الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قطع يد السارق لم يطبق سوى خمس مرات

قطع يد السارق لم يطبق سوى خمس مرات
13 أكتوبر 2006 01:27
ممدوح محمود: دعوة العلماء الاجلاء من أقطار العالم إلى الإمارات لإحياء ليالى شهر رمضان المبارك كل عام واحدة من المآثر الجليلة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، وهى السنة الحميدة التى حرص صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة وإخوانه أصحاب السموأعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حفظهم الله على مواصلتها· وهى تفتح المجال للقاء بهم والتحاور معهم لنكون نافذة يطل منها القراء على فكرهم فى قضايا الإسلام والمسلمين، ولتكون أيضا منبرا للعلماء لطرح آرائهم ولدعوة المسلمين إلى كل ماهو خير فى شهر الخير· عن الإسلام وحقوق الإنسان·· وعن الإزدواجية التشريعية بين الشريعة والقانون·· وعن الجامعة والجامع·· عما يقال عن قسوة الحدود الإسلامية وزيادة معدلات الجرائم الغربية·· عن المشاكل التي يواجهها العالم الإسلامي اليوم، والحلول التي يقدمها الإسلام ويعزف عنها المسلمون· دار الحديث مع واحد من أساتذة القانون الجنائي الإسلامي بجامعة اليرموك الأردنية حيث تناولنا مع الدكتور أسامة على الفقير هذه المحاور في السطور التالية· بادرته قائلاً: ؟ماهي المسألة التي تبدو في نظركم مشكلة تستدعي الحل أو خطأ يتطلب التصحيح؟ ؟؟ ربما تكون أهم مشكلة تعاني منها قطاعات كبيرة في المجتمع المسلم هي مشكلة الفهم الصحيح للإسلام وهذه القطاعات تشمل الأفراد من الرجال والنساء والشباب والأطفال·· وكذلك أيضاً لموظفي الدولة بشتى مراتبهم، وكذلك الجهات التنفيذية صاحبة القرار تعاني إيضاً من هذه المشكلة وهي في أساسها الاقتناع بأن الإسلام صالح لكل زمان ومكان وأنه هو السبيل لحل كثير من المشاكل التي يعاني منها المواطن في شتى مواقعه· ؟ وما سبب مثل هذه المشكلة ؟ ؟؟ يبدو أن هذه المشكلة تنتج إما عن الجهل بحقيقة الإسلام وصلاحيته لكل زمان ومكان، وإما بسبب للغزو الفكري والثقافي الذي جعل البعض يتشكك في صلاحية الحلول الإسلامية للمشاكل المعاصرة في جميع المجالات· ؟ أية حلول لأية مشاكل ؟ ؟؟ هناك إشكاليات كثيرة تحتاج حلولاً إسلامية ولكن عوائق الفهم وعدم التمكين لأصحاب الفكر والفقه الصحيح يؤدي إلى استمرار هذه المشكلات وليست هناك مشكلة واحدة فقط يمكن التوقف عندها، ولكن كل مشاكل المسلمين اليوم لها حلول إسلامية لا يسعى البعض إلى تطبيقها· ؟ الشريعة والقانون·· ما هي العلاقة·· انفصال أم تطابق أم تقاطع؟ ؟؟لابد أن نؤكد حقيقة مفادها أن الشريعة سابقة على القانون وذلك على اعتبار أن الشريعة هي ما شرعه الله عز وجل، فإن أول تشريع على وجه الأرض كان تشريعاً ربانياً، وجاءت القوانين التي وضعها البشر متأخرة في الظهور على الشرائع السماوية· وإذا كان المقصود الحديث عن الشريعة الإسلامية تحديداً وعن القانون الوضعي المطبق الآن في أغلب البلاد الإسلامية والذي مصدره القانون الفرنسي فإن الشريعة أيضاً سابقة على القانون الفرنسي· وإذا كان المقصود بالقانون هو مطلق ما يقيد ويضبط الأقوال والأفعال فإن الشريعة قانون، ولا أدل على هذا من أن الشريعة كانت قانوناً مطبقاً بنجاح في فترة من الزمن قدرها 1300 سنة· وعندما يقال كلمة ''قانون'' يتبادر إلى ذهن السامع في ذلك الوقت الشريعة الإسلامية ولا شيء غيرها· ''وحالياً صار هناك انفصال بين مفهومي المصطلحين، بحيث بدا القانون الوضعي منفصلاً عن الشريعة، مع العلم أن كثيراً من بنود القانون الوضعي المطبق لدينا ملائم عموماً لمبادئ الشريعة الإسلامية·· فقط·· وبقي الخلاف محصوراً في مساحة قليلة من الجوانب· فالنظام العام لأي قانون وضعي هو مطابق لمبادئ الشريعة في قانون العقوبات مثلاً يتطابق النظام العام مع الشريعة· والنظام العام في أحكام المعاملات المالية أيضاً مطابق للشريعة، والسبب في هذا أن ما توصلت إليه العقول السليمة عبر تجاربها ومرور الزمن عليها أنتجت تشابهاً كبيراً بين النظامين والقانونين· وفي النهاية ونظراً لأن كثيراً من أحكام القانون الوضعي متأثرة بالشريعة الإسلامية وإشارة إلى توافق العقول السليمة على أصول التشريع فإن هناك اندماجاً وعلاقة تقاطع بمساحة كبيرة بين الشريعة والقانون· ؟ ألا تلاحظون أن الازدواج التشريعي في المجتمع يقابله ازدواج تعليمي في الجامعة حيث تسمى كلية الحقوق مثلاً كلية الشريعة والقانون؟ ؟؟ الطالب في كلية القانون لا بد أن يدرس مواد في الشريعة الإسلامية، مثلاً فقه الأحوال الشخصية، علم أصول الفقه، علم التركات والمواريث، فقه المعاملات وفقه القانون المدني، وحيث أن العلاقة بين الجانبين هي علاقة تقاطع بمساحة كبيرة مشتركة نأمل أن تنتهي هذه الازدواجية لتتطابق دراسة القانون باعتباره شريعة والشريعة باعتبارها قانون· وهذا يتحقق عندما يبدأ فقهاء القانون بإدراك أن ما شرعه الله لعباده خير مما شرعه العباد لأنفسهم· ويتحقق أيضاً باستفادة طلاب العلم الشرعي من علوم القانون فيما لم يرد فيه نص جازم وقاطع وتفهم الأصول العامة للقوانين والأنظمة والتقسيمات المنطقية لهذه العلوم والتي لا تتعارض مع الشريعة بحال· ؟ بدعوى الحفاظ على حقوق الإنسان ، يغيب الحرص على واجبات الإنسان ويتهم الإسلام بقسوة العقوبات فيه·· فما ردكم؟ ؟؟ لقد اتهمت الشريعة الإسلامية في قانونها الجنائي بأنها قاسية وهو قول مردود عليه، بأن القسوة أمر نسبي، فمن يضرب مرة واحدة ليس قاسياً إذا قورن بمن يضرب مرتين، وهو في نفس الوقت قاسٍ إذا قورن بمن يعظ ويرشد فصار الأمر إلى أن قسوة العقوبات أمر نسبي، ولا يمكن لأية عقوبة أن تتخلص من هذا الوصف إذا ماقورنت بما هو أخف منها، من هنا لا بد من البحث عن وصف أكثر ثباتاً وهو وصف المناسب، أي تناسب العقوبة مع الجريمة·· ؟ والسؤال الأخير·· هل العقوبات الإسلامية مناسبة أم لا؟ وهل الوضعية مناسبة أم لا؟ ؟؟ وهنا يأتي الجواب من نتيجة تطبيق القانونين فإن القوانين الوضعية الموسومة بالرحمة في ظن أصحابها وغير القاسية كما يعتقدون لا تحقق الأمن للمجتمع لا بأفراده ولا جماعاته ولا مؤسساته وخير مثال على هذا في أمريكا في السبعينيات انقطع التيار الكهربائي في نيويورك عندها قام 3000 رجل أمن بإلقاء القبض على 3000 لص وهذا يعني أن لو كان عدد الشرطة 10 آلاف لقبضوا على عشرة آلاف لص ناهيك عن أن أفراد الشرطة الفاسدين أنفسهم والذين هم بحاجة لجهاز آخر للقبض عليهم وأيضاً تشير الإحصائيات إلى أن 60% من الأمريكان كانوا ضحية للجريمة مرة واحدة على الأقل في حياتهم· وأن 58% منهم كانوا ضحية للجريمة مرتين أو أكثر، وأن 39% منهم مارسوا أنواعاً مختلفة من الجرائم في حياتهم، وهذه الأرقام من كتاب ''يوم اعترفت أمريكا'' وهذا يعني أن 168 مليون أمريكي تعرضوا للاعتداء عليهم في جرائم مختلفة مرة واحدة باعتبارهم 280 مليون 162,4 مليون تعرضوا للجريمة مرتين أو أكثر و 109 ملايين مارسوا أنواعا مختلفة من الجرائم مع العلم أن سكان الجزيرة العربية والشام ومصر والعراق 164 مليون· وهذا يعني أنه لو كان هؤلاء السكان العرب جميعهم مجرمين ما لحقنا برقم الحضارة الأمريكية· وهناك إحصائية صدرت 1420 هـ 1999م تقول أن عدد السجناء في أمريكا بلغ 1,8 مليون سجين وأن العدد مرشح لتجاوز المليونين مع عام 2000إلى أن 25% من سجناء العالم كله هم الذين يقبعون في السجون الأمريكية·· هذا طبعاً بدون حساب المسجونين المظلومين في معتقل جوانتاناموا السجن الأمريكي الأكثر سوءاً في سمعته على مر التاريخ· هذا برغم أن الأمريكيين لا يتجاوز عدد سكانهم 5% من سكان العالم! فهل يريد الذين يريدون إلحاقنا بركب الحضارة الأمريكية إلى تحقيق هذه الأرقام القياسية الإجرامية في بلادنا؟! وفي المقابل ماذا لدينا وفقاً لشريعتنا؟ يكفي أن تعلم أن الدولة الإسلامية في صدر الإسلام لم تقطع فيها سوى 5 خمس أياد فقط في زمن النبي عليه الصلاة والسلام وفي زمن الخلفاء الأربعة كله· في الوقت الحاضر هناك بعض الدول تطبق الشريعة الإسلامية في صورة من صورها وحققت نسبة أمان مرتفعة·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©