الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الخيام الرمضانية.. تجارة رابحة مع الله

14 أكتوبر 2006 00:31
أحمد مرسي: إذا خلصت نية أصحاب الخيام الرمضانية ومشاريع إفطار الصائم لله وكان هدفهم الرئيسي من إقامتها ابتغاء وجهه الكريم فهم بلا شك الرابحون في تجارتهم والفائزون بمكارم الشهر الفضيل لأنهم اختاروا الطريق القويم للتقرب إلى خالقهم فتاجروا معه سبحانه وكان أجرهم الربح لا بديل عنه• وتعتبر الخيام الرمضانية ظاهرة صحية في المجتمع، إذا ما استثنينا تلك النماذج الفردية التي شذت عن القاعدة وقدمت أشياء لا علاقة لها بالشهر المبارك، حيث تملأ أرجاء البلاد ويستفيد منها الكثيرون ويحاول أصحابها والقائمون عليها، دون قصد وبعفوية شديدة، أن يؤكدوا موروثات أصيلة من الكرم والترابط الاجتماعي والإحساس بالغير وعادات أخرى كثيرة نتعرف عليها خلال هذه الأسطر• مجالس خير ما أكثر الخيام الرمضانية التي تقام احتفاءً وترحيباً بشهر رمضان المبارك وما أوسع الفروق فيما بينها والأغراض التي أقيمت من أجلها، كما يقول خليفة سالم السويدي، محاسب رئيسي سابق بوزارة العمل، مضيفاً أن هناك المئات من الخيام الرمضانية التي تنتشر في كل أرجاء الدولة في الساحات والفنادق والمراكز التجارية وغيرها من الأماكن حيث تنوعت مدلولاتها أيضاً في ترديد آيات الذكر الحكيم واستضافة كبار العلماء ورجال الدين من ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة يقدمون علمهم ويدلون بدلوهم مما فتح الله عليهم من علوم الدين، وفي المقابل وعلى النقيض تماماً توجد الخيام الأخرى والتي تسارع الكثيرون في إقامتها لتقديم الموسيقى والغناء على رائحة الشيشة في أجواء بعيدة كل البعد عن الشهر الفضيل• وأضاف أن الأمر أصبح ميسّرا أمام الجميع في اختيار الخيمة الأكثر توافقاً مع ميوله ورغباته والأكثر نفعاً له في حياته والفائز في النهاية بلا شك من اختار الطريق إلى الله والصحبة الطيبة ومجالس الذكر وكانت جلسته تحفها الملائكة ويذكرهم الله في مجلس خيراً من الذي هم فيه• وقفة مع النفس يجب أن يقف المترددون على الخيام الرمضانية ذات المدلولات التي لا تتفق مع الشهر الكريم وقفة مع أنفسهم بشيء من الصراحة والشفافية وأن يسألوا أنفسهم ما مدى الاستفادة التي تحققت لهم من ذلك؟ هكذا يقول المهندس علي محمد، يعمل بأحد المكاتب الاستشارية بعجمان، مضيفاً أن هناك الكثير من الخيام الرمضانية غير المجدية والتي ارتبطت إقامتها، للأسف، بالشهر الفضيل وهي غير مفيدة على الإطلاق بل وتساهم بشكل كبير في تسطيح فكر الشباب وتشغلهم عن استثمار الشهر المبارك بالصورة الصحيحة التي يجب أن تكون عليها• وذكر خليل عبد الله علي، يعمل بالقوات المسلحة بالشارقة، أن للشهر الفضيل عادات وتقاليد جميلة يجب المحافظة عليها وعدم السماح لأي أحد أن يخل بها أو يحرفها عن أغراضها السوية التي اكتسبتها بفطرة الأولين، ومنها المجالس والخيام الرمضانية والتي تميز بها أبناء الإمارات حيث إنها موجودة في المجتمع منذ سنوات إلا أن معظمها أخذ أشكالاً وأغراضا أخرى في السنوات الأخيرة• وأضاف أن الأغراض التجارية فرضت نفسها على غالبية الخيام الخاصة وبات أصحابها يترقبون الفرصة للكسب المادي مما جعلهم يتبارون فيما بينهم لتقديم ما يجذب إليهم أكبر قدر من الزبائن وأصحاب النفوس الضعيفة بغض النظر عن مدى توافق ما يقدمونه مع روحانيات الشهر الكريم وهي بلا شك تختلف تماماً عن تلك النماذج الجيدة من الخيام الأخرى المفيدة والتي تميز بها الشهر الفضيل أيضاً• خيام شبابية من جانبه أوضح جاسم الملا، يعمل بشركة بترول، أن اللافت للنظر خلال السنوات القليلة الماضية زيادة أعداد الخيام الرمضانية الشبابية في كل إمارات الدولة وتجمعهم فيها بشكل مستمر يتبادلون الأحاديث حتى ساعات الصباح الأولى وقد تكون مكانا للإفطار أو السحور ، منوهاً إلى أن الخيام الرمضانية تكون فرصا جيدة للكثير من الصائمين غير المقتدرين وكذلك لعابري السبيل والذين تحول ظروفهم إلى الوصول لمكان إقامتهم وقت الإفطار، وما أكثرهم في هذه الأيام نظراً للزحام المروري الشديد الذي تشهده الشوارع في الساعة التي تسبق الإفطار مباشرة، وهو أجر كبير يستحق القائمون عليه كل التقدير والمساهمة معهم في تكاليف هذه الخيام من قبل الآخرين إذا لزم الأمر•
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©