الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ناصر الظاهري: التلفاز·· الشاهد الحاضر مع الجميع

ناصر الظاهري: التلفاز·· الشاهد الحاضر مع الجميع
13 أكتوبر 2006 01:28
شيماء الهرمودي: لكل شخص من الأشخاص طقوسه التي يتميز بها عن غيره والتي يحب أن يمارسها في يومه العادي، فما بالك إن كان الشهر الذي يمر بالشخص هو بالأصل والأساس شهر كله تميز وذلك بكل ما فيه من أجواء راقية منذ بداية صباحه وحتى آخر ليله·· لذا نرى الشخص وبشكل غير إرادي يتغير مع هذا الشهر الفضيل ليؤقلم نفسه على طباع معينة وسلوك وأفعال معينة لربما قد فعلها في باقي شهور السنة إلا انه في رمضان يتميز ويتطبع بها بشكل خاص ومغلف وذلك لتمتع الشهر نفسه بطابع مميز ومختلف· واليوم نلتقي بشخصية من الشخصيات المتميزة في الأصل طوال شهور السنة، ولكنها تزهو بالتميز أكثر عما كانت عليه في شهر رمضان، انه الكاتب والروائي والصحفي ناصر الظاهري الذي ولد عام 1960 في مدينة العين ودرس الصفوف الابتدائية الأولى من حياته فيها ثم أكمل باقي دراسته في مدينة أبوظبي، وحصل على شهادة البكالوريوس في الإعلام و الأدب الفرنسي من جامعة الإمارات في عام ،1984 ودرس دراساته العليا في معهد الصحافة العربية في جامعة السوربون في باريس، وعمل في الحقل الصحافي والإعلامي لسنوات طويلة ومازال· رمضان زمان واليوم ويقول الظاهري إن أكثر ما يميز رمضان هي بساطة الناس وسلاسة تعاملهم فيه بكل شيء، ولكني كنت أنظر إلى هذا الجانب من التميز في رمضان القديم أكثر منه حاليا، وذلك ليس لشيء بل بسبب الطابع البسيط الذي كان يحمله رمضان القديم من بساطة في الحياة وخصوصية مريحة وتوافق وألفة ومحبة كبيرة كان يعيشها أجدادنا في السابق، بالإضافة إلى الطقوس التي كانوا يتمثلون فيها ذاك الزمان، والجو بشكل عام الذي يفرضه على الناس حيث يجعل منهم أكثر تكاتفاً ومودة، وكان ذلك طبعا لقرب البيوت والقلوب ذاك الزمان من بعضها البعض بصورة وشكل أكبر، حيث أذكر أنني أول ما صمت في حينها وأنا في السابعة من عمري تعلمت في يومي الكثير، حيث شعرت بصبر وتعاون وتآلف أجدادنا في هذا الشهر الفضيل الذي فرضه عليهم حرمة هذا الشهر المميز في الأصل عن باقي شهور السنة· ويستطرد ناصر حديثه: أما بالنسبة لرمضان اليوم فقد تطور وتغير وذلك لتغير الزمان والعالم فيه، حيث كبرت فيه المدينة وصارت تحمل بين جنباتها العديد والكثير من الأعباء التي فرضت فيه على الشخص التغير الإجباري·· أما بالنسبة لي أنا كشخص وما أحدثه في رمضان من تغير: فأنا أشعر أن شهر رمضان شهر أمارس فيه كل عاداتي التي تعودت على ممارستها في باقي شهور السنة، ولكنني وللامانة أحبذ في هذا الشهر القراءة بشكل أكبر لما يفرضه هذا الشهر من قلة في الحركة ومن ليل رمضاني مميز وفجر لا يقاوم، حيث أنني أشعر وقت الفجر بأن العالم كله يسكن ويهجع ليسكن فيه كل شيء حولنا بما فيه عواطف الإنسان وأعضاؤه، ولتكون فيه السماء أكثر صفاءً وهدوءا وسكينة· المجالس الرمضانية ويضيف الظاهري : أما بالنسبة للمجالس الرمضانية التي أرتادها خلال الشهر الفضيل فأنا أحب أن تكون مجالسي التي أرتادها وأدخلها وأخالطها من النوع الثقافي والأدبي أكثر من أن تكون دينية، ليس لشيء ولكني أفضل المجالس التي تتطبع بعامل الفكر والثقافة الدينية أي التي يكون فيها نوع من الفكر والثقافة والجدل والنقاش الهادف· دردشة عائلية ويتابع الظاهري: إن رمضان بشكل عام يفرض على الشخص أن يتواجد في البيت، وفي هذا الوقت لا يكون لدى العائلة سوى التلفاز ليكون هو الشاهد الحاضر الوحيد المتواجد مع الجميع في أغلب أوقات يومهم الرمضاني، فالتلفاز اليوم حظي من الجميع بالرصيد الأعلى، حيث صار هو رب المنزل وهو الجد الكبير الموجود والمتواجد دائما في المنزل، فهو من يأخذ الوقت كله تقريبا منا، ولكن هذا لا يعني أبدا أن لا تكون عندي أي جلسة ولو بسيطة مع عائلتي فهناك الكثير من الوقت أيضا الذي أخصصه للدردشة معهم والحديث في كل ما يخصنا من مواضيع حتى ولو كانت دردشة بسيطة تحمل بين طياتها نقاشات وموضوعات مختلفة تختلف على اختلاف زمان ومكان اليوم· الأكلات ويقول ناصر: بالنسبة للأكلات في رمضان فأنا من الناس الذين دائما ما يجعلني رمضان أشتهي الأشياء ولا آكلها حيث أنني في رمضان وبشكل عام كثير الاشتهاء وقليل الأكل·· أحب الحلو حيث يزيد طلبي عليه في رمضان، وأكره فيه السمك ولا أحب أكله أبدا في رمضان، وذلك يرجع إلى أني من الناس الذين لا يحبذون الأكلات البحرية من الأساس سواء في رمضان أو غيره· السفر أهوى السفر وهذا طبعا بعد هواياتي الأساسية وهي القراءة والكتابة ولكن ليس برمضان إلا إذا حدتني الظروف، فالسفر أعطاني الكثير وعلمني الكثير، فبأسفاري التي جلت بها العالم والتي مكنتني من رؤية العالم بعين جديدة وبشكل آخر حصلت على عالم كبير ساهم في تكوين وبناء شخصيتي التي من خلالها استطعت مواجهة الحياة والاختلاط بثقافات جديدة وشعوب مختلفة، حيث تعلمت من خلالهم الرؤى الجديدة لمظاهر الحياة الخاصة بهم وخاصة الاجتماعية منها لدى جميع الحضارات والشعوب، والتي من خلالها أيضا تعلمت كيف يمكن أن يتعلم الشخص الكثير من الأشياء·· وبجانب هذا فأنا على قناعة تامة بأن السفر بالنسبة لي هو نوع آخر من القراءة التي أعتبرها قراءة من النوع العميق جدا التي تدخل في عالم الناس والأشياء· وما أذكره من سفريات قضيتها في رمضان خارج الإمارات كانت في عدد من الدول الأوروبية بما فيها فرنسا حيث قضيت فيها أكثر من أربعة رمضانات، كما زرت خلال شهر رمضان دول شمال أفريقيا حيث التميز بهما بنوع من الخصوصية والطقوس والنشاطات الثقافية الحلوة والعديدة وخاصة من جانب الجاليات المسلمة والعربية عندهم، أما بالنسبة للدول العربية فزرت منها الكثير أيضا ولكن من شعرت فيها بنوع من التميز المختلف عن باقي دول العالم التي زرتها·· كانت القاهرة وهي المعروفة دائما بفرحتها آخر الليل، فما بالك في رمضان الذي تتميز فيه القاهرة بالأجواء الأكثر فرحا وبهجة·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©