الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دير سانت كاترين بسيناء.. شاهد على التسامح

دير سانت كاترين بسيناء.. شاهد على التسامح
29 أغسطس 2014 20:15
حظي دير سانت كاترين الشهير بعناية فنية مميزة من الرسام الاستشراقي ديفيد روبرتس الذي مر به، وهو في طريقه للأراضي المقدسة بفلسطين، حيث قام برسم اسكتشات متعددة لمباني الدير والصخور والأشجار المحيطة به، فضلاً عن تفاصيل أخرى داخلية، من بينها برج الأجراس والمسجد الصغير الموجود بداخل الدير. ويحتوى الدير على أعمال معمارية وفنية إسلامية في مقدمتها المسجد الصغير الذي شيد في العصر الفاطمي، وذلك بغرض خدمة الحامية العسكرية والعربان الذين يقومون بتأمين الدير من غارات اللصوص وقطاع الطرق ويعد وجوده من علامات التسامح الديني الكبرى، حيث ازدهر الدير ونمت مقتنياته وتم تأمين وصول الرهبان وإقامتهم به، فضلاً عن الزوار طوال العهود الإسلامية. وهناك أيضاً أعمال الفسيفساء التي نفذت على نسق الزخارف الإسلامية، فضلاً عن مخطوطات مسيحية عدة باللغة العربية، منها أناجيل نادرة عدة قامت مكتبة الإسكندرية في السنوات الأخيرة بضمها لسجل الكتب الرقمية بها. روايات متواترة وتعود قصة بناء هذا الدير لروايات متواترة عن القديسة كاترين، وهي مصرية ولدت بالإسكندرية عام 194م، ونظراً لجمالها البارع وانتمائها لأسرة أرستقراطية، فقد طلبها وجهاء المجتمع للزواج، ولكنها رفضت واتبعت المسيحية في ظل اضطهاد الإمبراطور الروماني للمسيحيين، وعبثاً حاول الإمبراطور مكسيمينوس حملها على التخلي عن إيمانها، بل يقال إنها أقنعت خمسين خطيباً رومانياً أوفدهم إليها بالمسيحية. وفي عصر الإمبراطور البيزنطي جستنيان، تم بناء هذا الدير على جبل قريب من جبل موسى، ثم نقل عن أحد رهبان هذا الدير أنه رأى في منامه القديسة كاترين تقوم من موتها، فحمل رفاتها ليدفن بهذا الدير الذي صار يعرف من وقتها باسم دير سانت كاترين. ورغم العلاقات غير الودية بين الدولة الإسلامية والإمبراطورية البيزنطية، فقد حفظ حكام مصر الإسلامية من مختلف الدول لهذا الدير استقلاليته، ولم يتم التدخل مطلقاً في شؤونه الداخلية لا من قبل السلطات الحاكمة ولا حتى من قبل الكنيسة المصرية الأرثوذكسية، حيث ظل جميع رهبان وكهنة الدير من اليونان إلى اليوم، ويرتبط الدير بعلاقة خاصة مع مطران القدس الأرثوذكسي منذ تأسيس الدير في العصر البيزنطي. شجرة الدير ويحتوي الدير على كنيسة قديمة تتميز ببرج أجراسها الكبير، وتحتفظ هذه الكنيسة بهدايا قيمة أهديت إليها من ملوك وأمراء أوروبا، من بينها ثريات من الفضة، وبالدير شجرة يقال إنها شجرة موسى التي رأى فيها النار المقدسة فاهتدى منها ليكون كليم الله، وقد جرت محاولات عدة لاستنباتها خارج الدير، ولكنها جميعاً باءت بالفشل. وبدير سانت كاترين مكتبة ضخمة للمخطوطات المسيحية المكتوبة بلغات عدة، ويقال إنها ثاني أكبر مكتبة دينية بعد مكتبة الفاتيكان، وإلى جانب الفسيفساء العربية هناك أيضاً أيقونات روسية ويونانية ولوحات جدارية مختلفة، ولذا فهي تخضع لإشراف قطاع الآثار الإسلامية بوزارة الآثار المصرية، وقد رمم نابليون بونابرت خلال حملته على مصر أسوار الدير وتعليتها بعد شكوى رهبانها من تعرضها لهجمات بعض البدو. (القاهرة- الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©