الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

ارتفاع أسعار السلع الأساسية يزيد من المعاناة اليومية للفنزويليين

ارتفاع أسعار السلع الأساسية يزيد من المعاناة اليومية للفنزويليين
10 أغسطس 2013 21:37
كراكاس (أ ف ب) - تزيد ارتفاعات أسعار السلع الاستهلاكية التي وصلت إلى أعلى معدلاتها في أميركا اللاتينية من المعاناة اليومية للفنزويليين. وفي أحد أسواق كراكاس، يحسب خوان بيديه حزمة أوراق نقدية مجعدة لشراء 12 بيضة وكيس من طحين الذرة الصفراء، قائلاً بانفعال «هذا جنون»، بعد أن أنهكه التضخم القياسي الذي ارتفع إلى 29% منذ بداية العام. وفي طوابير الانتظار الطويلة، يفقد الكثير من الناس أعصابهم، ويقول فنان رسام في السبعين من حي غواراتارو غرب العاصمة: «هذا شيء فظيع، كيف يمكن أن يعتمد بلد نفطي إلى هذا الحد على الاستيراد، نحن لا ننتج شيئاً هنا». وتعاني فنزويلا من أعلى نسبة تضخم في أميركا اللاتينية، يزيدها تفاقما ندرة مواد أساسية. ومن أكثر الأشياء التي يبحث عنها الفنزويليون، ورق التواليت ومعجون الأسنان والصابون والحفاظات. وتستورد البلاد التي تملك أحد أكبر احتياطي نفطي في العالم تقريباً كل ما تستهلكه. لكن الدولارات ليست متوافرة بسبب المراقبة الصارمة التي فرضتها السلطات على العملات منذ عشر سنوات للحد من هروب الرساميل. وتضع هذه الظروف، إضافة إلى القيود المفروضة على المستوردين الفنزويليين أمام مشكلة نقص خطير في المواد الاستهلاكية. وقوم البنك المركزي مؤشر ندرة المواد الأساسية بـ 19,4%، بينما يقارب التضخم 20% منذ عدة سنوات. وقالت مارينا لوبيس في العقد الخامس من عمرها، أمام رفوف فواكه وخضراوات: «كل شيء غال، علينا أن نفعل المعجزات، فالرواتب تصعد الدرج بينما الأسعار تركب المصعد، وإذا استمر هذا الحال فسيتعين علينا أن زرع سطح البناية كي نحصل على طعام». وتؤيدها الرأي كارولينا باتشيكو (35 سنة) وهي ربة منزل، حيث قالت: «التضخم أضر بنا كثيراً، فأنا الآن أنفق ضعف ما كنت أنفقه في فبراير أو أكثر، لا يمكننا أن نستمر في هذه المعاناة». وتنسب حكومة نيكولا مادورو التي تحاول إبقاء الحد الأدنى من الرواتب في مستوى مقبول عند 430 دولاراً، ثنائية التضخم وندرة المواد الأساسية إلى المضاربين الذين تتهمهم بتخزين السلع لرفع الأسعار. لكن خفض قيمة العملة الفنزويلية (البوليفار) بأكثر من 30% في فبراير من 4,3 إلى 6,3 دولار، لإتاحة خفض العجز الضريبي في البلاد، لم يوقف حمى التضخم. ويرجع العديد من الاقتصاديين المحليين مثل اسدروبال اوليفيروس من معهد ايكونواناليتيكا، الوضع إلى عدة عوامل منها ضعف الإنتاج الوطني، واحتكار السلطات للواردات، وازدواجية صرف العملة (الدولار في السوق السوداء يبلغ خمسة أضعاف سعره الرسمي) وندرة العملة الصعبة. وفي محاولة للتخفيف عن كاهل الفنزويليين فرضت حكومات هوغو تشافيز (1999-2013) ووريثه السياسي نيكولا مادورو الذي انتخب في أبريل الماضي، مراقبة على أسعار المواد الأساسية، مثل الأرز واللحوم، والحليب والدجاج، والسكر والقهوة، وطحين الذرة الصفراء الضرورية، لإعداد خبز «اريباس» الذي يعتبر الغذاء التقليدي الأساسي. وأنشأت الحكومات أسواق «ميركال» مدعومة الأسعار بمواردها النفطية، والتي تسمح للعديد من الفنزويليين بالحصول على قوتهم. وقال خوستو بوينافر (58 سنة) الذي يعمل حارساً وجاء يتبضع في «ميركال» بوسط كراكاس: «الأسعار هنا رخيصة، وفي أماكن أخرى أشتري 12 بيضة بـ 35 بوليفار (5,5 دولار بسعر الصرف الرسمي)، بينما أدفع هنا 28 بوليفار (4,4 دولار) أو أقل».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©