طنطاوي يزور ميدان التحرير وسط هتافات مضادة

زار رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية اللواء مشير طنطاوي أمس ميدان التحرير. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط أن طنطاوي الذي يدير عملياً البلاد منذ تنحي الرئيس المصري السابق حسني مبارك في الحادي عشر من فبراير الماضي، تفقد الجنود المنتشرين في هذا الميدان الذي شهد أبرز التجمعات التي كانت تطالب بإسقاط مبارك. وخلال الزيارة التي استغرقت أقل من عشر دقائق، صافح المشير طنطاوي أفراد قوات الشرطة العسكرية المتواجدة بالميدان، وتبادل معهم أحاديث جانبية. وظل عدد من المواطنين يطرحون أسئلة على المشير الذي اكتفى من جانبه بتحيتهم والابتسام لهم، قبل أن يستقل سيارته ويغادر الميدان. وجاءت زيارته قبل ساعات من موعد إفطار دعت إليه نحو 30 مجموعة سياسية وصوفية في ميدان التحرير لإعلان التمسك بإقامة الدولة المدنية في مصر ردا على تجمع حاشد أقامه السلفيون المصريون في الميدان نفسه في التاسع والعشرين من يوليو الماضي. وقالت الصحف المحلية إن عدداً من هذه التنظيمات عاد وقرر إرجاء هذا التجمع إلى الجمعة القادم للإعداد له بشكل أفضل. إلا أن تنظيمات أخرى دعت إلى الإبقاء على الإفطار أمس، وتجمع بالفعل عشرات الأشخاص عند موعد الإفطار في الميدان وهم يهتفون “مدني مدني” في إشارة إلى مطالبتهم بقيام دولة مدنية. كما أطلق المتجمعون هتافات تدعو إلى “إسقاط النظام العسكري” في إشارة إلى سيطرة المجلس الأعلى للقوات المسلحة على مقاليد السلطة في البلاد منذ تنحي الرئيس السابق. وانتشرت في الميدان أيضاً قوة من شرطة مكافحة الشغب. من جانب آخر، قررت الجماعة الإسلامية وأسرة الدكتور عمر عبدالرحمن، المسجون في السجون الأميركية منذ 18 عاماً، تعليق اعتصامهم الذي بدؤوه بعد تظاهرة استمرت 6 ساعات أمام السفارة الأميركية، لمدة أسبوع، لإعطاء المجلس العسكري والحكومة فرصة لتنفيذ مطالبهم بالإفراج عنه وعودته إلى مصر. وتقرر تعليق الاعتصام بعد اجتماع أبناء الشيخ عمر عبدالرحمن مع اللواء أركان حرب حمدى بادين، قائد الشرطة العسكرية، لمدة ساعة كاملة، والذي أكد حرص المجلس العسكري على حل المسألة، والإفراج عن الشيخ عمر عبدالرحمن، وأعطاهم موعداً لمقابلتهم صباح اليوم السبت، بمقر وزارة الدفاع. وكان المئات من أعضاء ومناصري الجماعات الإسلامية نظموا في وقت سابق أمس مسيرة خرجت من مسجد عمر مكرم، عقب صلاة الجمعة متجهة إلى السفارة الأميركية للتضامن مع أسرة عمر عبدالرحمن والمطالبة بالإفراج عنه، رافعين لافتات مكتوب عليها “رباط يوم في سبيل الله.. لفك أسر عالم في سجون الأميركان”، “الاعتصام المفتوح لنصرة العالم الأسير”، ورددوا هتافات: “اعتصام اعتصام.. حتى يرجع الإمام”، “متعبناش متعبناش.. الحرية مش ببلاش”، “قبل الكل شيخنا واقف ضد الظلم”، “بالروح بالدم نفديك يا إمام”. ونصبت الجماعة الإسلامية المتضامنة مع أسرة عبدالرحمن عددا من الخيام أمام السفارة الأميركية، تمهيدا للدخول في اعتصام مفتوح، واعترضت قوات الجيش المسؤولة عن تأمين السفارة على مكان إقامة الخيام، لأنها تعترض طريق السفارة الأمر الذي قوبل من أسرة عبدالرحمن بالاستجابة فقاموا بنقلها إلى جانب الطريق، قبل أن يتم في وقت لاحق تعليق الاعتصام. ألمانيا تتعهد بمساعدات لمصر بقيمة 240 مليون يورو برلين (د ب أ) - وافقت ألمانيا أمس على توجيه ديونها لدى مصر إلى مشروعات تنموية في مصر خلال الاجتماع الذي ضم وزير خارجية ألمانيا جويدو فيسترفيله ونظيره المصري محمد عمرو في برلين. وقع الطرفان اتفاقا لمبادلة 240 مليون يورو (341 مليون دولار) من الديون الألمانية لدى مصر بمشروعات تنموية خلال فترة 4 سنوات. واتفق الجانبان على أن “التغيير الديمقراطي الذي يحدث في مصر سوف يؤدي إلى تعاون وثيق وبناء في المؤسسات الدولية بما في ذلك مجالات سيادة القانون وحقوق الإنسان والتنمية الاجتماعية والاقتصادية”. وفي بيان حمل اسم “إعلان برلين” قال الطرفان المصري والألماني “من المهم للغاية تحسين الظروف الاقتصادية لشعوب المنطقة (الشرق الأوسط) من أجل تعزيز الاستقرار ومسار الديمقراطية”.