السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ولا تسرفوا

13 أغسطس 2011 22:54
قبل مجيء شهر الخير والكثير منا قد عزم على فعل البر والخير إما في إطعام الفقراء والتصدق عليهم أو في دعوة الأصحاب والجيران للإفطار أو في توسعة المأكل والمشرب على الأهل قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلالاً طَيِّباً) “البقرة”. ولكن ما ينبغي الالتفات إليه أن هذا الخير المتنافس فيه، لا بد أن يضبط بضابط الشرع حتى لا ينقلب العمل من البر والإحسان إلى الإساءة. ولذا نرى في نصوص الشرع ما يدل على ضبط الإنفاق بالاعتدال والنظر قال تعالى: (وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً) “الفرقان”. وقال تعالى: (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) “الأعراف”. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كلوا واشربوا وتصدقوا والبسوا، ما لم يُخالطه إسرافٌ أو مخيلةٌ”، رواه ابن ماجة. ففي هذه النصوص نرى نهياً عن الإسراف والذي له أضراره الكثيرة على الفرد والمجتمع، قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله كره لكم ثلاثاً، ذكر منها إضاعة المال) وقد نهانا صلى الله عليه وسلم عن الإسراف في كل شيء حتى في الوضوء ففي النسائي أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ ثلاثاً ثلاثاً ثم قال: “هكذا الوضوء فمن زاد عن هذا فقد أساء وتعدى وظلم”. وقال ابن عباس رضي الله عنهما: “من أنفق درهماً في غير حقه فهو سرف”. وقال: “كل ما شئت، والبس ما شئت؛ ما أخطأتك اثنتان: سرف ومخيلة”. “الإسراف” يطلق على مجاوزة الحد في الأفعال والأقوال. وهو صفة سلوكية مقيتة تعني الزيادة فيما لا داعي له ولا ضرورة حتى لو كان ذلك في أمر مباح. وقد يكون سببه حب الشهرة والتباهي لينال الثناء والمدح، أو المحاكاة والتقليد، أو إنفاق المال من غير تبصر ونظر. ومن صور الإسراف التي ارتبطت بمختلف جوانب الحياة المادية والمعنوية؛ مما تترتب عليها الكثير من المفاسد الدينية والدنيوية التي تُدّمر المجتمعات، وتعبث بالاقتصاد. أن نرى من يسرف في استخدام الماء واستعماله متغافلاً عظم الجهود المبذولة من قبل الدولة في توفيره والحفاظ عليه، وآخر من يسرف في تناول أصناف الأطعمة دون أي مراعاة لحاجته أو حاجة غيره، وآخر من يسرفُ في شراء الملابس واقتنائها، وآخر من يسرف في شراء وسائل الاتصال أو النقل دون أي نظر وتبصر، وآخر من يسرف في السهر الطويل أو النوم الكثير مُتغافلاً مضار ذلك التصرف الخاطئ على بدنه وفكره، وآخر من يُسرف في الاهتمام بالكماليات مهملاً القيام بالضروريات وأداء الحقوق والواجبات. وفي الختام لنا وقفة مع قول الله تعالى: (ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ).
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©