الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأزياء التقليدية نسيج لعادات وتقاليد المرأة الإماراتية

الأزياء التقليدية نسيج لعادات وتقاليد المرأة الإماراتية
30 أغسطس 2014 20:00
مثلت أزياء المرأة التقليدية أهمية كبيرة في أن تتميز وأن تصبح أزياءها من أجل خصوصياتها ودليلا واضحا على انتمائها لجملة العادات والتقاليد الموروثة عبر الزمان والمكان، فضلاً عن أنها استطاعت أن تشكل عالمها من الأزياء التقليدية في الماضي باستخدام الألوان المناسبة وارتداء الملابس القطنية خصوصاً في فصل الصيف، وعلى الرغم من أن أزياء المرأة التقليدية في الإمارات متعدد الجوانب إلا أن خبيرة التراث المحلى فاطمة أحمد عبيد المغني استطاعت أن تقف على أهم ملامح الأزياء التقليدية باعتبار أن الملابس والأزياء الشعبية في كل دولة تمثل عنصراً مهماً من عناصر الحضارة. تفننت المرأة الإماراتية قديماً في أن تكيف ملابسها وفق ظروف الطبيعة التي تحيا في رحابها، إذ إنه في المناطق الزراعية والصحراوية ارتدت المرأة الإماراتية الملابس القطنية الخفيفة ذات الألوان الفاتحة نسبياً مثل الكيمري وأبو تفاحة والشربت والوبل، كما تؤكد فاطمة المغني التي ألمحت إلى أن مثل هذه الملابس كانت تتسم بخاصية امتصاص العرق وتبريد الجسم لكونها مصنوعة من القطن الخالص، فضلاً عن أن المغني التي نالت العديد من الجوائز والتكريمات لديها أكثر من 500 شهادة وتقدير من مؤسسات مختلفة في الدولة، نظراً لجهودها في مجال الحفاظ على التراث، خصوصاً وأنها تحتفظ في متحفها الشخصي بالعديد من الأزياء التقليدية للمرأة الإماراتية والتي تعبر عن مراحل زمنية مختلفة. أقمشة وعطور المغني على قناعة بأنه من المؤكد أن نستدل علي انتماء المرء لمجتمع معين من خلال ملابسه ومن الوهلة الأولى يمكن الاستدلال على هوية المرأة الإماراتية من خلال ملابسها فطبيعة الحياة وارتباط الإنسان بأرضه وتأثره بعوامل الطبيعة جعل الانتماء وثيقاً، فمثلاً يرتبط البرقع وشكله الخارجي المميز وكذلك طريقة لبسه بالمرأة في الإمارات ارتباطاً وثيقاً حيث يتم معرفتها من تصميم هذا البرقع على نحو ما، وتلفت إلى أن الملابس النسائية في الإمارات لم تختلف كثيرا بين المناطق الساحلية والصحراوية وأغلبها متشابهة تقريباً في طريقة الملبس وكذلك في أنواع الأقمشة وطريقة تفصيلها، وترى أن الرواة أجمعوا على أن الهند وتحديداً مدينة بومبي هي أشهر مدينة كانت تصدر إلى الإمارات الأقمشة النسائية والأحذية ثم تأتي الصين في المرتبة الثانية وكانت دبي ميناء مهماً لاستيراد هذه الأقمشة، ومن ثم يتم توزيعها إلى باقي الإمارات بالدولة وكذلك إلى عمان عن طريق التجار الذين كانوا يشترونها ويوزعونها على السيدات، إذ إنهم كانوا يدورون على المنازل وينتقلون من منطقة إلى أخرى لتتلقف النساء هذه البضاعة من الشخص، الذي كان يسمى بالحواى أو الدوار أو الحواط لكونها يمتلك جميع البضائع التي تحتاجها المرأة من أقمشة وعطور وغيرهما. قماش خام وعن أهم المنسوجات التي صنعها سكان الإمارات في الماضي تقول المغني: كانت تستخدم صناعة خيوط الفضة التي تستعمل في تزيين الملابس النسائية في الشارقة في صناعة التلي والبوادل وتوزن بالتولة وتسمى الربطة منها بالوشيعة وجمعها شايع وكذلك صناعة العباءات من صوف الغنم، وتلفت إلى أن أدوات الخياطة والتطريز كانت عبارة عن المطوي «المطوه» المقلمة، والدحروي «بكرة الخياطة»، والقفة، والإبر، والمصقلة، ولوح المصقلة، والمقص، والخيوط القطنية «اللهدوب» وكانت اليد هي أساس القياس والذراع أو الشبر أهم مقاييس القماش الخام فمن المعروف أن كندورة المرأة سبعة أذرع، وتلفت المغني إلى أن ملابس الرأي بالنسبة للمرأة الإماراتية كانت تتمثل في أغطية الرأس بحسب الشريعة الإسلامية أو حسب العرف والعادات والتقاليد ومن هذه الملابس الوجاية أو الوقاية الغدقة «الشيلة – الملفع» وجمعها وقي أو شيل أو غدق وترى المغني أن استخدامات الشيلة القديمة كانت كثيرة إذ إن المرأة كانت ترتديها في أثناء العمل في الحقول الزراعية وفي حلب الأبقار وتلبسها الفتاة الصغيرة لتعويدها على لبس الشيلة وتربط علي رأسها كغطاء واق عند البرد. تاريخ البرقع وبالنسبة للبرقع فإن المغني تورد بأنه كان قناعا تضعه على وجهها المرأة الإماراتية قديماً بهدف الستر والتجمل ويصنع من قماش ذهبي لامع أو قماش أحمر لامع يتغير إلى اللون الأسود مع كثرة الاستعمال وهو سميك الملمس، وغالباً ما يكون هذا القماش قطنياً وتتفن النساء في صنعه وتعود أصول البرقع إلى العهود الإسلامية الأولى وله مسميات وأنواع عديدة، منها أبو صاروخ وأبو طيارة نسبة إلى رسم الطائرة عليه وقد بيع البرقع قديماً بنحو نصف روبية ثم ارتفع سعره إلى روبيتين أما الآن فقد وصل سعره إلى أرقام متباينة بحسب جودته نوعه ويتكون البرقع من الجبهة والسيف والشاطر وعين البرقع والخدود والشبق وكان يحفظ البرقع مقلوباً بعد خياطته حتى لا يفقد لمعته وكان يوضع في العلب المعدنية الفارغة التي كانت تستخدم في حفظ الحلويات أو البسكويت، وتشير المغني إلى أن البرقع أنواع ومنه برقع رئيسي ومقطف ومياني وبرقع شارجي وبو نجم ومطرس وبرقع مشاخص والبرقع المنكوس. أعياد وأعراس وعن أنواع أقمشة الكندورة التي تلبس في الأعياد والأعراس تبين فاطمة عبيد المغني أن المرأة الإماراتية تلبس الكثير من الأزياء في المناسبات والأعراس وتمتاز هذه الأقمشة بغلاء ثمنها ألوانها اللامعة والزاهية ومنها أطلس وسلطاني ومزراي وبو جليم وبونسيعة وصالحني بوطيرة أبوشيرة بريسم أبو دكة أبو دكة وأبو المقص ليل ونهار وبرشوت.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©