تقدم المطاعم العربية واللبنانية بشكل خاص في موسم الصيف الحلويات العربية الباردة والبوظة، حيث تنعش بمذاقها الخفيف الجسم وتبعده عن المواد الدسمة والشوكولا الموجود في الحلويات الغربية.
ومن هذه الأصناف اللذيذة طبق التحلية «حلاوة الجبن»، التي تعود صناعتها إلى مدينة حماة السورية منذ عشرات السنين، ويشكل الحليب المكون الأساسي لها، إلى جانب السميد، والفستق الحلبي والشيرة أي القطر.
ويقول الشيف رضوان أبو زكي من فندق الموفنبك في بيروت: «هناك خمسة أنواع لحلاوة الجبن وهي: الحلاوة السادة وهي خالية من أية حشوة، المحشية بالقشطة العربية وتدرج على شكل لفائف بطول 45 إلى 50 سنتيمتراً وتقطع حسب الرغبة، المحشية بالحليب، ويضاف إليها السميد والزبدة، الأصابع محشية بالحليب المطبوخ مع السميد والزبدة وتدرج بجوز الهند والفستق الحلبي، ويمكن حشوها بالقشطة العربية.
وهناك المعجوقة وهي الحلاوة التي تمد في الصواني، وتفرش عليها القشطة العربية وترش بالفستق الحلبي».
ويتابع أبو زكي: «حلاوة الجبن تعتبر من أهم وأشهر أنواع الحلويات الموجودة، حيث يعود تاريخ ابتكار صناعة «حلاوة الجبن» إلى أكثر من مئة عام تقريباً، وهناك كثير من العوائل الحموية يمتهنون هذه الحرفة وأصبحت متوارثة بين الأجيال.
حلاوة الجبن من أشهر الحلويات في بلاد الشام ويرتبط اسمها بمدينة حماة السورية، حيث انتاج الأجبان والألبان، كما تشتهر مدينة طرابلس اللبنانية بصناعة حلاوة الجبن منذ عام 1919م.
وتحضر في البداية المواد الأولية لصناعة حلاوة الجبن وهي الماء والسكر والسميد، ويصار بخلطها وتسخينها على النار ومن ثم تبريدها لمدة خمس دقائق، ويضاف إليها ما بعد الجبنة البلدية، أو جبنة حلوم وتترك لمدة خمس دقائق ممتزجة مع السميد مع التحريك الدائم لها حتى تذوب الجبنة تماماً مع الخليط والسميد، وبعد ذلك تفرد في صواني واسعة محدبة بشكل متدلٍّ وتوضع على طاولات داخل الورشة، وبعدها يتم تقطيع الخليط بعد أن يصبح على شكل رقائق سميكة، ويوضع في علب مجهزة بشكل فني وصحي ويسمى الناتج في هذه الحالة حلاوة جبن سادة.
وهناك النوع الآخر والأثمن منها والذي يطلق عليه حلاوة الجبن المحشوة، حيث يتم حشو الرقائق السميكة وبشكل فني متقن بالكريما والمكونة من سميد وحليب، وهناك المحشو بالقشدة العربية المحضرة من حليب الأغنام البلدية، والتي تشتهر بها البادية السورية والقريبة من مدينة حماة حيث تأتي الحشوة عادة جاهزة محضرة في ورش بمدينة حماة من خلال قطف وجه الحليب المغلي، ومن ثم تبريدها حتى تتصلب لتتحول إلى قشدة لذيذة المذاق، ويتم الحشو داخل الرقائق ومن ثم تلف حول الحشوة بشكل أسطواني طويل لتقطع فيما بعد إلى قطع أسطوانية أصغر بطول نحو 5 سم، لتؤكل في ما بعد باستخدام الشوكة ويضاف إليها عادة القطر أو الشيرة الذي يوضع جاهزاً على جانب الحلاوة في العلبة المغلفة بشكل جيد، وكذلك الحال بالنسبة لحلاوة الجبن السادة توضع في صحن وتقطع بالسكين والشوكة لتكل مع القطر.
وعن فوائد حلاوة الجبن يختم أبو زكي: «تحتوي على نسبة مرتفعة من البروتينات والدهون لوجود الحليب والجبنة فيها، ولكن ينصح بعدم الإكثار منها لمن يعاني من أمراض كالسكري وارتفاع الشحوم والكوليسترول في الدم أو لمن يعانون من السمنة الزائدة، ولكن الكثيرين لا يقاومون منظر حلاوة الجبن السادة والمحشوة بلونها الذهبي وهي تقدم في صحون فيقبلون عليها لتذوق طعمها اللذيذ».
ويحضر الشيف أبو زكي حلاوة الجبن بطريقة سهلة وصحية على الشكل التالي:
المقادير:
كيلو جبن بلدي أو عكاوي
700 جرام سميد وسط
1/2 كيلو قطر
300 جرام قشطة طازجة
زهر الليمون للتزين
فستق حلبي للتزين
مقادير القطر أو الشيرة:
3 كوب سكر
1 كوب ماء
21 ملعقة صغيرة عصير ليمون
2 ملعقة كبير ماء زهر
طريقة التحضير:
لتحضير القطر: في وعاء على النار يوضع السكر والماء ويحرك إلى أن يذوب.
يضاف عصير الليمون ويترك حتى يغلي ويتماسك لمدة 5 دقائق.
لتحضير الحلاوة: توضع الجبن بوعاء على النار حتى تصبح كعجينة القطايف تم يضاف السميد ونصف كمية القطر وتدعك جيداً مع بعضها البعض حتى تتماسك جيداً تسقى بالقطر وبعدها يوضع مزيج الجبنة على ورق نايلون، ثم توضع القشطة وتلف على شكل رول أي إسطوانة، وتزين بالفستق الحلبي وزهر الليمون.
عدد اليوم
