الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«تعزيز السلم» يوصي بتأسيس «مرصد دولي للإسلاموفوبيا وأنواع الكراهية»

«تعزيز السلم» يوصي بتأسيس «مرصد دولي للإسلاموفوبيا وأنواع الكراهية»
14 ديسمبر 2017 00:43
إبراهيم سليم، وعمر الأحمد (أبوظبي) دعا الملتقى السنوي الرابع لمنتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة الذي اختتم أعماله، أمس في أبوظبي، إلى تأسيس مرصد دولي يكون منبراً لدراسة وتحليل ظاهرة «الإسلاموفوبيا» وأنواع الكراهية، ويُعنى بتقديم مقترحات سبل التصدي لتنامي هذه الظاهرة، والتوعية بمخاطرها. كما دعا الملتقى في توصياته - التي خلص إليها المجتمعون، من علماء الدين وقادة الرأي والمثقفين الذين توافدوا إلى أبوظبي من عدد كبير من الدول الإسلامية والغربية – إلى تنظيم ملتقيات جامعة على الصعيد الدولي لمؤسسات التواصل والحوار بين الأديان والثقافات لتقويم المنجزات وتبادل الخبرات وتوحيد الجهود. وانتهى الملتقى كذلك إلى ضرورة تأسيس برامج علمية ومنح دراسية لتشجيع التعارف، وتبادل الخبرات بين أقسام الدراسات الشرعية في جامعات العالم الإسلامي والجامعات المعنية بتدريس الأديان في الغرب، مقترحاً تخصيص جائزة سنوية لأفضل الدراسات الإسلامية والإنسانية والاجتماعية في موضوعات التعايش والتعارف. وهنأ المشاركون في الملتقى، منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة على احتضانه القافلة الأميركية للسلام «المرتكزة على إعلان مراكش لحقوق الأقليات الدينية في المجتمعات المسلمة» باعتبارها دليلاً على ضرورة الشراكة الإيجابية من أجل التعايش السعيد، مؤكدين أن هذه المبادرة أظهرت إلى أي حد يمكن للعائلة الإبراهيمية أن تمارس قيم التعايش والأخوة الإنسانية عملياً، وليس فقط نظرياً. وأعربوا عن أملهم في أن تتطور هذه القافلة، وترتقي إلى حلف فضول لتجسيد القيم المشتركة قيم السلام والمحبة والوئام بين ديانات العائلة الإبراهيمية، لتشع بعدها على الديانات والثقافات لمصلحة الإنسان والإنسانية. كما أشاد الملتقى بفوز المؤسسة المصرية «بيت العائلة» بجائزة الإمام الحسن بن علي للسلم، نظراً لما تجسده هذه الشراكة بين الأزهر الشريف والكنيسة القبطية من قيم التعايش والتعاون وتعزيز اللحمة لوطنية. ووجه المشاركون في الملتقى الرابع لـ«منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة»، الشكر والثناء لدولة الإمارات على كرم الضيافة وحسن الوفادة، رافعين أسمى عبارات الامتنان إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وإلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإلى أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات. وشدد منتدى تعزيز السلم على أنه من الضروري إشاعة قيم السلم والتعايش والمحبة بين الأديان وبين بني الإنسان في مختلف منابر التأثير والتنشئة وخاصة تلك الموجهة إلى الطفولة والشباب، مع مزيد عناية بالجوانب الرمزية والإبداعية وبشبكات التواصل الاجتماعي لسهولة استعمالها واتساع نطاقها وفاعليتها. وأكد المؤتمرون أن الحاجة ماسة إلى مراجعة المناهج الدراسية في المجتمعات المسلمة في ضوء قيم الإسلام الأصيلة، بما تضمنته من تسامح واحترام لبقية الأديان والثقافات، وحث على حسن المعاملة مع معتنقيها، وبما تختزنه التجربة التاريخية للمجتمعات المسلمة في هذا المجال من ثراء وعطاء. كما أكدوا أن هذه المراجعة محتاج إليها أيضاً على المستوى الدولي للتحقق من مدى استجابة المناهج الدراسية عموماً لمقتضيات العيش المشترك، وإشاعة قيم احترام الاختلاف والتعارف والتسامح والتضامن. وشدد المؤتمر على أنه إذا كان ربط حرية الإعلام بالمسؤولية عن السلم الاجتماعي والدولي موضوع نقاش بسبب اختلاف السياقات الفكرية والثقافية، فإن الحاجة ماسة إلى ميثاق شرف إعلامي عالمي ينضم إليه المؤمنون بهذا التوجه، ويسعون إلى توسيع أنصاره وتضييق شقة الخلاف بينهم وبين معارضيه لمصلحة التعايش والسلم بين البشر. خطورة «الإسلاموفوبيا» أكد منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة في ختام دورته الرابعة، أنه بعد مناقشات طبعتها الصراحة والبحث عن تجاوز الأعراض والظواهر والاختلاف في التفاصيل إلى ملامسة الإشكالات الجوهرية في موضوع الملتقى والتحديات المشتركة التي يمثلها بالنسبة للمجتمع الإنساني، خلص المشاركون في الملتقى الرابع لمنتدى تعزيز السلم إلى خطورة ظاهرة الخوف من الإسلام وآثارها، حيث إن خطاب الخوف من الإسلام يؤدي إلى أضرار عظيمة وشروخ جسيمة داخل نسيج المجتمعات المركبة، ويضر بنموذج العقد الاجتماعي القائم على أسس المواطنة المتساوية، فضلاً عن كونه مجافياً لميزان العقل والأخلاق. وأكدوا أن تنامي خطاب الكراهية وسياسات التمييز في الغرب يرفد التطرف في الضفة الأخرى بأسباب يتمسك بها في اكتساب نوع من الشرعية الموهومة ويمده بأوعية متجددة لتجنيد المزيد من الأتباع والدماء الجديدة، وإن المرعب في واقعنا اليوم، سواءً تعلق بالتطرف الديني والمذهبي العقائدي، أو تعلق بظاهرة الخوف من الإسلام، أنه يواكب فترة زمنية تمتلك فيها البشرية أسلحة دمار شامل في إطار نظام عالمي قائم على توازن الرعب مع غياب الضمانات الكافية لعدم استعمالها، وخروج بعضها عن مراقبة الدول وسلطتها. خطاب الكراهية وأرجع المنتدى على أن أسباب «الإسلاموفوبيا» متنوعة ومركبة ولكن تعاظمها نتيجة نقصان التكاثف والتواصل بين العقلاء والحكماء من الضفتين لقطع الطريق على خطاب الكراهية والتطرف وصيانة الأفراد والمجتمعات من الإرهاب المادي والمعنوي. كما أن هذه الظاهرة تكشف عن تخادم نوعين من التطرف: أحدهما يركب على مفاهيم دينية يعزلها من سياقها ليحارب بها العالم ويدمر وشائج التعارف والتعايش بين بني البشر، والثاني يوظف نفس المفاهيم المحرفة ليتهم دينا وأمة بالعنف والدموية واستحالة التوافق مع قيم العصر ومشتركات الإنسانية وإن السبب المهيمن الذي ينبغي تخصيصه بمعظم المعالجة هو العلاقة المزعومة بين الإسلام والإرهاب، ذلك أن الأحداث الدموية المروعة التي جنت فيها أقلية جاهلة مجرمة على صورة الإسلام وسمعة الغالبية العظمى من المسلمين عززت الذاكرة التاريخية المختزلة في الصدام بين الضفتين، وذلك أن الأديان ليست متهمة بالعنف، ولكن صناعة التدين التي هي صناعة بشرية أحالت الدين من طاقة للسلام إلى وقود للنزاعات الدينية والسياسية، فأضرت بمصالح المجتمعات والأوطان في حاضرها ومستقبلها المنظومة الفكرية، وفيما يخص مقترحات العلاج، أكد «المنتدى» أنه يعتبر وسائل تعزيز السلم التي يتبناها في المجتمعات المسلمة هي نفسُ الوسائل التي تنشر السلم في كل المجتمعات الإنسانية، لأن منغصات السلم وعوائقه واحدة في كل مكان، وهي جزء من ظاهرة الرُّهاب والخوف من الإسلام، وإن «المنتدى» انسجاماً مع مبادئه وطبيعة مشروعه لا يدعي الوصاية على مواطني الدول الأخرى فيما يلجؤون إليه من الوسائل القانونية المتاحة لهم للتصدي لخطاب العنف والكراهية ولنيل حقوقهم، فلكل سياق خصوصيته، ولكل مجتمع تنزيلاته الملائمة لأطر نظامه العامّ. وخلص منتدى تعزيز السلم على أن علاج ظاهرة الخوف من الإسلام يمكن مقاربته من خلال دوائر ثلاث وهي: إعادة ترتيب البيت الإسلامي، الحوار مع الآخر، التحالف مع أولي بقية من أهل الأديان ومحبي الإنسان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©