ممدوح البرعي: لم يقف وليد مراد وراء أسوار المستطيل الأخضر ينظر الى الشباك مطرودا من جنة الساحرة المستديرة•• لكنه انطلق يزرع الملعب جهدا حتى جاءه الحصاد في الدقيقة 52 لما استقبل هدية زميله نجم الوسط مسلم احمد داخل المنطقة، وترجمها مباشرة بقدمه اليمنى داخل الشباك•
إنها اللقطة الاكثر تأثيرا في دراما لقاء امس الأول الذي انتهى بفوز فريق النصر على ضيفه الكبير فريق الأهلي بهدف العائد الى قافلة الهدافين وليد مراد الذي استعاد الذاكرة واستدعى الذكريات، واصطاد الى خزائن فريقه الفوز الأول في مستهل مشواره بالمجموعة الثانية لكأس الاتحاد لكرة القدم•
وكان وليد مراد قد استبعد تماما من قائمة الفريق في بداية الموسم، بل وقال مدربه الالماني راينر هولمان على الملأ في مؤتمر صحفي انه مبعد حتى يواظب بجدية على التدريبات• ولما سألت هولمان عقب لقاء امس الأول عن وليد الذي استثمر الفرصة في غياب فرهاد مجيدي النجم المحترف والمنضم حاليا الى منتخب ايران في التصفيات الآسيوية•• قال هولمان: لقد كان وليد عند حسن الظن•• لياقة عالية، وجهد وفير، وخطورة، وهذا هو حصاد الجهد المبذول في المران، ورغم ذلك لا أعلم ماذا يمكن ان يحدث غدا، وما اذا كان من المؤكد اشتراكه في الصدام القادم مع الأهلي ايضا على ارضه الاحد المقبل في الدوري العام، لأن المواجهة الثانية اقوى وأكبر•
الظاهرة المقابلة التي تستوجب التعليق في المباراة ذلك المستوى الذي ظهر عليه المهاجم آرشي برهاني والذي لا يرقى الى مستوى الطموح، ليس في هذه المباراة وحدها ولكن منذ بداية الموسم وعلى مدار المباريات الثلاث التي خاضها النصر في الدوري بما يضع حول اللاعب علامة استفهام تزداد اتساعا اذا ما قورن مستواه بما أظهره وليد مراد، وربما زميله المخضرم عيسى جمعة والذي شارك قبيل نهاية الشوط الثاني بدقيقتين• أما المباراة نفسها فكانت صراعا بين طريقتين 4/4/2 التي اتبعها هولمان مع النصر و3/5/2 التي طبقها شايفر مع الأهلي فأثمرت تفوقا واضحا للنصر حتى منتصف الشوط الثاني، ثم انقلب الحال خاصة مع التغييرات المبالغ فيها التي لجأ اليها هولمان في النهاية حتى انه استبدل 3 لاعبين تباعا في آخر دقيقتين قبل نهاية الوقت الاصلي للمباراة فأفقد الفريق تركيزه ولاحت للأهلي فرصتان مؤكدتان في الوقت بدل الضائع من انفرادين كاملين اهدرهما كامبروف الذي حالت العارضة دون تسديدته القوية، وعبدالرحمن خلفان الذي أطاح بالكرة عاليا فيما كان المرمى يفتح ذراعيه مرحبا•
وبالمثل حال قائم الأهلي دون هدف مماثل للنصر بأقدام وليد مراد في الدقيقة 24 من الشوط الأول•• فلعب المرمى بذلك دورا في انقاذ الفريقين• ولأن النصر حصد فوزه الثاني على التوالي هذا الموسم بعد ان سبق بفوز اول على الفجيرة في الدوري بنفس النتيجة 1/صفر، فقد كان مديره الفني سعيدا، وأكد ان ايقاع الفريق يتصاعد وان الكثير من عيوب الفريق قد تلاشت، وصارت التمريرات دقيقة والاداء جماعيا واصبح الفريق كله الآن ''أوكيه''!
هذا كلام هولمان عقب اللقاء، اما المعسكر الأحمر فقد استعاد الكثير من توازنه في الشوط الثاني بعد التغييرات التي اجراها مدربه الألماني شايفر لتدعيم الوسط، فتقاربت خطوط الفريق والتحم الوسط برأسي الحربة كامبروف وعبدالرحمن خلفان ومن ورائهما الخطير بارودي•• واستطاع الفريق ان يصنع فرصا حقيقية للتهديف جانبها التوفيق وهو ما حدا بمدربه للتأكيد عقب اللقاء بأن التعادل هو النتيجة العادلة للمباراة، وان فريقه تعرض للخشونة ولم يتدخل الحكم بالصورة المناسبة، واتمنى ان يكون التحكيم اكثر حزما في اللقاء القادم مع النصر في الدوري•• واشار المدرب الى ان بارودي دينامو فريقه كاد يسقط مصابا اكثر من مرة للخشونة المتعمدة دون غطاء كاف من الحماية التحكيمية•
وفي محاولة لتقييم لاعبيه والعناصر البديلة التي دفع بها مضطرا لغياب دفعة كبيرة من الاساسيين مع المنتخب قال شايفر ان عبدالرحمن خلفان رأس الحربة الذي شارك في اللقاء بذل جهدا طيبا وهو بحاجة الى وقت للتأقلم مع الكبار لكنه خامة جيدة سوف تؤتي ثمارها لاحقا•• كما ان كامبروف الذي شارك في المباراة كاملة كان جيدا ولو حالفه الحظ لأحرز هدفا• وأكثر ما يعنيني بشأنه تلك الارادة الواضحة التي تحلى بها خلال اللقاء•• وبشكل عام كانت المباراة مفيدة في تجربة العناصر الشابة والبديلة تحسبا للمباراة القادمة وربما عاب فريقي ان هذه المجموعة لم تلعب معا منذ بداية الموسم وكانت بحاجة الى بعض الوقت للانسجام والتأقلم وقد عانى فريقي غياب العناصر الاساسية بصورة اكبر مما عاناه النصر الذي لم يكن بين لاعبيه على ارض الملعب لاعب واحد من الشباب بل كانوا جميعا من لاعبي الدرجة الأولى•
عدد اليوم
