إيران تطلق المرحلة التجريبية لمفاعل بوشهر

أطلقت إيران أمس المرحلة التجريبية من تشغيل محطة بوشهر النووية لفترة تمتد بين 3 الى 7 أشهر، وقالت إنها أجرت تجارب ناجحة للمفاعل وأنها لن تبطئ نشاطها النووي· وجاء إطلاق المرحلة التجريبية بعد إعلان رئيس الوكالة الفيدرالية الروسية للطاقة الذرية سيرجي كيريينكو في ختام زيارة للمحطة امس أن عملية بنائها انتهت· واوضح أن المحطة حاليا في مرحلة ما قبل بدء التشغيل وهي مرحلة تتضمن مجموعة من الإجراءات المتشعبة من أجل اختبار مختلف الانظمة فيها''· وقال ''إنه حضر عملية شحن قضبان شبيهة بقضبان الوقود في المنطقة النشطة من المفاعل''· وامتنع كيريينكو في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع نظيره الإيراني غلام رضا أغا زاده في موقع المفاعل في بوشهر عن تحديد موعد دقيق لتدشينه، وقال ''ينبغي تقييم نتائج الاختبارات الأولية بشكل كامل في البداية''· وأجرى الجانبان ما أطلقا عليه ''الاختبارات الأولية'' للمفاعل وشمل مفاعل ''الماء الخفيف'' الذي تبلغ قدرته 1000 ميجاوات أمس بوقود افتراضي حيث أن الوقود النووي في بوشهر مازال خاضعا لقيود الوكالة الدولية للطاقة الذرية· وقال المسؤولون في بوشهر إن التجربة أجريت باستخدام الرصاص بدلا من اليورانيوم في قضبان الوقود· وقال كيريينكو ''بدون النتائج سيكون البدء في المرحلة الثانية من الاختبارات تصرفا غير مسؤول''· بينما قال أغا زاده نائب الرئيس الإيراني ومدير منظمة الطاقة الذرية الإيرانية ''إنه بإجراء الاختبار يمكن الحديث بالفعل عن استكمال المفاعل في غضون أشهر قليلة''، وهو ما يتناقض مع تلميحات كيريينكو · وأدت محاولات الصحفيين لمعرفة الموعد المحدد لإنجاز المشروع إلى إثارة غضب كيريينكو ما أجبر أغا زاده على التدخل قائلا ''إن الأمر يتطلب نحو سبعة أشهر على الأقل للحصول على النتائج · وقال ''إن مشروع بوشهر لم يتأثر بأي اعتبارات سياسية وهو متوافق مع كل القواعد الدولية''· وأضاف ''ينبغي أن يخضع المفاعل بالطبع لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية كما ينبغي مراعاة معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية''· وقال أيضا ''اذا كانت التجارب ايجابية سنقرب موعد تشغيل المحطة واذا ما واجهنا مشاكل سيكون التشغيل ابطأ''· واضاف أغا زاده ''نحتفل بالتشغيل التمهيدي لبوشهر مما يعني اننا نقترب من اطلاق المحطة''، وقال ''إن اختبار الوقود الفعلي كان ناجحا··إن ما تمكنا اليوم من إزالته هو القلق داخل إيران بشأن إتمام المشروع في موعده''· وأكد أن إيران لم تبطئ نشاطها النووي وتعتزم تركيب 50 ألف جهاز طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم خلال السنوات الخمس المقبلة· وقال أغازاده ''لدينا حاليا 6000 جهاز طرد مركزي تعمل في نطنز وسنزيد من نشاطنا لتركيب المزيد بحلول نهاية العام الفارسي في مارس عام 2010 · وأضاف ''لم نغير الجدول الزمني في نطنز، لم نبطئ ولم نسرع نشاطنا هناك''· وابلغت إيران الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان مد المحطة بالوقود سيتم في الربع الثاني من ،2009 واوضح كيريينكو انه بحث مع محاوره مواضيع عدة على علاقة بتشغيل محطة بوشهر، وأن تشغيل المحطة سيكون رهنا بتسوية هذه المشاكل · وقال ''بحثنا اتفاقا يقضي بمد المحطة بالوقود لـ10 سنوات''، وأضاف انه بحث في إنشاء مؤسسة مشتركة يعمل فيها اخصائيون نوويون روس وإيرانيون بعد السنة الأولى من التشغيل· من جهته، اوضح نائب مدير الوكالة الإيرانية للطاقة الذرية محمد سعيدي للتلفزيون الإيراني أن الامر يتعلق بالتحقق بصورة خاصة من دورة الطاقة الأولية، وانظمة الإنقاذ ووحدات الدعم، لتجنب اي حادث قد يطرأ عند الاطلاق· وقال مهندس إيراني يدعى محسن شيرازي ''نقوم منذ عشرة أيام بشحن المفاعل بالرصاص لنرى ان كان يمكنه مقاومة وزن الوقود عندما يتم ضخه· وأضاف ''اذا ما نجحت التجارب فسنستخدم قضبان وقود اليورانيوم المخصب بدلا من الرصاص''· وتسمى هذه العملية عملية التشغيل ''الفني'' للمحطة، وهي تشمل اختبار التجهيزات وتسبق اطلاق المحطة الفعلي مع الشروع في انتاج الطاقة، وهو ما يمكن أن يحصل في غضون شهرين الى ثلاثة أشهر بعد ذلك·