توصلت هيئة الصحة في أبوظبي لمعيار جديد للإبلاغ عن حالات التسمم، وإصابات العمل، يتم تجريبه حالياً تمهيداً لتعميمه على مستوى الإمارة قريباً، بحسب الدكتور ياسر شريف رئيس مركز معلومات السموم رئيس قسم سلامة العلاج والمنتجات الطبية في هيئة صحة أبوظبي، الذي قال: إن حالات التسمم في أبوظبي بلغت 63 حالة حتى يوليو الماضي، وإن مركز السموم في العاصمة استقبل 1494 تساؤلاً من الجمهور، كما تم إصدار 247 تحذيراً دوائياً في العام الماضي، بينما تم إصدار 152 تحذيراً خلال النصف الأول من العام الجاري.
وأوضح شريف أن المركز يقدم خدماته طيلة أيام الأسبوع عدا الإجازات، وأن هناك خطة للعمل تتضمن تلقي الاتصالات على مدار ساعة، لافتاً إلى أن الاتصالات التي تلقاها المركز تنوعت حول الاستفسارات والمعلومات الدوائية، إضافة إلى أسئلة استشارية بخصوص حالات التسمم وعددها.
وتابع أن من أكثر الأسئلة عن المعلومات الدوائية تكراراً تلك التي يتلقاها المركز عن توافر الأدوية، استعمالاتها والمحاذير من الاستعمال، والجرعات المناسبة، وكذلك أسئلة عن دليل الأدوية الخاص بهيئة الصحة، وعادة ما تكون من الأطباء، الصيادلة أو الممرضات، أما أسئلة الجمهور، فتتركز حول منتجات الأعشاب الطبيعية، وسلامة استعمال الأدوية أثناء الحمل أو الرضاعة، وأسئلة عن توافر أدوية، وكذلك التعرف إلى دواء مجهول.
واعتبر رئيس قسم سلامة العلاج والمنتجات الطبية، رئيس مركز معلومات السموم، أن الزيادة في تلقي الاتصالات والاستفسارات لا تعتبر مؤشراً سلبياً، بل تعبر بشكل واضح عن مدى ثقة المتعاملين مع المركز في الخدمة المقدمة سواء كانوا أطباء أو مصابين؛ لأن العديد من هذه الحالات كانت تعالج سابقاً بالمستشفيات دون الرجوع لمركز معلومات الأدوية والسموم طلباً للاستشارة.
وحول آلية التعامل مع حالات التسمم الواردة، أوضح شريف أن المركز يقوم بمساعدة المتخصصين بالرعاية الصحية، خاصة أطباء الطوارئ والجمهور في حالات التسمم عن طريق توفير معلومات دقيقة والتعرف إلى علامات وأعراض التسمم بأسرع ما يمكن، خاصة في حال التعرض للمنظفات المنزلية، ومستحضرات التجميل، وتناول جرعات زائدة من الأعشاب والأدوية التقليدية والمكملات الغذائية، والتعرض للمواد الكيميائية الصناعية العضات واللسعات من المخلوقات السامة كالأفاعي، والعقارب، والعناكب، والحشرات اللادغة، وكذلك النباتات السامة، ويقوم اختصاصي معلومات الأدوية والسموم بمجرد تلقي المكالمة من الطبيب بتدوين بيانات المريض كافة، وكمية السم التي تعرض لها ونتائج التحاليل والفحوص الطبية التي أجراها الطبيب، عن طريق ملء نموذج إلكتروني بقاعدة بيانات السموم المستخدمة بالمركز، وهي نفسها الموجودة بمراكز السيطرة على السموم بالولايات المتحدة، ثم يتم عرض الحالة وبسرعة على مدير المركز للتعامل معها وإعطاء الطبيب المشورة بخصوص الترياق المناسب وما يجب على الطبيب متابعته مع المريض.
وأوضح أن اختصاصي معلومات الأدوية والسموم في حال استقبال سؤال من الجمهور يقوم بتدوين بيانات المريض كافة، وكمية ونوع المادة السامة التي تعرض لها، ثم يقوم بتوجيه المصاب أو عائلته إلى أقرب مستشفى، ويقوم بعد ذلك بمتابعة الحالة مع الطبيب المعالج.
وأضاف: تحدث الغالبية العظمى من حالات التسمم في المنازل؛ لذا فإن التثقيف الوقائي ضد السموم يعد من أولويات مركز معلومات الأدوية والسموم، حيث يقوم بتوفير النشرات التعليمية، للجمهور عن طرق التعامل السليم في حالات التعرض للسموم، وكيفية التهوية عند التعرض للغازات السامة التي قد تنبعث نتيجة لخلط المنظفات المنزلية، أو الإسعافات الأولية عند التعرض للدغات ولسعات الحشرات، وكذلك توعية عن النباتات السامة التي يتم استخدامها للزينة، أو بالحدائق، مشيراً إلى أنه بالتنسيق مع بلدية أبوظبي تمت إزالة النباتات السامة كافة من حدائق ومتنزهات العاصمة بعد اكتشاف سميتها.
وأشار الدكتور شريف إلى أن الأطفال دون سن السادسة هم الأكثر عرضة للتسمم، خاصة الذين تتراوح أعمارهم ما بين السنة والسنتين؛ لذا من أهم ما ننصح به الآباء والأمهات هو تأمين منازلهم لأطفالهم وحمايتهم من خطر التسمم.
ولفت إلى أن المركز ينصح دائماً بشراء المستحضرات المنزلية المُغلَقة بإحكام مع حفظها في مكان محكم الإغلاق، بحيث لا يستطيع الأطفال رؤيته أو الوصول إليه؛ لأنها تشكل خطراً على الأطفال.
وأفاد الدكتور ياسر عصام شريف بأن السؤال عن التسمم بالمبيدات الحشرية أو المنظفات المنزلية يعد الأكثر تكراراً، أما بخصوص الأدوية فإن “الباراسيتامول” هو الأكثر شيوعاً من حيث سوء الاستعمال خاصة تناول جرعة زائدة خاصة بين طلاب المدارس، وذلك للاعتقاد الخاطئ بأنه من الأدوية الآمنة التي يمكن استعمالها بأي جرعة نظراً لتوافره بالمحال التجارية، بالإضافة للصيدليات.
عدد اليوم
