الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عيدك يا حُب

16 فبراير 2008 02:20
بغض النظر عمّا إذا كان ''عيد الحب'' يمثل قيمة عربية أو إسلامية، فإنه يبقى يمثل قيمة إنسانية تحتفل بها مجتمعات بشرية هائلة العدد في سكانها في غير مكان بعالمنا الراهن· في ظل كل المآسي التي تجتاح الإنسان في أي لحظة، وفي أي مكان· وفي ظل كل صور العنف الدموي التي نشهدها هنا وهناك في حياتنا، تبقى الحاجة إلى الحب والاحتفاء به أكثر من ضرورة، بل وأكثر من حاجة، وأكثر من طريق واحد لخلاص الإنسان من آلامه وهمومه التي تجرفه إلى أتون الضياع والموت المجاني كما نراه في كل لحظة بمنطقتنا العربية والإسلامية· في يوم أمس الأول (الخميس)، بدت إحدى زميلاتنا في الجريدة كالحمامة البيضاء بيننا وهي تلصق بطاقات حب حمراء على مكاتبنا بالجريدة في مشهد يفيض بالمشاعر الإنسانية العاطرة، ويحتفل بالكينونة الإنسانية بعيداً عن كل الجهويّات التي تتلبَّس هذه الكينونة لتجعلها أسيرة ثقافة أحادية الجانب، حتى بدا احتفاء زميلتنا تلك بالكينونة الإنسانية شائقاً فأضفى على سرائر النفس بهجة الحضور النادر· في مساء يوم الخميس الماضي أيضاً، بدا اللون الأحمر منتشراً برونقه المثير على أجساد النساء في شوارع وأسواق ومقاهي العاصمة أبوظبي، بل بدت فضاءات العاصمة عابقة بما تحمله النساء والصبايا وأطفال البراءة من ورود وزهور حمراء وهي تشدو بأغنية عيدك يا حب· مناسبة طيبة أن يلجأ بعض القائمين على الأمكنة العامة، أمكنة الترفيه مثلاً، إلى إشاعة روح الإحساس بالحب في عيده السنوي؛ ففي مداخل أحد فنادق أبوظبي، تهدي صبية الاستقبال وردة حمراء لكل زبونة قادمة إلى الفندق· وعندما تدخل في جمعيات ومحال التسوق العامة، تجد طاولة كبيرة تضم باقات من الورود الحمراء، بل والهدايا ذات اللون الأحمر بمختلف الأشكال والتصاميم· لعله الأجمل، في هذه المناسبة، أن يفاجئك صديق ضرب موعداً معك في مساء الخميس ذاته، ليتقدِّم لك بوردة حمراء حال وصوله إليك· لعلَّ هذا الصديق هو الأكثر إحساساً بيوم الحب، بل والأكثر تبصراً بحاجتنا إلى ما يشعرنا بأن الحب ما زال نابضاً بالروح بيننا على الرغم من فداحة الدمار الذي يبسط جبروته على بشريتنا الراهنة· rasmad@maktoob.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©