الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

"الجارديان" تسخر من إخفاء الدوحة "التماثيل الـ 14" !

"الجارديان" تسخر من إخفاء الدوحة "التماثيل الـ 14" !
20 نوفمبر 2018 00:51

لندن (الاتحاد)

سخرت صحيفة «الجارديان» البريطانية من الضجة التي تشهدها الأوساط المجتمعية في قطر بسبب سلسلة تماثيل وضعت خارج مستشفى للولادة في الدوحة، تُجسد مراحل نمو الإنسان منذ أولى لحظاته كجنينٍ في بطن أمه، مروراً بمختلف مراحل الحمل وحتى الولادة، وما بعدها بشهورٍ معدودة. وألمحت إلى أن الجدل المثار في المجتمع القطري بسبب هذه التماثيل - التي نحتها المثّال البريطاني الشهير دَميان هيرست - يكشف عن عدم مصداقية المزاعم التي ترددها السلطات في الدوحة بشأن مدى التحضر الذي يتسم به المجتمع وتذوقه للفنون وإقباله عليها.
ورصدت «الجارديان» في تقرير المحاولات التي قام بها المسؤولون القطريون لإخفاء هذه التماثيل البرونزية الـ 14 عن الأنظار طيلة الفترة الماضية، تحسباً لردود الفعل الغاضبة من جانب القطريين، خاصة في ضوء كون أحد هذه المنحوتات الضخمة عبارة عن رضيعٍ ذكر عاري الجسد يبلغ ارتفاعه نحو 14 متراً (أي ما يوازي قرابة 46 قدماً). وسبق أن عُرِضَت هذه الأعمال الفنية أواخر عام 2013 في الدوحة في إطار معرض حمل عنوان «الرحلة المعجزة»، قبل أن توضع أمام مستشفى ومركز أبحاث السدرة في ضواحي العاصمة، ليكشفَ عنها الستار لمدة يومٍ واحد فقط، قبل أن تُغطى بحجة «حمايتها من آثار أعمال الإنشاءات المستمرة في هذه المنطقة لبناء المستشفى».
لكن «الجارديان» قالت، إن تلك التماثيل التي نحتت بتكليف من شقيقة أمير قطر، المياسة بنت حمد آل ثاني أثارت «الدهشة» منذ اللحظة الأولى التي ظهرت فيها في الدوحة، في إطار أول معرض ينظم في الشرق الأوسط للنحات هيرست، الذي يوصف بالمثير للجدل. وأشارت إلى أن القائمين على مركز السدرة للطب والبحوث يستعدون في الوقت الراهن لمواجهة «موجة احتجاجٍ» بعد كشف الستار عن أعمال النحات البريطاني، والتي تمثل المحور الرئيس لمجموعة من الأعمال الفنية الموضوعة قرب المركز، بعد أن ظلت السلطات تخفيها عن الأنظار طيلة خمس سنواتٍ كاملة بفعل انتقاداتٍ عمت وسائل التواصل الاجتماعي وقتذاك.
وألقت الصحيفة الضوء على محاولات «نظام الحمدين» للتظاهر بالاهتمام بالفنون بهدف تبييض سجله الأسود الحافل بوقائع دعم التنظيمات الإرهابية وتمويلها وإيواء قادتها، وكذلك إفساح المجال لدعاة العنف والتطرف والكراهية للظهور على شاشات وسائل الإعلام المملوكة له، وعلى رأسها شبكة «الجزيرة» الموصومة بنشر الأكاذيب. ولفتت الانتباه إلى أن الدوحة التي تعاني العزلة على المستويين الإقليمي والدولي منذ منتصف العام الماضي دأبت على شراء الكثير من اللوحات الشهيرة على مدار الفترة الماضية، وذلك لـ «تصوير نفسها على أنها واحدة من أكثر الدول تقدميةً في المنطقة».
ومن بين أمثلة هذه المحاولات، شراء النظام القطري لوحة «متى تتزوجين» للرسام الفرنسي الشهير بول جوجان عام 2015 مقابل 300 مليون دولار، وشرائه قبل ذلك لوحةً أخرى للفنان الفرنسي أيضاً بول سيزان بنحو 259 مليوناً. كما سبق أن اشترى عضوٌ من العائلة الحاكم لوحة للفنان الأميركي جان ميشيل باسكيا بما يُقدر بـ 90 مليون دولار. لكن تقرير الصحيفة أبرز إقرار مسؤولي «نظام الحمدين» أنفسهم بأن المجتمع لا يتقبل مثل هذه التوجهات، ما يؤكد أنها ليست سوى مظهرٍ خارجيٍ من على السطح فحسب. ونقل عن ليلى باشا خبيرة الفنون في مؤسسة قطر المملوكة لحكومة الدوحة قولها: «لا نتوقع أن يحب الجميع هذه التماثيل. ولا نتوقع أن يفهمها الكل». واعتبرت أن الغرض من وضع التماثيل «إثارة الجدل والنقاش».

اقرأ أيضاً.. قطر و"حماس" تتشاركان في "تصفية" القضية الفلسطينية

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©