الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

صفقات قطر العسكرية للإفلات من عواقب دعمها للإرهاب

صفقات قطر العسكرية للإفلات من عواقب دعمها للإرهاب
13 ديسمبر 2017 15:15
أحمد مراد (القاهرة) كشف خبراء عسكريون واستراتيجيون عن وجود أهداف خبيثة وراء صفقات الأسلحة التي أبرمتها قطر مع القوى الكبرى والتي تجاوزت قيمتها الـ 40 مليار دولار خلال عام واحد فقط، وقال هؤلاء: «سياسة المقاطعة التي تفرضها الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) ضد قطر، نجحت في فضح علاقات النظام القطري بالجماعات الإرهابية، وبالتالي تحاول قطر أن تفلت من العواقب الوخيمة المترتبة على فضح أمرها أمام الرأي العام العالمي، وذلك من خلال تقديم صفقات عسكرية بمبالغ ضخمة مع القوى الكبرى». وكانت قطر أبرمت هذا العام، لاسيما بعد قرار الرباعي بقطع العلاقات معها في 5 يونيو الماضي، العديد من صفقات الأسلحة مع مختلف الدول الغربية الكبرى، تجاوزت قيمتها 40 مليار دولار. وجاءت أبرز الصفقات في 15 يونيو، مع وزارة الدفاع الأميركية لشراء طائرات مقاتلة من طراز إف 15 بقيمة 12 مليار دولار، وبعدها في الثاني من أغسطس الماضي تم إبرام صفقة أخرى، مع إيطاليا لشراء 7 سفن للقوات البحرية بقيمة 5 مليارات يورو أو ما يعادل 5.91 مليار دولار. كما أبرمت قطر صفقة مع ألمانيا لشراء 62 دبابة متطورة من نوع «ليوبارد- 2»، بالإضافة إلى 24 عربة «بي زيد اتش 2000» بلغت قيمتها ملياري يورو، إلى جانب قيام تركيا بتصدير أجهزة عسكرية إلى قطر، بينها سيارات مدرعة، وطائرات من دون طيار، ومعدات متنوعة للاتصالات بقيمة ملياري دولار. ومؤخراً اتفاق مع الجانب الفرنسي لشراء طائرات «رافال» ضمن صفقات واسعة بقيمة تتجاوز 10 مليارات يورو، واتفاق مع بريطانيا لشراء 24 طائرة مقاتلة من طراز «تايفون» بقيمة 8 مليارات دولار. ووصف الخبير العسكري والاستراتيجي، اللواء محمود منصور، أحد مؤسسي جهاز المخابرات العامة القطري، صفقات قطر العسكرية بأنها صفقات سياسية في المقام الأول، حيث تحاول قطر من خلالها أن تجذب القوى الغربية الكبرى إلى صفها، ولاسيما بعد أن نجحت سياسة المقاطعة التي تفرضها الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب في فضح علاقات النظام القطري بالجماعات الإرهابية والمتطرفة، باعتباره الممول الأول والرئيسي لغالبية هذه التنظيمات والجماعات التي تنفذ مخططات تخريبية في العديد من دول العالم، وبالتالي تحاول قطر أن تفلت من العواقب الوخيمة المترتبة على فضح أمرها أمام الرأي العام العالمي، وذلك من خلال تقديم صفقات بمبالغ ضخمة. وقال منصور: «الجميع يعلم أن حجم وقوة قطر العسكرية متواضعة جداً، ووفقاً لتصنيف مؤسسة «جلوبال فاير باور» تم تصنيف الجيش القطري في مرتبة متأخرة جداً، وبالتالي لا يمكنه أبداً أن يستوعب كل هذه الصفقات التي أبرمتها قطر خلال العام الحالي، ومن المؤكد أن قطر سوف تجد أزمة كبيرة عند التعامل مع هذه الأسلحة والمعدات والأجهزة العسكرية المتطورة، ولاسيما فيما يتعلق بأعمال الصيانة والإصلاح، أو عمليات إعادة تجهيز الطائرات للقيام بمهام قتالية متتالية، وذلك لأن قطر تعاني ندرة أهم عنصر في المنظومة العسكرية، والذي يتمثل في العنصر البشري الوطني المدرب والمؤهل للتعامل مع هذه المعدات وتلك الأسلحة. ولم يستغرب الخبير العسكري والاستراتيجي، اللواء نصر سالم، رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق بالقوات المسلحة المصرية، قيام قطر بفتح أبواب خزائنها أمام القوى الغربية الكبرى لإبرام صفقات أسلحة بمبالغ خرافية، رغم أنها لا تحتاج إلى كل هذه الأسلحة والمعدات العسكرية، فضلاً عن أنها تفتقر للعنصر البشري الذي يستخدم هذه الأسلحة، مؤكداً أن قطر تحاول أن تشتري لنفسها مكانة وثقلاً دولياً وإقليمياً، متوهمة أن هذا الأمر من الممكن أن يُشترى بالأموال المتوفرة لديها، وبالتأكيد سوف يخيب ظنها وسوف تدفع السلطات القطرية ثمن إهدار أموال ومقدرات الشعب القطري غالياً. وقال سالم: «لا أستبعد أن يكون وراء هذه الصفقات العسكرية التي أبرمتها قطر خلال هذا العام محاولة خبيثة تحاول الدوحة من خلالها تخفيف الضغط الواقع عليها بعد إعلان مجموعة من الدول العربية والإسلامية قطع العلاقات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية معها، والأمر الذي يرجح كفة هذا الرأي أن قطر ليست مهددة عسكرياً حتى تقدم على شراء كل هذه الأسلحة والمعدات العسكرية. وهو ما أكده أيضاً الخبير العسكري والاستراتيجي، اللواء جمال مظلوم، مشدداً على أن صفقات قطر العسكرية ملوثة بأهداف مشبوهة، حيث توظفها قطر لخدمة أجندتها التخريبية في المنطقة العربية، وليس من المستبعد أن تستفيد الجماعات الإرهابية التي تمولها قطر وتدعمها بهذه الأسلحة، وبالأخص الأجهزة الخاصة بمسألة الاتصالات. وأكد مظلوم أن الدول الغربية الكبرى لا يهمها سوى مصالحها، وهي تسعى إلى الاستفادة من الأزمة القطرية بأقصى درجة، وبالتالي لا يهمها لماذا تشتري قطر كل هذه الأسلحة وكل هذه المعدات العسكرية، ولا تشغل نفسها بتورط قطر في دعم وتمويل الجماعات الإرهابية، كل ما يهمها أن تجني من وراء الأزمة القطرية عشرات المليارات من الدولارات، وقطر مستعدة لأن تقدم كل ما يطمح إليه الغرب بشرط أن يقف بجوارها في أزمتها الراهنة.  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©