الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«ورشة عمل» تكشف أسرار صناعة الورق من خامات محلية

«ورشة عمل» تكشف أسرار صناعة الورق من خامات محلية
19 نوفمبر 2018 01:32

أحمد السعداوي (أبوظبي)

ورشة عمل من نوع مختلف شهدها استوديو الفنون بمنارة السعديات، ضمن فعاليات النسخة الحالية من معرض «فن أبوظبي 2018»، التي اختتمت أمس الأول، قدمت فيها تقوى النقبي عرضاً مبسطاً مع عدد من أبناء الجنسيات المختلفة المشاركين في الورشة، في كيفية صناعة الورق من خامات بسيطة منها القطن وأوراق الشجر المتوافرة في البيئة المحلية مثل السدر والغاف والنخيل والسمر، ومن أبرز ما جاء في الورشة بحسب، النقبي، هو استخدام جريد النخيل في صناعة الورق، بحيث نستفيد من المكونات المتوافرة في البيئة المحلية لإنتاج أوراق بجودة عالية، خاصة وأن صناعة الورق من الصناعات المهمة وتعتبر رافداً مهماً في الاقتصاد، كما يمكن إدخال أنواع الورق التي تنتجها في كثير من الاستعمالات سواء للكتابة أم عمل أشكال مزينة لأغراض الديكور والزينة، خاصة وأنه يمكن التحكم في الشكل المطلوب للأوراق بحسب الحاجة، كأن يكون دائرياً أو مربعاً أو مستطيلاً.
وتعبر النقبي، عن سعادتها بالمشاركة في حدث عالمي بحجم «فن أبوظبي 2018»، والذي يعد دفعة كبيرة في بداية حياتها العملية بعد تخرجها من كلية الفنون الجميلة من جامعة الشارقة في عام 2016، وانتسابها لبرنامج «آفاق الفنانين الناشئين» ضمن فعاليات «فن أبوظبي 2018» تحت إشراف القيّم الفني محمد أحمد إبراهيم، حيث الالتقاء بأعداد كبيرة من الجمهور والمبدعين تحت مظلة واحدة ما يكسبها العديد من الخبرات والمعارف.
وتبين النقبي، أن ورشة العمل التي قدمتها استمرت على مدى يومين متتاليين في ستوديو الفنون بمنارة السعديات، وتبدأ الورشة يومياً من الساعة 2 ظهراً حتى 5 مساءً، وهذه الفترة كافية للمشاركين للتعرف إلى عالم صناعة الورق، وكذلك طريقة استخداماته الفنية، خاصة وأن الورق واللوحات عنصر أساسي في أي عمل فني، وعلى العاملين في فنون الرسم والتلوين وغيرهم من أنواع الفن التشكيلي التعرف عن قرب إلى الورق وأنواعه وكيفية صناعته، ما يزيد من حالة التماهي والمزج بين كافة عناصر العمل الفني، والخروج به إلى نتيجة مبهرة للجمهور.
وتشرح أن صناعة الورق تمر بثلاث مراحل، الأولى هي طحن جريد النخيل، أو القطن أو ورق الشجر وحتى الملابس القديمة حتى يصبح مثل العجين، وذلك داخل آلة مخصصة لذلك، ثم وضع هذا العجين في حوض مائي ونعمل على تصفيته في قوالب مستطيلة على شكل ورقة، ثم نقوم بعد ذلك بتجفيفه وهي عملية تستغرق يوماً كاملاً، حتى يصبح جاهزاً للاستخدام بعد قصه وتشذيبه بحسب الشكل المراد.
وتكشف النقبي عن أملها في إنشاء ستوديو ينمي مهارة صناعة الورق في الدولة، وإخراج أوراق مصنوعة من نباتات منشرة في البيئة المحلية مثل النخيل، الغاف، السمر، السدر، وكذلك إعادة تدوير الملابس القديمة. والاستوديو برأيها أكثر وسيلة تعبر عن الفن والفنان ورؤيته الإبداعية وحرية الفنان في إطلاق حريته الإبداعية الباحثة عن كل جميل باستمرار.
إلى ذلك أشاد مشاركون في ورشة العمل، بهذه التجربة الفريدة والتي تعلموا منها مبادئ صناعة الورق، وأنه يعتمد في الأساس على مواد موجودة في الطبيعة وليست مواد صناعية، ما جعلهم يعرفون أكثر عن قيمة الورق وضرورة الحفاظ عليه وترشيد استهلاكه، كون استهلاك المزيد من الورق يعني استهلاك المزيد من الموارد الطبيعية وهي محدودة بطبيعة الحال. فضلاً عن أن المساهمة في صناعة الورق ومزامنة كل مراحل عمله منذ بدايته كأوراق أشجار أو قطن أو جريد نخيل حتى ظهوره بشكل الورق الذي نعرفه، يخلق بين الرسام والورق علاقة خاصة تزيد من الحس الفني لديه والخروج بأعمال فنية بديعة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©