الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مقتنيات مواطن.. كنوز تدعم الوعي بقيمة الماضي وتعزز الحاضر

مقتنيات مواطن.. كنوز تدعم الوعي بقيمة الماضي وتعزز الحاضر
10 أغسطس 2013 20:48
أطلق عليه معرض الاتحاد، وهو في الحقيقة يضم الكثير من الآثار والتراث، حيث يعتبر هذا المتحف سجلاً حقيقياً وتاريخاً صادقاً لمجموعة من الفترات والعصور الإنسانية بقديمها وحديثها، فأحياناً يسجل التاريخ بالقلم، وفي أحيان أخرى يسجل المواطن خالد صديق بالصورة، وفي أغلب الأحيان يسجل بما خلفه الماضون من آثار وما تركوه من تراث. المواطن خالد صديق هو بحق مؤرخ، حتى وإن لم يتخصص بالتاريخ، ولكنه يحتفظ به ضمن ما يقتنيه من آثار وتراث، وإنه مؤرخ، ولكن بصورة أكثر مصداقية من الكتابة، فهو يشهد على عصره والعصور التي سبقته بما يقتنيه من آثار وتراث، فالتاريخ عنده (العهود الإسلامية الأولى المتمثلة في العهد الأموي والعباسي، والعهود الإسلامية الوسطى مثل أواخر السلجوقي، والأيوبي والمملوكي، وأواخر العهود الإسلامية للصناعات الفنية المتمثلة في العهد العثماني والعهد الصفوي والقاجاري والعهد المغولي في بلاد الهند والحرف اليدوية العربية). مقتنيات أثرية وقامت «الاتحاد» بجولة في هذا المتحف واطلعت على محتوياته ورصدت أهم المقتنيات الأثرية واللوحات الفنية المعاصرة التي خلقت جواً من الفنون الحديثة التي تعكس بعض أهم معالم إمارة أبوظبي كجامع الشيخ زايد الكبير، ومعرض صور المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، تلك الشخصية العظيمة التي أثرت في التاريخ ووضعت بصمتها الواضحة في سماء الإنسانية. يقول خالد صديق بدأت الاهتمام بتلك المقتنيات منذ 15 سنة، حيث بدأت هذه الهواية في الظهور ووجدت نفسي أهتم بالأمور التراثية، ولا أعرف من أين نبع عندي هذا الاهتمام، لربما أن ذلك الاهتمام كان دافعا لخدمة الوطن بأحد أهم المجالات الثقافية والسياحية والاجتماعية، وللتركيز على الجوانب الحضارية التي تتمتع بها دولة الإمارات، وبلا شك كان خبر إنشاء متاحف في إمارة أبوظبي الدافع القوي للمساهمة في الإطلاع لتوفر الكوادر الوطنية القادرة على تقديم الاستشارة وما يلزم في هذه الجوانب. شغف ولربما كان للتطور الذي حدث في الدولة دور في هذا الاهتمام والشغف بما هو قديم، خاصة عندما طغت حالة التجديد وسرت الحداثة في مختلف المناطق، إضافة إلى الحنين للماضي الذي يشكل جانباً كبيراً من الحميمية في عين خالد صديق، الأمر الذي جعلني أحرص كل الحرص الاحتفاظ بكل ما هو قديم، وهكذا كانت البداية عندما بدأت جمع واقتناء كل ما هو قديم. استطاع خالد صديق تجميع أكثر من ألفي قطعة أثرية وفنية خلال الـ 15 سنة الماضية، حيث كان يقوم بالشراء والتبادل والمقايضة، من المزادات العالمية، «ولقد كان لديَّ محل تجاري لبيع التحف والهدايا استطعت من خلاله أن أستبدل الكثير من التحف بالمقايضة.» تأثرت كثيراً ببعض الأصدقاء الغربيين حينما وجدتهم يهتمون بالتراث العربي والإسلامي وبالخليجي خاصة فيما يتعلق بالصور والوثائق، حيث حصلت من بعضهم على بعض الصور القديمة لمكة المكرمة والمدينة المنورة، ولقد تعلمت منهم الاحتفاظ بالصور قديمها وحديثها، للزعماء والقادة والمشاهير، سواءً العرب أوغير العرب، وبهذا تكونت عندي مجموعة كبيرة جداً من الصور». معرفة وأضاف «لديَّ فكرة عامة عن جميع المقتنيات، من خلال بعض الكتب، ولكن تنقصني المعرفة المتكاملة عن بعضها، ولا أخفي رغبتي في التعرف على بعضها الآخر، ولكن ضيق الوقت وكثرت الانشغال واهتمامي حالياً بجمع التحف والبحث عنها، يجعلني بعيداً عن التعرف على بعضها». ويحتوي «الاتحاد غاليري» في صورة عامة للتحف العربية الإسلامية وغير الإسلامية والغربية التي تشمل الحرف اليدوية الفنية سواءً كانت في أعمال الديكور القديمة الخشبية والخزفية واللوحات الفنية والقطع الموسيقية القديمة، والهدف هو التجارة المادية والمتعة الفنية في اقتناء وتغيير القطع، وكذلك لنشر الوعي عند الشباب لمعرفة تاريخ الحضارات الفنية عند الشعوب والتواصل فكرياً عبر الدراسة والبحث ليتولد الحب المعنوي الذي لا تقدره المادة في اقتناء مثل هذه القطع الفنية. قطع نادرة وأكد أنه يحتوي الاتحاد للتحف على ما يقارب الألفي قطعة فنية نادرة جداً، حيث تضم هذه المجموعة من التحف الإسلامية التي تحتوي على مجموعة كبيرة من السيوف والأسلحة الإسلامية والمخططات الإسلامية التي تشمل المصاحف الشريفة والحليات والمخطوطات الدينية والعلمية على مختلف العهود الإسلامية من العهد الأموي، والعباسي، وانتهاء بالعهد العثماني، والقاجاري، والمغولي، والعربي، كما يحتوي على الأعمال الفنية الخزفية، والخشبية، والبرونزية الإسلامية، أما الفنون الأوروبية فيحتوي المعرض على الكثير من التحف الأوروبية من الخزف الفرنسي التي تشمل الفازات وصحون البورسلين المزينة بالرسومات، واللوحات الفنية التي يعود تاريخها إلى القرن الثامن والتاسع عشر الميلادي. كما تضم مجموعة معرض الاتحاد على الكثير من الأعمال البرونزية الاستشراقية لأشهر فناني الغرب في القرن التاسع عشر مثل الفنان النمساوي فرانز بيركمان، ولويس هوتوت، أما اللوحات الفنية فأيضاً يحتوي المعرض على أكثر من أربعمائة لوحة فنية منها ثلاثمئة لوحة استشراقية منها ما هو لأشهر الفنانين مثل روبرت ايرنست واوتو بينلي، واللوحات المتبقية هي لوحات أوروبية وعربية لأشهر فناني العرب الرواد مثل فائق حسن من العراق وجمال سجيني من مصر، كما يحوي المعرض على الأعمال الفنية الصينية والأفريقية القديمة، وهذا لا يمنع من وجود الكثير من الأثاث العربي، والهندي، والسوري، والمغربي، والمصري القديم، والزجاج القديم الذي يستخدم كتذكار وديكور في تجميل القصور والبيوت والفنادق التي قلما لا يحتوي بيت على مثل هذه الرموز التراثية الأصيلة. وقد أقام المعرض للوحات الفن المعاصر التي تعود لمجموعة كبيرة من الفانين المشهورين ومن العرب فنانين من دولة الإمارات. عراقة التراث وأشار خالد صديق أن المتحف يضم في جنباته أنواعاً متعددة من المعروضات التراثية القديمة واللوحات الفنية، وفيه أنواع تدهش من يراها لأول مرة وتحكي عصراً مضى من تراثنا العريق، فهذا المتحف أنشئ بجهود ذاتية وشخصية وأولى له جل وقته واهتمامه، بالتعاون مع المؤرخ محمد خليل الذي استطاع أن يضع إضافة نوعية لمجموعة المقتنيات التي يضمها معرض الاتحاد. انطلاقاً من حفظ تراث الوطن العريق وتقيداً بتعاليم حكومتنا الرشيدة بحفظ أصالة وعراقة هذا الوطن المعطاء. ويضم «معرض الاتحاد» كافة أنواع الخناجر، والسيوف، والسكاكين، والآلات الحادة، والرماح، والسهام، وغيرها من الآلات الأخرى، التي يعود بعضها للعصر الأموي والعباسي، والجزء الآخر يتكون من لوحات وخرائط ومخطوطات يعود تاريخها إلى صدر الإسلام. وقال خالد صديق إن عدداً كبيراً جداً من المخطوطات الموجودة حالياً والتي تم تدوينها من قبل المسلمين إنّما يدلّ على ازدهار الحضارة في البلدان الإسلامية، وكما تعلمون فإنّ عدداً كبيراً من هذه المخطوطات أصابها التلف من جراء الحروب والأعداء والحوادث. المخطوطات المتبقية هي أفضل دليل على الآثار المتبقية من الحضارة الإسلامية العظيمة، حيث قام المسلمون بتدوين أفكارهم وعلومهم في هذه المخطوطات والتي وصلت إلينا اليوم، تحفظ هذه المخطوطات القيمة في معظم متاحف ومكتبات العالم. تاريخ البلاد تعدُّ المخطوطات، تراثاً وطنياً لكل بلد من بلدان العالم، ويجب على جميع أجيال المجتمع معرفة هذا التراث ويجب على الباحثين والدارسين أن يقوموا بتصحيح هذه المخطوطات وتنقيحها وتثبيت دعائم تاريخ البلاد من خلال إحياء هذا التراث العريق. لقد أمضى الكثير من علمائنا حياتهم في مجال كتابة هذه المخطوطات لكي تبقى ذكرى للأجيال القادمة، ولقد تحملوا كثيراً من المشاكل والمتاعب في هذا المجال، ولكنهم استمروا في جهودهم الجبارة هذه حتى استطاعوا أن يخلقوا آثاراً خالدة في جميع الحالات. إنّ الأهمية كامنة في هذا الأمر، لقد حَثَّت الشعوب على الاهتمام بالتراث القديم وخاصةً في مجال المكتبات وتبادل المعلومات، ولقد اهتمت كثير من الشعوب بهذا الأمر، حتى غير المسلمين - تمتلك مجموعة كبيرة من هذه المخطوطات الثمينة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©