الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإعجاز العلمي للقرآن أطوار خلق الأجنة

13 أكتوبر 2006 01:29
خلق الله تعالى البشر جميعا يوم خلق آدم·· وجعل لكل انسان أجلا يخرج فيه إلى الحياة الدنيا من أب وأم قدرهما له، فالله خلق ونسب كما قال الله عز وجل وهو الذى خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا سورة الفرقان ·54 لم يكن علم ما في الأرحام وسر خلق النطفة معروفاً في عصر نزول القرآن وقبله بقرون وبعده بقرون كذلك·· ولم يكتشف العلماء شيئاً من حقائق العلم في علم الأجنة إلا ابتداءً من القرن التاسع عشر وما زال العلم يكتشف الجديد· واكتشف العلماء أن الجنين ينشأ من تلقيح بويضة من الأم، بحيوان منوي من الأب وبذلك تنشأ النطفة التي سرعان ما تنمو وتكبر في رحم الأم· ولاحظوا أن تكون الجنين في كل نوع من الكائنات الحية، من حيوان وطير وحشرة ونبات كلها بنفس النظام المحكم مما يدل على وحدة نظام الخلق في هذا الوجود الذي يقوم دليلاً واضحاً على وحدانية الخالق تعالى· والحيوانات المنوية ليست حيوانات ولكنها أنصاف خلايا من الناحية الوراثية، صمم الله خلقها بحيث تتحرك من مكان إلى آخر بواسطة ذيل طويل نسبياً·· أما في الأنثى فإن البويضات في المبيض تتكون من حويصلات خاصة كل حويصلة تنمو بداخلها بويضة·· وما أن تنضج حتى تصل إلى سطح المبيض وتنفجر الحويصلة وتخرج منها البويضة في مواعيد محددة إلى التجويف البريتوني فتستقبلها إحدى قناتي الرحم·· والبويضة كروية الشكل لا يزيد قطرها على واحد في المائة من المللى متر فهي أكبر كثيراً جداً من الحيوان المنوي وتحتوي على نصف الكروموسومات وذلك بسبب الانقسام الاختزالي في الخلايا التناسلية، والتي من شأنها أن تجعل كلا من الحيوان المنوي في الرجل والبويضة في المرأة أنصاف خلايا من الناحية الوراثية، ويسميها العلماء ''الأمشاج'' وباتحاد الأمشاج تتكون النطفة الأولى·· ولم يكن ذلك معروفاً قط قبل القرن الثامن عشر ولكن القرآن الكريم ذكر هذه الحقيقة في قوله تعالى إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا سورة الإنسان الآية ·2 يتجلى الإعجاز في الخلق في الأمشاج الذكرية التي تعد بمئات الملايين تتجه في اتجاه واحد نحو البويضة في احدي قناتي الرحم، حتى تتجمع حولها من كل اتجاه· وينجح حيوان منوي واحد في اقتحام البويضة وما أن يحدث ذلك ويتحد بالبويضة حتى تتكون البويضة الملقحة ويحدث تغير هائل بها ونشاط سريع وانقسام على نفسها إلى خليتين ثم تنقسم الخليتان إلى أربع والأربع إلى ثماني وهكذا وتكبر النطفة شيئاً فشيئاً، وتصير في حاجة إلى غذاء من دم الأم ولا سبيل إلى ذلك إلا باختراق جدار الرحم والتعلق به حيث تتصل بدم الأم اتصالاً غير مباشر وعلى الرغم من ذلك لا يختلط دم الأم بدم النطفة ولكن المواد الغذائية في دم الأم تصل إلى دم النطفة وتغذيها وعندما تتعلق النطفة بجدار الرحم تصير علقة· وعن هذه الحقائق العلمية في المراحل الأولى في خلق الأجنة يقول عز وجل اقرأ باسم ربك الذى خلق، خلق الانسان من علق· اقرأ وربك الأكرم الذى علم بالقلم· علم الإنسان ما لم يعلم سورة العلق وهي أول آية نزلت من القرآن الكريم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر خلق الإنسان كأحد مفردات الخلق لأن الإنسان هو المخاطب وأول ما يهم المخاطب خلق نفسه هو·· وعلق: جمع علقة وهي النطفة التى تعلقت بالرحم، وهي أولى مراحل خلق الجنين في الرحم·· لأن النطفة تموت إذا لم تتعلق بالرحم·· وما يبتدئ التخلق في النطفة إلا بعد أن تصير علقة· وجاءت كلمة ''علقة'' في خمس آيات·· وفي كل آية ارتبطت بمعنى جديد·· نزلت بترتيب النزول في سورة: القيامة ثم غافر ثم المؤمنون مرتين ثم في سورة الحج· ذكرت أولا، في سياق الحديث عن تسوية خلق الإنسان في قوله تعالى أيحسب الإنسان أن يترك سدى، ألم يك نطفة من منى يمنى، ثم كان علقة فخلق فسوى سورة القيامة الآية(36-38)، وبعدها في الحديث عن تاريخ الانسان كله وأطوار خلقه جميعاً في قول الله عز وجل هو الذى خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم يخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ثم لتكونوا شيوخا ومنكم من يتوفى من قبل ولتبلغوا أجلا مسمى لعلكم تعقلون سورة غافر الآية·67 ثم ذكرت في سياق الحديث عن أطوار خلق جنين الإنسان في رحم أمه في قوله تعالى ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين، ثم جعلناه نطفة في قرار مكين، ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين سورة المؤمنون الآية(12-14)· أما عن تاريخ الإنسان في الدنيا في قوله تعالى يا أيها الناس إن كنتم فى ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم ونقر فى الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ثم نخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ومنكم من يتوفى ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئا سورة الحج الآية·5 وحفظ الله تعالى الجنين في مكان أمين وقرار مكين أي في مكان محاط بعظام قوية في كل اتجاه هي عظام الحوض، وعظام الحوض في مركز الجسم والرحم في مركز الحوض والجنين في مركز الرحم وبهذا كان الجنين في مكان أمين ولقد بين الله تعالى هذه الحقيقة العلمية في سورة المؤمنين· وذكرت كلمة ''أجنة'' في القرآن الكريم في آية واحدة في قوله تعالى هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الأرض وإذ أنتم أجنة فى بطون أمهاتكم فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى{ سورة النجم الآية ·32 لقد خلق الله تعالى جنين الإنسان في بطن أمه طوراً من بعد طور·· نطفة، ثم علقة ثم مضغة، ثم أطواراً أخرى، يعقب بعضها بعضاً·· وخلق النطفة يختلف عن خلق باقي أطوار خلق الجنين، فخلق النطفة ينتج من اتحاد أمشاج الذكر بأمشاج الأنثى التي كانت من قبل منفصلة إحداهما عن الأخرى: البويضة في جسم والحيوان المنوي في جسم آخر·· ثم تلاقتا واتحدتا، وكونتا البويضة الملقحة أو النطفة·· أما خلق العلقة وخلق المضغة فهي أطوار من الخلق يعقب بعضها بعضا في نفس الجنين· ولا يختلف أحدها عن الآخر الا في درجة التسوية في الخلق·· إذاً فهناك فرق واضح بين خلق النطفة من أمشاج متفرقة ثم تجمعت·· وبين خلق كل من العلقة والمضغة بعد ذلك· أما مراحل خلق العلقة والمضغة واللحم والعظام، فهذه مراحل يتبع بعضها بعضاً، ويعقب بعضها بعضاً، في أيام وأسابيع، أما تسوية الجنين خلقاً آخر، فلا تأتي بعد أيام أو أسابيع وإنما بعد أربعة أشهر كاملة· وكالة الأهرام للصحافة
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©