الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رمضان دعوة سنوية مفتوحة لحسن العشرة والدفء الأسري

رمضان دعوة سنوية مفتوحة لحسن العشرة والدفء الأسري
13 أغسطس 2011 22:38
شهر رمضان المبارك فرصة عظيمة لتنمية العلاقات وتمكينها بين أفراد الأسرة وخاصة الأزواج، وذلك بالانسجام الروحي المفعم بالإحساس العاطفي الصادق بينهما، وبروح التسامح، وحسن الظن، وصدق التعاون، فعلى هذا ينبغي على الزوجين أن يجعلا رمضان منطلقاً للسرور والابتهاج، والإقبال على الحياة، وأن يقضيَاه على أحسن وجه، مبتهجين مسرورين بهذا الضيف الكريم، يقتديان ببيت النبوة الذي كانت تظلله المحبة والمودة والأنس. فيجب أن تشهد العلاقات داخل الأسرة تغييراً إيجابياً خلال هذا الشهر الكريم، لأن رمضان نقطة التقاء للأسرة، خاصة الزوجين، فهما يصومان معاً، ويفطران معاً، ويؤديان العبادة معاً، فيرفرف عليهما جو من الصفاء الروحي، تذوب فيه كثير من الخلافات الزوجية المتراكمة طوال العام، وكل هذا يساعد على تعميق الحب والود بينهما. مظلة الطاعة وليس هناك أجمل من أن يلتقي الزوجان تحت ظل عبادة الله تعالى في هذا الشهر الكريم فتتجدد علاقتهما بالله عز وجل، فتذوب عندها كل الخلافات والمشكلات، وتحل مكانها علاقة الألفة والود والإحسان، وقد أثبتت بعض الدراسات أن الخلافات الزوجية تقل كثيراً في شهر رمضان، بسبب العوامل الإيمانية والروحية والنفسية الموجودة في هذا الشهر المبارك، وهذا يساعد على وضع النموذج الراقي للمعاملة الزوجية والعلاقات الأسرية، انطلاقاً من هدي النبي صلى الله عليه وسلم فعن أم المؤمنين السيد عائشة رضي الله عنها قَالَت: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأََهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلِي)، الترمذي. وأما الأزواج الذين يحرمون أنفسهم من هذا العطاء الروحي والنفسي في شهر الصوم لهم أبعد عنه في غير رمضان، والزوج الذي يتذرع بالصوم في استثارة غضبه، ويتعامل مع زوجته بعصبية وغضب وكلام لا يليق، فلا شك أن هذا سلوك يخالف حكمة الصوم وهدفه، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كلُّ عملِ ابنِ آدمَ له، إلا الصيامُ، فإنه لي، وأنا أجْزِي به، الصيامُ جُنَّة، فإذا كان يومُ صومِ أحدِكم فلا يَرْفُثْ يومئذ ولا يَصْخَبْ، فإن شاتَمه أحَد أو قاتَلَهُ، فليقلْ: إني صائم، إني صائم، والذي نفسُ محمد بيده، لَخَلُوفُ فم الصائم أطيبُ عند الله من ريح المسك، وللصائم فرحتان يفرحهما، إذا أفطر فرح بفطره، وإذ لقي ربَّه فرح بصومه). الصوم الحقيقي فالصائم الحقيقي لا يثور لأتفه الأسباب، ولا تضطرب نفسه، بل يصبر ويحتسب، وعلى الزوج والزوجة أن يتحليا بالصبر الجميل جراء صيامهما، وأن يبتعدا عن كل ما يعكر صفو العلاقة الزوجية في هذا الشهر الفضيل، فالزوج لما يدخل بيته ويبتسم في وجه زوجته ووجه أولاده يكون له بذلك صدقة، وكذلك الزوجة يكون لها الأجر إن فعلت، حتى أنا لنرى الرسول صلى الله عليه وسلم يشير إلى أسلوب طريف من أساليب التودد مع الزوجة، حينما يقول صلى الله عليه وسلم: (ومهما أَنفَقْتَ فهو لكَ صدقةٌ حتى اللُّقمةَ تَرفعُها فِي فِي امرأتِك) رواه الشيخان. تبسم لزوجتك وتبسمي لزوجك، وليفسح كل واحد منكما للآخر مكاناً واسعاً في قلبه، تنزل عليكما الرحمات وتنالان البركات. لكي يتم صومكما ويكون مقبولاً عند الله، يجب عليكما ضبط النفس عند الغضب، وإمساك اللسان عن فحش القول وتذكرا هدي حبيبكما المصطفى صلى الله عليه وسلم في ذلك. رمضان فرصة لا تعوض في مغفرة الذنوب، فعليكما بالتنافس في فعل الخيرات والطاعات، وأريا ربكما من أنفسكما خيراً. أكثرا من الذكر والدعاء، وسلا الله تعالى أن يجعلكما من عتقائه من النار في هذا الشهر الكريم. وأخيراً تذكرا أن كل واحد منكما مسؤول عن إسعاد الآخر، فتذكر أيها الزوج كيف كان نبيك صلى الله عليه وسلم يسعد أهل بيته، وتذكري أنت أيتها الزوجة أن رضا زوجك عنك يدخلك الجنة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة)، (الترمذي)، فيتعين عليكما أن يعاشر كل واحد منكما قرينه بالمعروف عملاً بقوله تعالى: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) “النساء، 19”، وعملاً بقوله تعالى: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ) “البقرة، 228” اللهم هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً واجعل شهر رمضان شهر خير وبركة علينا وعلى جميع المسلمين بفضلك وجودك يا أكرم الأكرمين د. أحمد نور الدين الزامل
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©