الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

نهيان بن مبارك: التراث المشترك بين المسلمين والمسيحيين في الوطن العربي يرفض الاستقواء بالآخر

نهيان بن مبارك: التراث المشترك بين المسلمين والمسيحيين في الوطن العربي يرفض الاستقواء بالآخر
20 يناير 2011 23:28
أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي رئيس جامعة زايد أن التراث المشترك بين المسلمين والمسيحيين في الوطن العربي “ يرفض الاستقواء بالآخر”، حيث يجمع الجانبين وهو إسهام كبير في حضارة مشتركة وتاريخ أصيل وقيم نبيلة، مشيرا إلى اعتزاز الجميع بما تحقق من رعاية ووفاق فى ظل الإسلام. وأشار معاليه إلى أن الحضارة الإسلامية، كانت في أوج ازدهارها ، عندما سادت مبادئ التسامح والتعايش، مع أصحاب الديانات والثقافات الأخرى، بل إن هذه الحضارة مازالت قادرة على مواصلة مسيرتها في عزةٍ وشموخ، مؤكداً الاعتزاز بالانتماء لهذا الوطن المعطاء الذي أصبح يمثّل رمزاً رائداً وأصيلاً في السلام والأمن والتعايش والاستقرار بين جميع أوطان العالم. جاء ذلك خلال كلمة معاليه فى ندوة “ 15 قرناً من المحبة والمودة “ التى نظمتها جامعة زايد بالتعاون مع الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، ومؤسسة طابة، مساء أمس الأول بحضور عدد من الدبلوماسيين وكبار المسؤولين والشخصيات الدينية ومعالي سعيد الرقباني مستشار صاحب السمو حاكم الفجيرة، وفضيلة الشيخ السيد علي الهاشمي المستشار بوزارة شؤون الرئاسة، والدكتورة زينب رضوان وكيل مجلس الشعب المصري، والدكتورة نور حياة السقاف نائبة رئيس البرلمان الإندونيسي، والدكتور سليمان الجاسم مدير الجامعة وجمهور غفير من المواطنين والمقيمين. نسيج المجتمع العربي وأشار معالي الشيخ نهيان بن مبارك إلى الاعتزاز بما تحقّق في ظل الإسلام، من تعايش ووفاق، خلال أكثر من أربعة عشر قرناً من الزمان، ساد فيه الاحترام والتقدير لأهل الكتاب، وتأكدت حقوقهم جميعاً، في حرية العقيدة، وفي أن يكونوا أيضاً ركناً أساسياً، في نسيج المجتمع العربي، بل ومساهماً قوياً في مسيرته وتطوره، ويذكرنا بأننا أبناء المنطقة العربية من مسلمين ومسيحيين على السواء لنا تراث مشترك يقوم على لغة واحدة، ووطن واحد وتراث يؤكد على حقوق الإنسان، ورعاية مصالحه، تراث استمر حياً ومتجدداً وقادراً عبر العصور على مواجهة كافة التحديات، وهي تحديات، لم تكن تميّز أبداً بين مسلمٍ ومسيحي، إن لنا تراثا مشتركاً، يرفض النظر إلى أي مجموعة من السكان، على أنهم أقلية منفصلة. وأشار الى ان هذا التراث تراث عظيم، يركز على وحدة الشعب بكافة أفراده وطوائفه، إن هذا التراث المشترك “ يرفض الاستقواء بالخارج، وينبذ أي استغلال بغيض، للأحداث العارضة “ هذا التراث المشترك، يؤكد على أن الحضارة الإسلامية، كانت في أوج ازدهارها، عندما سادت مبادئ التسامح والتعايش، مع أصحاب الديانات والثقافات الأخرى، بل إن هذه الحضارة، مازالت قادرة على مواصلة مسيرتها، في عزةٍ وشموخ. أصوات مغرضة وحدد معاليه عدداً من المحاور التى يجب على المجتمع العربى تأملها فى هذا الصدد منها، أولاً، إننا نسمع من آن لآخر، بعض الأصوات المغرضة للتطرف، بين المسلمين والمسيحيين على السواء. وهذا بدوره، قد يؤدي إلى زرع الشك، أو هزّ الثقة، أو زعزعة الاستقرار، أو إشاعة الفتن الدينية والطائفية، في المجتمع - هذا أمرٌ لا يمكن القبول به، أو السكوت عليه. وأشار الى أنه طلب منا جميعاً، أن نواجهَه ونجابهَه، بقدر ما نستطيع من عزمٍ وتصميم - علينا أن ندعم دعوات التعايش والاعتدال، وأن ننبذ بكل حزم وقوة، تلك الأصوات الناشزة، التي تثير الفُرقة والصراع - علينا أن نُثبت، من خلال إنجازات ومبادرات حقيقية، أن أتباع الإسلام والمسيحية، في المنطقة العربية كافةً، قادرون تماماً على العمل معاً: يداً واحدة، في سبيل تشكيل مستقبلٍ آمنٍ ومزدهر - علينا أن نُثبت، أن المحاولات الرخيصة، لزرع الخلاف، وبثّ المشاحنات، هي محاولات فاشلة، لن تنال منا، ولن تؤثّر فينا، إلا أن نزداد تماسكاً وتآلفاً وقوة. وثانياً، إن الظروف والأحداث، التي تمر بها المنطقة، تؤكد على أنه لم يعد كافياً، مجرد عقد لقاءات، أو إصدار بيانات، بل يجب أن نعمل بجد، لتأصيل وتوضيح تراثنا المشترك، وأن نأخذ بالأنشطة والمبادرات، التي تقضي على مصادر الشك، الذي قد يُلقي به البعض في الساحة، وأن نتخلص من الصور النمطية عن الآخر، تلك التي يروّج لها البعض. وثالثاً: يجب أيضاً، ونحن نتطلع إلى المستقبل، أن ندرك بوضوح ، طبيعة العصر الذي نعيش فيه، وأن نحيط بآثار ظاهرة العولمة ،على كافة أوجه الحياة في المنطقة العربية، ومنها بالطبع، العلاقات بين المسلم والمسيحي، سواء تعلّق الأمر، بما يترتب علي هذه الظاهرة، من دور متنامٍ لوسائل الإعلام والاتصالات الحديثة، أو تَبِعات التحالفات الدولية والإقليمية المختلفة، أو محاولات اتخاذ الدين وحقوق الإنسان، وسيلةً لتحقيق أهدافٍ سياسيةٍ في المنطقة، أو حتى أنماط الهجرة وانتقال السكان بين بقاع الأرض، وتأثير ذلك على حجم ودور التجمعات الإسلامية والمسيحية، الموجودة خارج المنطقة العربية. أما رابعاً، هناك أملٌ كبيرٌ وعريض، في أن تكون جامعة زايد، في المقدمة والطليعة، في سبيل دعم قدرة وطننا العربي، على مواجهة هذه التحديات – خاصةً وأن هذه الجامعة، تحمل الاسم الكريم، لمؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، المغفور له بإذن الله تعالى، الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وهو الذي كان حريصاً كل الحرص، على إرساء دعائم دولة، تقدّر التعايش والسلام، وتسعى إلى أن يشارك كل فرد فيها، في مسيرة المجتمع، وفق أقصى ما وهبه الله له، من طاقات وإمكانات - إن دولة الإمارات، ولله الحمد ، بقيادة صاحب السمو الوالد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، تعتز دائماً، بأنها تضم جميع المواطنين والوافدين، في مسيرة رائعة للخير والنماء. وقال معاليه، إننا نعتز كثيراً، بانتمائنا لهذا الوطن المعطاء، الذي أصبح يمثّل رمزاً رائداً وأصيلاً، في السلام، والأمن، والتعايش، والاستقرار، بين جميع أوطان العالم، وفي هذا السياق، فإن جامعة زايد سيكون لها نشاط ملموس، في سبيل دعم علاقات التعاون والتواصل، بين الجميع، في المنطقة العربية من خلال فعاليات “معهد دراسات العالم الإسلامي” ، في الجامعة، والذي يبدأ العمل فيه هذا العام. الحماية والهجرة من جانبه، أكد القمص إسحق الأنبا بيشوى راعى الكنيسة القبطية الأرذوزكسية فى أبوظبي في كلمته على أن المسيحيين “ لا يطلبون حماية من أحد فهم ليسوا محلاً للاضطهاد “ وأن مايردده البعض عن هجرتهم من الوطن العربى “ ليس ظاهرة” فالهجرة هى سلوك من جانب بعض المسلمين والمسيحيين بهدف تحسين المستوى المعيشي، مشيراً إلى أن المسيحيين وقفوا ضد الغزاة حتى في الوقت الذي أتى فيه هؤلاء الغزاة يقولون إننا نحمي الأقليات، فرفض المسيحيون حماية من الغزاة. وقال، لقد خَشِيَتْ قيصرية روسيا نفوذ محمد على باشا فى مصر مع بداية القرن التاسع عشر والذي قد يمنع من تغلغل نفوذها في الشرق. فخططت أن تستعين بالأقليات في تنفيذ ذلك المخطط الخطر. فبعثت أميراً من اُمرائها ليفاوض بطريرك الأقباط البابا بطرس الجاولي ليوافق على وضع الأقليات تحت حماية قيصر روسيا. فما كان من البابا الوطني إلا أن سأله سؤالاً أثار دهشتَهُ وفي الوقت نفسه أثار غيظه، هل يحيا قيصركم إلى الأبد ولا يموت؟ فأجابه الأمير.. لا يا سيدي البابا لابد أن يموت كسائر البشر فقال البابا: إذن فأنتم تعيشون تحت رعاية ملك يموت، أما نحن الأقباط فنعيش تحت حماية ملك لا ولن يموت إلى الأبد، وهناك ثمة موقف مشرف آخر من مواقف لقداسة البابا شنودة الثالث، في موضوع وثيقة محاولة تبرئة اليهود من دم المسيح فقد أعلن في شجاعة أن اليهود مدانون بصلب السيد المسيح، ومن كلمات البابا الخالدة قَولهُ :إنَ مصرَ تعيشُ وحدةً واحدةً وشعباً واحداً وشعوراً ووجداناً بلا تفريق ولا تمييز، وإن مصر وإن كانت أحياناً عقلاً تتعدد أفكاره. فهي قلبٌ واحدٌ يتعانق شيوخَهُ وأحباره، وإن مصر ليست وطناً نعيش فيه لكنها وطن يعيش فينا. الخطاب الديني الأصيل وأشار الداعية الحبيب علي زين العابدين الجفري المؤسس والمدير العام لمؤسسة طابة للدراسات الإسلامية أن أهمية الندوة تأتي من طبيعة المرحلة الحرجة التي تمر بها المنطقة والعالم أجمع، وأن هناك تغييرات كبيرة ومتسارعة على كل الصعد تطرح تحديات غير مسبوقة، وتحتاج إلى تجديد الخطاب الديني الأصيل من الطرفين في مواجهة الخطاب المتطرف المتنطع الذي يحاول جعل الاختلاف الطبيعي في العقائد مرتكزاً للصراعات في العالم. وأكد على قوة الصلة بين المسلمين والمسيحيين من خلال الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة والتي تنهي عن الإضرار بأهل الذمة ، وأن من قتل قتيلاً منهم لم يجد ريح الجنة مشيراً إلى وصية الرسول عليه الصلاة والسلام بأهل مصر خاصة لأن لهم نسباً وصهراً. وأوضح بالشواهد التاريخية مدى قوة الصلة بين الأقباط والمسلمين منذ فتح مصر وإلى اليوم، والتي تمثلت في أصدق صورها في اجتماع عنصري الأمة عقب أحداث كنيسة القديسين بالإسكندرية، ومشاركة كل مصر قيادة وشعباً الأقباط في احتفالاتهم بعيد الميلاد. وقالت د. زينب رضوان لا يوجد فى مصر مسيحى ومسلم فالجميع مصريون يجمعهم وطن واحد وتحديات واحدة، وقالت د. حياة السقاف في أندونيسيا جزر يطلق عليها جزيرة الألف مئذنة وآخرى جزيرة الألف مسجد.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©