الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

لاعبو المنتخب الأولمبي ينتظرون إشارة اتحاد الكرة للانطلاق نحو المستقبل

لاعبو المنتخب الأولمبي ينتظرون إشارة اتحاد الكرة للانطلاق نحو المستقبل
4 أغسطس 2012
انتهت مشاركة منتخبنا الأولمبي في منافسات لندن 2012، بالحصول على نقطة وانتزاع إعجاب الكثير من المتابعين للحدث العالمي الكبير، لكن توابع ظهوره وتألقه لا تزال مستمرة رغم مغادرة الفريق “عاصمة الضباب” وعودته إلى الإمارات، وذلك بعد أن ترك “الأبيض” الأولمبي خلفه نظرات الاحترام من المنافسين، وزاد من أمل محبيه في إمكانية تحقيق كرة الإمارات من خلال هذا الجيل من اللاعبين، ما يمكن أن يعوض الإخفاقات الدولية التي شهدتها السنوات الماضية. وبانتهاء مشاركة “الأبيض” في دورة الألعاب الأولمبية انتهت هذه المرحلة من عمر اللاعبين، الذي انتقلوا إلى مرحلة المنتخب الوطني الأول، وهو ما يعني غلق صفحة والاستعداد لفتح صفحة جديدة في إطار التدرج الطبيعي من الناحية العمرية بتخطي سن المنتخب الأولمبي، ومن الناحية الفنية أيضا بالحصول على خبرات كبيرة خلال السنوات الماضية تسمح بتحقيق ذلك. وفرض أداء المنتخب الأولمبي رغم خسارته أمام أوروجواي وبريطانيا والتعادل مع السنغال سؤالاً مهماً على الجميع، ماذا بعد الأولمبياد؟، وهو السؤال الذي لا يمكن لأحد أن يجيب عليه بشكل نهائي لأسباب كثيرة، أولها أن هناك عددا آخر من اللاعبين صغار السن من غير هذه المجموعة قادرون على تمثيل المنتخب الوطني الأول، وهذا ما يتعارض مع فكرة تصعيد المنتخب الأولمبي بكامل تشكيله وجهازه الفني والإداري ليصبح المنتخب الأول، الذي يتم إعداده للمشاركة في بطولة «خليجي 21» في البحرين ومن بعدها تصفيات أمم آسيا 2015، المقرر إقامتها في أستراليا. تعارض فني وهذه الفكرة قد تظلم عددا كبيرا من لاعبي الكرة الإماراتية، الذين مازال لديهم أمل في اللعب الدولي في البطولات الكبيرة، في حين أن فكرة تصعيد مهدي علي مدرب المنتخب الأولمبي للعمل مدرباً للمنتخب الأول، لابد أنها سوف تتبع بالاعتماد على هذه المجموعة من اللاعبين، خاصة أن المدرب يعرف هؤلاء اللاعبين جيداً، ويرى فيهم أمل كرة الإمارات، وهو يشرف على تدريبهم وإعدادهم منذ 9 سنوات، حين كانوا في مرحلة منتخب الناشئين. ولا يعرف أحد على وجه الدقة ماذا يمكن أن يحدث مع هذا الجيل من اللاعبين في المرحلة المقبلة، خاصة أن “تسريحهم”، وإعادة تشكيل المنتخب الأول من خلال عمل “توليفة” جديدة بينهم وبين اللاعبين الكبار قد ينهي مرحلة التجانس الموجودة حالياً، هو ما لم يتم التوصل إلى حل فني له في هذه المرحلة، وذلك انتظاراً للاستقرار على القرار النهائي بشأن تصعيد مهدي علي لقيادة المنتخب الوطني الأول من عدمه، وهو القرار الذي سوف يرسم ملامح العمل للفترة المقبلة، خاصة أن تصعيده يعني منحه كل الصلاحيات للاستعانة بمن يراه من اللاعبين. وتكمن المشكلة الحقيقية في وجود ارتباط قريب، وهو خوض بطولة “خليجي 21” في البحرين خلال يناير المقبل، حيث لم يتبق سوى 4 أشهر فقط على انطلاق الحدث المهم على المستوى الإقليمي، والبطولة التي تحظى باهتمام جماهيري وإعلامي على مستوى الخليج قد يفوق البطولات الدولية الكبرى. وهذه البطولة تعتبر “حجر عثرة” في طريق التفكير لمستقبل المنتخب الأولمبي، الذي تحول إلى مرحلة المنتخب الأول، ولأن اتحاد الكرة يرغب في تحقيق نتائج جيدة في بطولة الخليج فإنه يسعى لأن يشارك في البطولة بأفضل فريق وتحت قيادة أفضل جهاز فني، وهذا قد لا يتحقق في هذا الوقت الضيق إلا بالاعتماد على المنتخب الأولمبي كما هو بلاعبيه وجهازه الفني لأنه الأقدر في هذا التوقيت على تمثيل كرة الإمارات بالشكل اللائق، خاصة أن المنتخب الأول تحت قيادة عبد الله مسفر لم يتجمع منذ آخر ارتباط له عند الخروج من التصفيات المؤهلة لمونديال 2014. أما إذا أراد اتحاد الكرة إعداد هذا الجيل لما هو أهم في السنوات المقبلة مثل تصفيات ونهائيات بطولة أمم آسيا في أستراليا 2015 ومن بعدها تصفيات مونديال 2018، سيكون أمامه خيار آخر بالاعتماد على المنتخب الأول “القديم” بجهازه في بطولة “خليجي 21”، مع ترك فرصة كبيرة لإعداد لاعبي “الأولمبي” لمرحلة أخرى أكثر أهمية، أو ترك مهمة اختيار اللاعبين إلى مهدي علي حال تصعيده لعمل خليط بين اللاعبين القدامى وأولاده الذين يعتمد عليهم منذ سنوات. قناعة تامة وأكد يوسف السركال رئيس اتحاد الكرة رضاه التام عما قدمه المنتخب الأولمبي في لندن، وقال: حققنا الهدف من المشاركة وهو تمثيل كرة الإمارات بشكل جيد بعد التأهل للمرة الأولى للعب في الأولمبياد، ونحن ننظر إلى هذه الخطوة على أنها بداية مرحلة جديدة من عمر كرة الإمارات، وذلك لأن أمامنا ارتباطات مهمة يجب الإعداد لها مثل تصفيات أمم آسيا 2015 وتصفيات مونديال 2018، ومن قبلهما بالطبع بطولة خليجي 21. وعن الموقف الآن من ترشيح مهدي علي مدرب المنتخب الأولمبي لقيادة المنتخب الوطني الأول خلال المرحلة المقبلة، قال يوسف السركال: الآن فقط انتهينا من منافسات دورة الألعاب الأولمبية، التي كان المنتخب الأولمبي هو الآن الفريق الأول للإمارات خلالها، حيث كان في مقدمة اهتماماتنا، وبعد انتهاء الأولمبياد يمكننا الآن بحث الأمر بهدوء من خلال اللجنة الفنية والتناقش مع مهدي علي نفسه من أجل مصلحة الكرة الإماراتية، بعد أن رفضنا في السابق أن نتسبب في انشغال المدرب وتشتيته قبل وأثناء خوض الدورة الأولمبية. وأضاف: بصفة عامة نحن مع وجود المدربين المواطنين على رأس القيادة الفنية في كل المنتخبات الوطنية لأن كل التجارب السابقة أثبتت أنهم الأقدر على قيادة الفرق، وهو ما ظهر من خلال النتائج التي تحققت بعد أن تمت الاستعانة بعدد من المدربين الأجانب فشل معظمهم في تحقيق الإنجازات المطلوبة، خاصة في منتخبات المراحل السنية التي لابد من استكمال العمل فيها بنفس السياسة التي تم تطبيقها من قبل. وقال السركال: سوف نعمل من خلال مجلس إدارة اتحاد الكرة الجديد في الدورة الحالية على استمرار الاهتمام بالقاعدة وقطاع الناشئين ومنتخبات المناطق، مع توفير أفضل معسكرات واحتكاك لمنتخبات المراحل السنية من خلال المشاركة في المهرجانات والبطولات والتحضير المستمر، وهذا سيكون طريق تواصل الأجيال في كرة الإمارات لتحقيق أفضل النتائج في السنوات المقبلة. وبحثاً عن التقييم العادل ووجهة النظر المحايدة، قمنا باستطلاع بعض الآراء فيما قدمه المنتخب الأولمبي خلال منافسات لندن، لعل هذه الآراء تساعد في رسم خريطة طريق هذا الجيل من اللاعبين للسنوات المقبلة لتحقيق الأفضل للكرة الإماراتية التي عانت في السنوات الماضية من سياسة الإحلال والتجديد واستبدال المدربين وتغيير هيكلة المنتخب الوطني الأول، فكانت هذه الانطباعات السريعة من لندن. في البداية كان الشيخ أحمد الفهد رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي الموجود في لندن أحد أكثر المعجبين بأداء المنتخب الأولمبي في مبارياته خلال الأولمبياد، وتحدث كثيراً مع أعضاء الوفد الإداري لبعثتنا، الذي يقيم معه في الفندق نفسه، خاصة يوسف السركال نائب رئيس اللجنة الأولمبية رئيس اتحاد الكرة، والمستشار محمد الكمالي الأمين العام للجنة الأولمبية مدير البعثة، مشيداً بأداء لاعبينا في المباريات الثلاث. وقال الفهد: هذا الفريق أراه مستقبل كرة الإمارات، لأنه يملك كل مقومات التفوق، ويبقى فقط زيادة خبراته ليكون باستطاعته تحقيق إنجازات أكبر في السنوات المقبلة، مشيراً إلى أن هذا لا يتحقق إلا بالحفاظ على هذا الجيل من اللاعبين دون تغيير في هيكل الفريق مع جهازه الفني لأن التغيير قد يضر بالفريق ويهدم البناء الذي تم في السنوات الماضية. أما الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني الأمين العام للجنة الأولمبية القطرية ورئيس الوفد القطري في الأولمبياد فكان أكثر الناس سعادة بمستوى منتخبنا الأولمبي في لندن، وقال: كنت فخوراً وأنا أتابع مباريات المنتخب الأولمبي الإماراتي رغم خسارته في مباراتين والتعادل في الثالثة لأنه قدم مباريات متميزة وأداءً فنياً راقياً رغم أن التوفيق لم يحالفه كثيرا في مباراتي الجولتين الأولى والثانية. وأضاف: من وجهة نظري، هذا الفريق هو أفضل جيل يمر على كرة الإمارات منذ سنوات طويلة، ولذلك لابد من الحفاظ عليه كما هو بلاعبيه وجهازه الفني، الذي يقوده مدرب قدير أرى أنه الأقدر على قيادته في المرحلة المقبلة، لأنه يتولى تدريب الفريق منذ سنوات، وأيضاً لأنه أظهر كفاءته في التعامل مع المنافسين الكبار في منافسات لندن أمام أوروجواي وبريطانيا والسنغال. وأكد الشيخ سعود أن أداء المنتخب الأولمبي في مبارياته الثلاث يشبه طريقة اللعب البرازيلية التي تمتع الجماهير، لكنها قد تتعرض لعدم التوفيق في الفوز، وقال: أعتقد أن هذه المجموعة الموهوبة من اللاعبين قادرون على تحقيق الأفضل مع زيادة خبراتهم خلال السنوات المقبلة، والاحتكاك في المناسبات الكبرى، لكن المهم أن يتم ذلك دون هدم للفريق، أو إعادة تشكيله، فلابد أن يبقى كما هو. ومن الناحية الفنية أشاد هاني رمزي مدرب المنتخب الأولمبي المصري بما قدمه منتخبنا الأولمبي في الدورة الأولمبية، وقال: تابعت مباريات المنتخب الإماراتي على قدر المستطاع في ظل خوض مبارياتنا الثلاث في نفس يوم خوض المنتخب الإماراتي لمبارياته وفي توقيت مختلف، وأرى أن الفريق يضم مجموعة متميزة من اللاعبين استطاعوا أن يقدموا صورة مشرفة عن كرة الإمارات أمام الجميع. وأضاف: ما قدمه المنتخب الأولمبي يؤكد أن الفريق في الطريق الصحيح، وأنه بالإمكان تحقيق ما هو أفضل بمزيد من الصبر على هذه المجموعة المتميزة من اللاعبين وجهازهم الفني ووضع برنامج إعداد طويل ليحصل الفريق على الخبرات التي تمكنه من اللعب باسم الإمارات لسنوات طويلة بشكل جيد للمنافسة في كل البطولات المقبلة.
المصدر: لندن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©