأثير.
بدورها، أوضحت الحاخام ديانا جيرسون، نائب الرئيس التنفيذي في مجلس نيويورك للحاخامات، أن حماية الطفل من عدمه يعتمد على وجود شخص واحد بالغ يفهم التهديدات المحتملة التي قد يتعرض لها الأطفال، مؤكدة أهمية تزويد المجتمعات بالعلم والمعرفة، والقدرة على أن يكونوا مرشدين لأطفالهم ضمن محيطهم الأسري الخاص.
ولفتت إلى أن الذاكرة المؤسسية لأي دار عبادة لا تزيد على 3 سنوات، مما يفرض تكرار الاهتمام والتذكير بضرورة حماية الطفل، بأن يكون مفهوماً شاملاً ومستمراً في مختلف المحاضرات الدينية والاحتفالات، حيث لا يكفي التطرق لموضوع حماية الأطفال في درس ديني واحد ومن ثم عدم التطرق له لسنوات، بل بمحاولة إيجاد فترة معينة مستمرة لترسيخ هذا المفهوم. وبينت «إن لم يجد الأطفال الاحتواء المناسب، فإنهم سوف يعيشون في حالة من الخوف، فنحن مصدر الأمان لهم ومرجعية التعامل مع حزنهم والحالات الصعبة، ومن المهم أن نعلمهم ونتعلم من بعضنا بعضاً، ومن ثم نعمل على حماية مجتمعاتنا ككل».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©