الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محمد المري وقع في حب التحليق بسبب طائرة ورقية

محمد المري وقع في حب التحليق بسبب طائرة ورقية
13 أغسطس 2011 22:55
سيطر حلم الطيران على محمد عتيق محمد خليفة بن ذياب المري فلم يدخر جهدا لتحقيق الحلم رغم الصعاب التي واجهته وكادت أن تغير مجرى حياته مرات عدة، حيث لعبت التربية السليمة التي أنشأت محمد دورا كبيرا في خلق شخصية عصامية تسعى لتحقيق أحلامها ولا تعرف المستحيل، وفعلا تمكن محمد من دراسة الطيران في الولايات المتحدة وتنقل في عدة مناصب قبل أن يشغل منصب مدير العقود الفنية في طيران الاتحاد، وهو على وشك الحصول على درجة الدكتوراه. الشندغة إحدى أحب المناطق لأبناء إمارة دبي وخاصة لدى من ولدوا في تلك المنطقة عند الرأس وهو الجزء الممتد من اليابسة إلى البحر، وهي من أجمل المناطق بالنسبة لعشاق البيئة البحرية، وفي تلك المنطقة ولد محمد عتيق محمد خليفة بن ذياب المري، وكان منزل الأسرة بجانب منطقة الشيوخ، ومن جيرانهم قوم بن حارب وسعيد محمد الحمدي والجلاف وقوم المري وعيال الشيخ بن مجرن. أصل النشأة كان والد محمد يعمل عبّارا ينقل الركاب بالعبرة بين ضفتي الشندغة وديرة، وبالنسبة لخليفة وهو عم محمد فقد كان غواصا، وقد تعاقد والده مع شركة أجنبية للتنقيب عن البترول بعد فترة من العمل على ظهر قارب النقل، ثم تم التعاقد معه من قبل شركة جاءت لشق خور دبي، وتنقل مع الشركة في عدة مناطق من الدولة، حيث كان قد اكتسب خبرة جيدة. يقول محمد إن والده قد أصبح لديه خير كثير نتيجة الوظيفة تلك، وقد وجد بعد ذلك فرصة للعمل في ميناء الحمرية التابع لحكومة دبي، وكان محمد يكبر في محيط محب ووالدين كريمين لا يبخلان عليه بشيء، وفي عام 1976 أدخل إلى مدرسة مكتوم الابتدائية للبنين وكانت في الشعبية الجديدة في جميرا. وفي أوقات الفراغ كان محمد يحب أن يلعب كرة القدم ويمارس ألعاباً شعبية تسمى «الميد والكوك»، وعندما تطور الأمر أصبحوا يصنعون الطائرات الورقية التي جعلته يعشق الطيران يحلم بأن يصبح طياراً، ولكن اللعب لم يجعله ينشغل باللهو، فقد كان يخرج برفقة ابن عمه وخاصة في الإجازة ليذهب لمركز حفظ القرآن. وكانت لديهم اجتماعات أسبوعية من أجل تبادل المعلومات والتعلم ممن هم أكبر عمراً وأكثر ثقافة، ووالده يحثه بشكل دائم كي يذاكر ويجتهد، ولم يكن يسمح له بالخروج للعب إلا بعد انتهائه من الاستذكار، ولذلك كان محمد يحب أيضاً أن يلعب لعبة معلم وتلميذ ومدرسة حيث يمثلون الأدوار التي يمارسونها في الصباح كطلاب. وعندما يأتي الصيف يلجأ والده إلى إحضار معلم للغة الإنجليزية ولكن كانت هناك لحظات جميلة للعب حيث يتوفر الوقت، ورغم ذلك لم يكن محمد يخرج مع أي شخص فقد كان يختار الشباب الأكثر اتزاناً والذين يشهد لهم بالأخلاق والسلوك القويم، وكان يبتعد دوما عن كل طفل أو أي شاب تظهر منه سلوكيات منفرة أو مخجلة. المرحلة التعليمية درس محمد الابتدائية في مدرسة المكتوم والإعدادية في مدرسة الإمام الشافعي والثانوية في مدرسة الإمام مالك، وخلال دراسته في الابتدائية رشح ضمن أوائل الطلبة للمشاركة في برنامج أوائل الطلبة الذي كان يبث من تلفزيون دبي، وكانت هناك مسابقات بين المدارس توجه لأوائل الطلبة المشاركين، وحين يتذكر محمد تلك المرحلة يوجه الشكر إلى الدكتور خليفة السويدي الذي كان خير مساند له، وكان يوجههم دوماً نحو الأفضل، وكان يحتويهم في الإجازات. ويتذكر أنهم خلال الإجازات يجتمعون في مسجد القبة الخضراء كل يوم خميس لعمل مجموعة من النشاطات مثل التفسير والتباحث في الأحاديث الشريفة وحفظها، وإلقاء المحاضرات والمشاركة في الإنشاد، وقد كانت كل تلك الأوقات الثمينة التي حافظ عليها بالتزود بالعلم والثقافة السبيل ليكون الأول على الصف في الأول الثانوي والثاني في الثاني الثانوي ثم الأول في الثالث الثانوي. وفي الثانوية العامة اكتشف معنى محافظة الأهل على أبنائهم في الصغر وعند المراهقة، فهي الأساس والأرضية الصلبة لشباب ينحى نحو العفة والرقي في الأخلاق، ولا يرضا بالرذائل وإن كانت صغيرة بالنسبة للبعض، حين يقول الأهل إنهم صغار لا بأس أن يجربوا وفي الكبر لن يكرروا الخطأ، فذلك منطقة غير مقبول حيث لا يجب أن يترك الأهل أبناءهم يقعون في الخطأ ثم يبحثوا عن التقويم والحلول. ويخبرنا المري أنه بسبب حبه للطيران كان يشتري المجلات والكتب التي تتحدث عن الطيران، وكان حبه للطيران منذ كان في الرابع الابتدائي، وكان الأهل ينتظرون أن يدرس الطب أو أن يحمل شهادة الدكتوراه في تخصص نادر، وكان ذلك دافعا حماسيا بالنسبة له حيث لم يكن يدخر أي وقت إلا ويشغله بما هو مفيد لحياته المستقبلية، وكان يختار أفضل الأصدقاء وفي ذات الوقت عرف البعض منهم كرفاق خلال المرحلة الدراسية ولكنهم أيضا أصبحوا بعد ذلك من المتميزين. وعن الأشخاص الذي كبروا على البحث عن الرفقة الصالحة والعلم، يقول محمد إن منهم خلف محمد سعيد الملا ومحمد علي بن عامر الحبسي وحميد أحمد بن سلطان الذي يعمل حاليا في شرطة دبي ولا يزال يتواصل معه، ومع خليفة المري وأحمد علي الفردان، وكل واحد منهم وجد طريقة إلى حياة مستقيمة ومستقرة. تحقيق الحلم وجد محمد نفسه بعد الثانوية العامة دون دعم من أية جهة كي يتخرج طيار، فحين قدم للدراسة لم يكن في طيران الإمارات برنامج إعداد طيارين وأيضا لم يجد تلك الفرصة في طيران الخليج. وفي عام 1987 قدم محمد أوراقه لوزارة التربية والتعليم لأجل أن يحصل على بعثة دراسية لدراسة الطيران المدني، ولم تكن لديهم بعثات من ذلك النوع، وكان ذلك قبل انتهاء القبول بأسبوع، ثم قدم في التعليم العالي وحصل على بعثة لدراسة الهندسة الكيميائية في الولايات المتحدة الأميركية، في ولاية أوهايو ليدرس في البدء اللغة الإنجليزية. وكان محمد يراقب خلال دراسته تلك البيئة المليئة بفرص التعلم ويشاهد الكثيرين ممن فشلوا بسبب الاندفاع خلف اللهو، وكان هو ضمن مجموعة من طلبة الإمارات ممن تفرغوا للعلم، وفي الشقة التي يتشاركون فيها كانوا يتعاونون لإنجاز متطلباتهم اليومية ويتحادثون ويخبرون بعضهم بما حدث خلال اليوم الدراسي. لكن محمد لم يبق ليكمل لأن حلم قيادة الطائرات كان لا يزال يلح عليه كي يتحقق، وكان يملك مبلغا لا بأس به من المال فسافر إلى فلوريدا ودرس الطيران لمدة ستة أشهر ولكن كان بحاجة لدعم، ولذلك خاطب التعليم العالي وتمت الموافقة على أن يدرس هندسة الطيران، وكانت الدراسة في «آمبري ريدل» واستطاع أن يسجل بعد ذلك لتحضير الماجستير في هندسة الفضاء، ولكن ظروفا خارجة عن إرادته منعته، لكنه لم ييأس فقدم للماجستير في الهندسة الميكانيكية، والتي لها علاقة بالطيران حيث كانت عن ديناميكية الحرارة والسوائل والغازات. وخلال الدراسة انضم لاتحاد الطلبة في فلوريدا ثم لاتحاد الطلبة المسلمين في الجامعة، وتم خلال تلك الفترة فتح مسجد وأجريت معه مقابلة صحفية حول الإسلام عندما اختير رئيسا لاتحاد الطلبة المسلمين، وكان محمد خلال كل سنوات الدراسة يعود إلى الإمارات في الإجازات، حيث تزوج بعد حصوله على البكالوريوس كما بحث عن فرصة عمل. وتنقل محمد في عدة وظائف وكان الطموح الحصول على الدكتوراه وحب الطيران كان يسيطر عليه، وقد عمل في طيران الإمارات، وقد عمل في طيران الإمارات وكان هناك تسلسل مهني ووظيفي، من برنامج تدريب المواطنين ثم عمل ضمن فريق قسم محركات الطائرات النفاثة وبعد ذلك في وحدة فحص الطائرات النفاثة، وترك العمل ليتفرغ للدكتوراه التي كان العمل عليها يتوقف لظروف مختلفة. ولا يزال محمد يراسل الجامعات والكليات المتخصصة في الطيران، كما وجد قبل فترة من الزمن فرصة من مصدر للطاقة بأبوظبي التي تدعم البحث العلمي، وتم اختياره للذهاب إلى معهد طوكيو للتكنولوجيا، ولكن كان هناك اهتمام آخر يشغل تفكيره وهو تربية أبنائه وهم في عمر يحتاج التواجد من قبل الأبوين. ويعمل محمد اليوم في طيران الاتحاد مديرا للعقود الفنية وهو على وشك الحصول على الدكتوراه بعد عامين تقريبا، وكان قد عمل لفترة من الزمن في الهيئة الاتحادية للطيران فرع إمارة دبي، وهو مؤمن أن البحث العلمي يحتاج لتفرغ تام كما يفعل علماء الغرب.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©