وجه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بضرورة تقديم الدعم والمساندة للمتضررين والمنكوبين في الصومال والقرن الإفريقي في المحنة التي يمرون بها، نتيجة الجفاف ونقص الغذاء الذي ألم بتلك المنطقة الأمر الذي يهدد أرواح الملايين من البشر هناك.
وقال سموه “إخواننا في الصومال يعانون معاناة شديدة، فتك بهم القحط وتفشت فيهم الأمراض وهم في محنة شديدة، ونسأل الله لهم العافية ونسألكم أن تبادروا في تقديم المساعدة لهم في هذا الشهر الفضيل فهم أحوج الناس في هذه الأيام”.
وتابع سموه “نرى دولاً أخرى كثيرة تساهم في إنقاذ هذا البلد الذي ابتلي، والأولى أن نقف نحن بجانبهم ونشد من أزرهم ونطعمهم مما أطعمنا الله، وأتمنى لكم صياماً مقبولاً وزكاة مقبولة وصدقة مقبولة”.
جاء ذلك خلال كلمة وجهها سموه عبر مؤسسة الشارقة للإعلام في اليوم المفتوح الذي نظمته جمعية الشارقة الخيرية أمس، تحت شعار “أغيثوهم” والذي بلغ حجم تبرعات الخيّرين والمحسنين من خلاله 26 مليوناً و357 ألف درهم.
وأكد الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مؤسسة الشارقة للإعلام، أن الحملة بدأت بتوجيهات من قبل صاحب السمو حاكم الشارقة، بتنظيم حملة إغاثة عاجلة للمنكوبين في الصومال والقرن الإفريقي، افتتحها سموه بتقديم تبرع مقداره 10 ملايين درهم.
وأضاف أن المؤسسة كثفت، ومن خلال أكثر من أربع ساعات ونصف الساعة، من جهودها لدعوة المحسنين وأهل الخير لحثهم على التبرع والمساهمة في تقديم يد العون للمنكوبين والمحتاجين والوقوف معهم في محنتهم الإنسانية.
وأشار إلى أنه وجه بدفع مبلغ نصف مليون درهم من برنامج “ألم وأمل” وتقديمه لمصلحة حملة أغيثوهم لدعم الصومال، كما قامت إدارة المؤسسة بالتواصل مع الأهالي بإرسال الرسائل النصية وكذلك رسائل إعلامهم بحجم التبرعات أولاً بأول وحثهم على المشاركة.
وأفاد الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي بأن المؤسسة ستستمر في حث الناس على التبرع لصالح المنكوبين طوال الأيام المقبلة، من خلال بث تقارير مصورة عن أوضاع المتضررين وظروفهم المعيشية السيئة وتقديم برامج واستضافة ضيوف يتحدثون عن الوضع في القرن الإفريقي وضرورة تقديم يد العون لهم.
وذكر أن المؤسسة كانت حريصة، وخلال اليوم المفتوح، على مخاطبة كافة شرائح المجتمع من كبار وشباب وأطفال على التبرع للحملة والمشاركة في فعالياتها، من خلال دعوة الجميع وحثهم على ضرورة تقديم يد العون للمحتاجين.
من جانبه، ذكر عبدالله بن خادم المدير التنفيذي لجمعية الشارقة الخيرية، أن حملة “أغيثوهم” لقيت تجاوباً كبيراً من قبل المحسنين وأهل الخير وباتوا يقدمون يد العون ومساعداتهم، عبر وسائل مختلفة من خلال صناديق التبرع الموجودة في أرجاء عديدة في إمارة الشارقة، وكذلك عبر الرسائل النصية وتواصل المحسنين لتقديم مساعداتهم هاتفياً وغيرها الكثير من الوسائل الأخرى التي تحث الناس على التبرع.
وأضاف أن الجمعية تقوم منذ أيام بتوصيل المساعدات للمحتاجين وستكثف خلال الأيام القليلة المقبلة من حملاتها للتواجد في الصومال والقرن الأفريقي الذي ألمت به النكبات لتقديم يد العون للمحتاجين.
من جانبه، قال الدكتور خالد المدفع مدير إذاعة وتلفزيون الشارقة: “إن تنظيم يوم مفتوح لدعم الحملة يأتي استجابة لتوجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة بدعم الجهود الإنسانية، وإن مكرمة صاحب السمو حاكم الشارقة بتقديم 10 ملايين درهم للحملة تعبر عن تأصل فعل الخير لدى قادتنا الذين يحرصون على إدخال السرور في قلوب الفقراء والمحتاجين من إخوانهم المسلمين في الدول العربية والإسلامية وفي شتى بقاع الأرض”.
ونوه إلى أن المؤسسة حرصت على التنوع في اختيار الشخصيات التي ستشارك في فعاليات الحملة من دبلوماسيين ورجال دين ورجال أعمال ومحسنين وتجار وفنانين وصفوة رجال المجتمع، وتجار سبق لهم أن زاروا الصومال وتاجروا فيها وغيرهم من شرائح المجتمع المختلفة.
وقال إن تلفزيون الشارقة سيشارك أيضاً ضمن الحملة التي وجه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، بتنظيمها أيام الأربعاء والخميس والجمعة المقبلة تحت شعار “سقياهم”، وذلك من خلال تقديم ساعة ونصف الساعة يومياً عن الحملة وجمع التبرعات وتقديم المساعدات.
بدوره ذكر المستشار سلطان بن بطي المهيري نائب رئيس مجلس إدارة جمعية الشارقة الخيرية أمين عام المجلس التنفيذي لإمارة الشارقة، أن من أكثر المبالغ التي تلقتها الجمعية للتبرع لصالح الصومال ومنكوبي القرن الإفريقي خلال الفترة الماضية، بعد العشرة ملايين درهم التي قدمت من قبل صاحب السمو حاكم الشارقة، كانت من مواصلات الشارقة حيث قدمت مليون درهم كما قدم مصرف الشارقة الإسلامي مليون درهم، ونصف مليون من جمعية الشارقة التعاونية وغيرها الكثير من الجهات الرسمية والشركات والأفراد من المحسنين وأهل الخير.
وأشار إلى أن الجمعية قامت بتنويع مصادر التبرع من خلال مواقعها الخيرية في كافة أرجاء الإمارة، وكذلك عبر الرسائل النصية القصيرة، وأن هناك إقبالاً كبيراً من قبل المشاركين على التبرع لتأكيد مساندتهم ودعمهم للمنكوبين في الصومال والقرن الإفريقي، وتأصل فعل الخير لدى أبناء الإمارات الذين يحرصون على إدخال السرور في قلوب الفقراء والمحتاجين من إخوانهم المسلمين في الدول العربية والإسلامية، وفي شتى بقاع الأرض والوقوف بجانبهم في الأزمات والنكبات التي قد يتعرضون لها.
تواصل مع تلفزيون البحرين
تواصل المنظمون للحملة مع تلفزيون البحرين، والذي ينظم حملة لدعم الصومال والقرن الإفريقي، أكدوا خلالها أهمية تكثيف الحملات لنصرة المحتاجين وضرورة حث المحسنين وأهل الخير بالتبرع لهذه الحملة وأي حملات أخرى، تستهدف تقديم الدعم والمساندة للمنكوبين في الصومال والقرن الإفريقي.
17 موقعاً لاستقبال التبرعات بالشارقة
وصل عدد المواقع الخاصة باستقبال تبرعات المحسنين وأهل الخير في الشارقة إلى 12 موقعاً بالإمارة في جمعيات الشارقة التعاونية في كل من حلوان، سمنان، السويحات، القراين، النخيلات، الخان، أبو شغارة، الحمرية، وعبر المراكز التجارية في صحارى، ميجا مول، سيتي سنتر، والفردان.
كما تم تخصيص خمسة مواقع في مدن الذيد، المدام، البردي، الخبة، دبا الحصن، لتلقي التبرعات وظلت إدارة الجمعية على تواصل معهم لمعرفة حجم التبرعات أولاً بأول.
40 شخصاً من التلفزيون شاركوا في اليوم المفتوح
بلغ إجمالي عدد الإعلاميين والفنيين والإداريين وموظفي العلاقات العامة المشاركين في فعاليات اليوم المفتوح قرابة 40 شخصاً ظلوا يعملون على مدى قرابة خمس ساعات متواصلة استقبلوا خلالها، وعبر استديو مجهز، قرابة 20 ضيفاً من رجال الدين ورجال الأعمال وتجار وفنانين ومفكرين ومثقفين وصفوة رجال المجتمع، بعد أن اتحدت القناة الفضائية والإذاعة وتلفزيون الشارقة في البث.
مراسل الحملة من الصومال والقرن الإفريقي
أكد محمد حمدان الزري عضو مجلس إدارة جمعية الشارقة الخيرية مشرف إدارة المشاريع، والموجود حالياً في كينيا، في اتصال هاتفي مع “الاتحاد” أنه يتم تقديم كميات كبيرة من المواد الغذائية للمنكوبين، حيث تم توزيع أكثر من 500 طرد غذائي من حليب أطفال وسكر وزيت وطحين وذرة مطحونة وغيرها من المواد الأساسية التي يحتاجها المنكوبون وبصورة عاجلة.
وأضاف أن الوضع أكثر من مأساوي وتدمى له أعين وقلوب الجميع ووجب على كل مسلم وفرد أن يقدم لهم العون.
وأشار إلى أنه تم فتح عيادة متنقلة لمساعدة المنكوبين في الصومال، وكذلك توزيع طرود الغذاء على المحتاجين خلال الأيام القليلة الماضية كما أنه متواجد حالياً في كينيا وبالقرب من الحدود الصومالية، حيث يقوم وفريق معه بتوزيع المواد الغذائية في قرى في منطقة تسمى عضيلي وقرى نونوي وشمير وقرية عبد الصمد وكلها قرى يؤكد أهاليها أنهم لم يتلقوا مساعدات من أحد منذ رمضان الماضي.
ونوه الزري إلى أن الكميات التي توزع من قبل البعثات الإماراتية على المحتاجين تعتبر جيدة جداً، وأن الطرد يضم 25 كيلوجراماً طحيناً و25 كيلوجراماً أرزاً و10 سكراً و6 لترات زيتاً و5 لترات حليباً.
تواصل عبر «الفيسبوك»
أشار خالد المطروشي مسؤول وحدة التواصل المجتمعي في تلفزيون الشارقة إلى أنه يتم التواصل مع الأهالي ومن خلال صفحة “ الفيسبوك” حول الحملة وأهدافها وحثهم على ضرورة المشاركة فيها.
وقال إنه كان يقوم بإرسال رسائل بصورة مستمرة حول الحملة وحجم التبرعات التي وصلت إليها منذ بداية إطلاقها بعد الساعة الواحدة ظهراً، وإنه لاقى تجاوباً كبيراً من المتصفحين الذين أثنوا جميعاً على الحملة وفعل الخير الذي هو ليس بالغريب على أبناء الإمارات في تقديم يد العون لكل من تلم به مصيبة في كافة أرجاء الأرض.
عدد اليوم
