الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

قانون الأقاليم·· وصفة تقسيم أم نهاية للفوضى ؟

13 أكتوبر 2006 01:22
بغداد ـ حمزة مصطفى : بأغلبية بسيطة تمكن الائتلاف العراقي الشيعي من تمرير قانون الاقاليم الذي اثار وسيثير المزيد من الجدل في العراق· فبعد أيام من الشد والجذب بين مختلف الكتل والتيارات السياسية، أجيز القانون بعد أن صوت في اللحظات الاخيرة أربعة من أعضاء القائمة العراقية بزعامة إياد علاوي على هذا القانون وهم صفية السهيل ومهدي الحافظ وحميد مجيد موسى ومفيد الجزائري ليحصل القانون على 138 صوتاً من بين 275 صوتاً هم عدد اعضاء البرلمان العراقي· وفي الوقت الذي لم تعرف فيه دوافع الأعضاء الأربعة من تلك القائمة التي لديها تحفظات على القانون وهل ما عملته يعتبر تمرداً على القائمة او ربما انشقاقاً عنها، فان كتلاً بارزة من داخل الائتلاف مثل التيار الصدري وحزب الفضيلة لم تصوت على القانون· مع ذلك وطبقاً لقواعد اللعبة البرلمانية، فقد قضي الامر الذي طالما انشغل السياسيون العراقيون بشأن شرعية هذا القانون من عدمه، بل شرعية النظام الفيدرالي للعراق برمته· هذا النظام الذي يعتبره البعض على انه وصفة جاهزة للتقسيم فيما يعتبره البعض الاخر نهاية منطقية لمسلسل الالام التي عصفت بالعراق منذ سقوط نظام صدام حسين وبالتالي فإن الفيدرالية يمكن ان تنهي الفوضى الى الأبد من خلال النظام الفيدرالي· غير ان المشكلة لا تكمن في الفيدرالية بحد ذاتها بقدر ما تكمن في صيغ تطبيقها في بلاد ظلت طوال تاريخها المعاصر محكومة في إطار دولة مركزية استولى على مقاليد السلطة فيها نظام شمولي لمدة 35 سنة· وطوال هذه المدة الطويلة كانت كل الشعارات والاهداف وحتى الأغاني الوطنية والأهازيج تدعو الى الوحدة الامر الذي جعل من الصعوبة الاتجاه بالتفكير نحو الفيدرالية انطلاقا من الخوف من ان تكون هذه الفيدرالية مقدمة للتقسيم على اساس ان العراق منقسم طائفياً وعرقياً· وعلى هذا الاساس فان الجغرافية تقف عاملاً مساعداً لإمكانية التقسيم مستقبلاً عند حصول أي خلاف· وفي هذا السياق فقد ذهب الكثير من المفكرين والمثقفين الى التأكيد ان بلدا بمثل هذه المكونات مثل العراق لايمكن ان يحكم الا على اساس مركزي، بيد ان هذه الرؤية التي تريد الحفاظ على الأرض ووحدة الجغرافيا تنهض بالضد منها رؤية أخرى ترى ان النظام المركزي لابد ان يكون نظاماً لطائفة أو عرق وهو ما يعني اضطهاد باقي المكونات ويضربون بذلك مثلاً بالدولة القومية التي حكمت العراق طوال ثمانين عاماً والتي تحولت من وجهة نظرهم الى دولة عرقية اضطهدت الأكراد باسم مبدأ المواطنة ، واضطهدت الشيعة باسم العروبة في حين ان الصفة الغالبة عليها هي كونها من طائفة واحدة هي الطائفة السنية التي احتكرت طوال هذه الفترة الطويلة المواقع والمناصب والامتيازات·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©