قدم مسرح خور فكان مساء أول أيام العيد المسرحية الكوميدية «فريج خبصة» تأليف طلال محمود وإخراج حميد فارس بمشاركة عدد من الوجوه الإماراتية والخليجية الواعدة. تناولت المسرحية وبقالب كوميدي محكم عدداً من القضايا المجتمعية أبرزها موضوع البحث عن الوظيفة والعراقيل التي تواجه المواطن في تحقيق هذه الأمنية لاسيما الشباب الذين لم تسعفهم الظروف لاستكمال تعليمهم .
ياسين سالم (خور فكان) - أشارت المسرحية إلى أهمية مواصلة طريق العلم ونيل أعلى الدرجات من أجل خدمة الوطن ورد الجميل وعدم اليأس من طرق أبواب العمل فالوطن بحاجة ماسة إلى فكر وسواعد أبنائه وهو احق من غيره بالوظيفة وبخدمة وطنه ..وتبرز المسرحية في أحد مشاهدها صورة من تلك العراقيل ..شاب يتجه إلى إحدى الشركات تقابله فتاة أجنبية تحاول تطفيشه ببعض الكلمات مثل « لا يوجد شواغر..الرواتب ضعيفة للغاية .. هنا العمل على فترتين العمل هنا متعب جداً ..الإجازات تكاد معدومة».
وتخرج المسرحية من هذا المأزق بان يجد هذا الشاب وظيفة بعد معاناة وطول صبر وهو المغزى الأساسي من أحداث هذا الجزء من المسرحية كما يقول المخرج حميد فارس.. وتوصيل رسالة إلى الشباب الباحثين عن العمل ضرورة التأني وعدم الاستعجال والاهم من ذلك كله عدم الدخول في دائرة الإحباط واليأس،لأن مهما طال الانتظار حسب فصول المسرحية لابد أن يأتي الفرج وتتاح لك الفرصة للعمل وخدمة وطنك ..كما تناولت المسرحية موضوع الفجوة في الفكر بين أفراد المجتمع وانعكاسه على العلاقات الاجتماعية وجسد الفنان علي الشحي والفنانة البحرينية ريم الفيصل دور أسرة تعيش اختلاف في الفكر أبو فطوم يرفض الشاب المثقف حميد فارس غنوم الذي تقدم للزواج من ابنته بحجة انه منفتح اكثر من اللازم على العالم ويحمل أفكار متطورة، والأب متمسك بالعادات التي تتصادم مع هذه الأفكار وتصادرها. وتحاول المسرحية أن تعالج هذه المشكلة من خلال الحوار البناء الهادئ حيث يقدم الطرفان بعض التنازلات للآخر والوصول إلى منطقة الوسط ومنها يكون الحل ويتم الزواج بالتراضي بعيدا عن العصبية والتطرف والانحياز للرأي الواحد.
أما الموضوع الآخر الذي تناولته المسرحية، فهو تأثير وسائل التواصل الاجتماعي وكيفية الاستفادة منها بشكل جيد وصحيح، ومن الخطأ أن يتم استخدامها لنقل الإشاعات والأخبار الملفقة وبث الأفكار المغرضة والكره والكلمات البذيئة التي تتعارض مع القيم الأصيلة والأعراف النبيلة، فالمجتمع له حرمته وعاداته ولن يقبل بأي حال من الأحوال الإساءة لأي شخص مهما كان فكره وميوله. فوسائل التواصل الاجتماعي حسب المسرحية نعمة يجب أن توجه من أجل خدمة المجتمع ونشر ثقافة الوعي والحوار الراقي البناء البعيد عن التشنج والقذف حظيت المسرحية التي أقيمت على خشبة مسرح خورفكان بتفاعل كبير من قبل الجمهور الذي صفق كثيرا للأداء المميز والحبكة الكوميدية، حيث نجح المخرج بتوزيع الأدوار واختيار الأشخاص المناسبين لتوصيل الرسالة للجمهور بشكل واضح غير ممل من خلال «الأفيشات» الكوميدية كما أن المؤلف وفق إلى حد كبير في كتابة نص يتعلق بالقضايا المعايشة وهي في صلب المجتمع تكاد تكون حديث الناس في كل ساعة.. وأظهرت المسرحية خامة واعدة من الشباب الذين يحتاجون إلى دعم واهتمام ورعاية وتشجيع لصقل مواهبهم المسرحية وتطوير مهاراتهم .. فالموهبة وحدها لا تكفي ...
عدد اليوم
